رأي

حرب غزة… محاولة للفهم

كتب م. عادل الجارالله الخرافي في صحيفة السياسة.

لا شكَّ أن هجوم حركة “حماس” وعمليتها العسكرية قد فاجأت اسرائيل، مثلما فاجأتنا جميعا.
ايضا، لا شك، أن عواقبه على الشعب الفلسطيني الأعزل كانت ولا تزال كارثية، على المستويات كافة، اكان على البشر او الحجر، فالرد الإسرائيلي معروف مسبقا، اذ لا قانون دوليا أو ناموس أخلاقيا يحد من جبروت تل ابيب وانتقامها، وهذا هو ديدن المحتل.
وبغض النظر عن موقفنا من هجوم “حماس” في السابع من الشهر الجاري، فإن هذا القرار لم يأت من فراغ، كما ان قادة “حماس”، وهم متمرسون في العمل النضالي، لا اعتقد انهم لم يدركوا عواقب ذلك الهجوم، والثمن الباهظ الذي سيدفعه الفلسطينيون جراء ذلك.
ورغم ان نتائج هجوم “حماس” لا تضاهى، بأي حال من الاحوال، مع ما اقدمت، وتقدم عليه اسرائيل من قتل ودمار، إلا أن تلك العملية كانت لها نتائج كبيرة وفعالة على صورة الجيش الاسرائيلي، وما يشاع عن هيبته، وقدراته، وايضا على سياسات اسرائيل، والاستيطان، والاستفراد بالفلسطينيين، وتحكم اسرائيل بمجريات القضية الفلسطينية وتوجيهها وفق ما كانت تخطط له تل ابيب.
في تقديري إن ذلك هو ما ولد إزعاجا وقلقا لدى صانع القرار الاسرائيلي حيال ما كانت حققته تل ابيب، خصوصا في سياساتها الاستيطانية، ولجم الفلسطينيين، وكذلك تقدمها في التطبيع في محيطها الاقليمي.
الحرب الجارية اطلقت علامات استفهام لدى المجتمع الدولي بشأن كل ذلك، كما وضعت المشروع الاسرائيلي، واهدافه على المحك، امام ما ولده هجوم “حماس”، لا سيما ان ادى الى عودة هذا المشروع الى ما قبل “اتفاق اوسلو”، وابرز الحاجة مجددا لاعادة المجتمع الدولي النظر في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المهدورة، ولسان حال صانع المشروع الاستيطاني الاسرائيلي يردد “كأنك يا بو زيد ما غزيت”!
نعم، كانت هناك عواقب كارثية لعملية “حماس” على احتلال الذي لا يعير اي اعتبار للقانون الدولي، او معايير الاخلاق والانسانية.
لكن ما الذي كان بيد الفلسطينيين وهم يرون حقوقهم تتراجع يوما بعد يوم، وتحيط بهم الحواجز والمستوطنات من كل جانب، ليصبحوا رهائن للاحتلال في سجن يقبع فيه شعب بأكمله؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى