صدى المجتمع

خبراء في «صون التنوع الحيوي» يناقشون «الجنوح البحري» والأثر البيئي لعلم الوراثة

هد اليوم الثالث من أعمال النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية جلسات ثرية ومعمقة، ناقش المشاركون خلالها جملة من القضايا البيئية المهمة، شملت ظاهرة جنوح الأحياء البحرية وعلم الوراثة ودورها المحوري في المحافظة على البيئة ونظمها المختلفة.

ينعقد المنتدى بتنظيم من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، وتجري جلساته في سفاري الشارقة خلال الفترة من 5 إلى 8 فبراير، ويحتضن الحدث ما يربو على 215 خبيراً وباحثاً ومختصاً في المجال البيئي يمثلون عدداً من دول العالم.

واستهدفت أولى جلسات اليوم الثالث فهم ومعالجة حالات الجنوح التي تتعرض لها الكائنات البحرية في مناطق عديدة من العالم، مع إيلاء تركيز خاص في هذه النقاشات على أفاعي البحر في شبه الجزيرة العربية، وقد شارك فيها نخبة من الأطباء البيطريين ذوي الخبرة في دراسة النظام الصحي للكائنات البحرية ومعالجتها، بالإضافة إلى باحثين في الشأن البيئي، مما شكل منصة فاعلة لتبادل المعارف والخبرات فيما بينهم والتفكير في إيجاد وتطوير استراتيجيات جديدة ومتقدمة لحفظ الحياة البحرية.

بدأت الجلسة بمقدمة شاملة حول حفظ التنوع الجيني، تلتها ورقة قدمتها د.هيلين سين استعرضت من خلالها تقريراً للأنشطة الإقليمية المكرسة لحالات جنوح الكائنات البحرية، والتي تسعى لرسم خريطة دقيقة لجهود فرق الاستجابة الإقليمية، فضلاً عن المناطق التي تعاني عدم تغطيتها ضمن شبكات الاستجابة البحرية، كما تضمنت الجلسة مناقشة شبكة الجنوح والطرق والوسائل المختلفة لتقويتها.

وضمن أوراق الجلسة، تحدث فادي يغمور حول برنامج الشارقة للاستجابة لجنوح الحياة البحرية، في حين استعرضت د.إليز ماركيز تجربة مركز سي وورلد للأبحاث والإنقاذ، وتطرقت ناتسيا مانينا لمشروع الأكواريوم الوطني. وأما تيميا كريستينا سيكيلي فألقت نظرة عامة على مشاريع حوض السمك البحري في أكواريوم أتلانتس.

واستعرضت د.هند المري مشاريع الجنوح البحري في هيئة البيئة بأبوظبي، وقدمت باربرا لانجلينتون ورقة بعنوان الحفاظ على البيئة البحرية والسياحة الخاصة بها بمناسبة الاحتفال بمرور 20 عاماً على إعادة تأهيل السلاحف البحرية، فيما قدم الدكتور أندرو ويلسون نتائج مشروع تقييم تشابك الحيتان الكبيرة والاستجابة له في بحر العرب.

كما ركزت أجندة اليوم الثالث على حياة أفاعي البحر في شبه الجزيرة العربية، حيث شارك الخبراء معارفهم البحثية وتجاربهم التطبيقية حول بيئة هذه الكائنات وسلوكها وحفظها، ما يؤكد أهميتها الجوهرية في استدامة النظام البيئي البحري، وشهدت الجلسة نقاشاً مستفيضاً حول الاستكشاف التفصيلي لعلم الأمراض لدى أفاعي البحر الجانحة، في سبيل الوصول لفهم أعمق للمخاوف الصحية والمخاطر التي تحدق بهذه الكائنات، ووضع تدابير فعالة لحفظ هذه الأنواع.

وتضمنت الجلسة عقد ورشة عمل تفاعلية حول إنشاء ورقة بيانات لجمع العينات أثناء فحوص ما بعد الوفاة والتي مثلت تقدمًا في منهجيات البحث البحري. وقد تم توجيه المشاركين من خلال العملية المنهجية في جمع البيانات الخاصة بالحيوانات البحرية الجانحة وتحليلها، وهي تمثل خطوة حاسمة في فهم وتخفيف أسباب الجنوح.

تبعت ورشة العمل التفاعلية إجراء تمرين عملي قصير في إجراء الفحوص ما بعد الوفاة لأفاعي البحر بأمان، باستخدام تنسيق جمع البيانات والعينات المطور حديثاً وقادها كل من الدكتور ريتشارد بلوج والدكتورة سوزانا فيليب، وبمشاركة الدكتور ديفيد ويليامز.

شملت الجلسة أيضاً مناقشة لدغات الأفاعي البحرية، باعتباره موضوعاً يهم الصحة العامة وإدارة الحياة البرية على حد سواء، حيث شهد الحضور ورشة تثقيفية حول الإسعافات الأولية لدى الإصابة بلدغات هذه الأفاعي وبروتوكولات العلاج الخاصة بها، مع تزويدهم بالمعارف والإرشادات الضرورية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.

وشهدت ثانية جلسات اليوم الثالث من المنتدى سلسلة مناقشات وعروض تمحورت حول أهمية المحافظة على التنوع الوراثي للأنواع ودورها في استدامة مستقبل النظم البيئية المهددة في المنطقة. فقد تم تخصيص هذه الجلسة لاستكشاف أحدث المساعي المتقدمة والتطبيقات المنفذة في علم الوراثة للمحافظة على التنوع، كما أبرزه هدف إطار التنوع الحيوي العالمي كونمينغ-مونتريال رقم 4.

استهلت الجلسة بمقدمة قصيرة حول المحافظة على التنوع الوراثي، ثم سلط خبراء الضوء على أهميته كركن أساسي في المحافظة على التنوع الحيوي بصورته الأشمل، وأكّدوا دوره في ضمان صحة ومرونة النظم الإيكولوجية، وشملت الجلسة أوراقاً حول الاستكشاف المتعمق لبطاقات الأداء الجينية، وتعتبر أداة تقييم قدمها خبراء وصُممت للمساعدة في مراقبة التنوع الجيني. ويمكن لهذه البطاقات أن توفر تقييماً شاملاً للصحة الجينية للأنواع، وبالتالي توجيه استراتيجيات المحافظة، وخاصة فيما يتعلق بتحديد المجموعات المعرضة للخطر، وكذلك بنشر برامج التربية وإعادة الإدخال.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى