أبرزرأي

حرب اليمن والورطة الأمريكية الكبرى

كتب فارس الحباشنة في صحيفة الدستور:

لا الحوثيون سوف يصمتون على الغارات والقصف الامريكي والبريطاني. ولا امريكا سيضعون في حساباتهم انهم سوف يواجهون في اليمن ذات المصير التراجيدي لنهايات حربي افغانستان والعراق. و الحوثيون لن يستسلموا لامريكا، وحتى اخر قطعة سلاحة سيقاومون، وحتى لو لم يبق لهم اثر.

و في اليمن الحرب لمصلحة من ستكون ؟ وما وراء الاقنعة الامريكية. و الحوثيون نفذوا عمليات عسكرية استهدفت بوارج وسفنا تجارية اسرائيلية، وتحت عنوان كبير وبذريعة نصرة قومية لغزة، ومطالبة في وقف اطلاق النار في غزة وفتح الحدود لاغاثة واعانة الغزيين.

امريكا ذهبت الى مجلس اليمن، واخذت إذنا وغطاء شرعيا لعملياتها العسكرية والقصف الجوي في اليمن.

و قد تخطط امريكا وبريطانيا الى غزو اليمن بريا. والحرب البرية في اليمن حتما ستكون سريالية، وتحتاج الى مئتي الف عسكري، ومن يفقهون في «جغرافيا اليمن « يتحدثون عن نصف مليون عسكري.

دول عربية وشرق اوسطية رفضت الانضمام الى تحالف «حارسة الازدهار « الامريكي.. والدول الرئيسية المطلة على البحر الاحمر لم تشارك في التحالف.وهي : الاردن والسعودية ومصر والسودان، والصومال. الحوثيون من عشرة اعوام يخوضون حربا طاحنة.. وماذا سوف تضيف امريكا الى اليمن في حربها سوى القصف الجوي او الغزو البري ؟ دمار وخراب، و فوضى.. وهل ذلك سوف يمنع الحوثيون من استهداف قواعد امريكية في الخليج وقيادة الاسطول الخامس الامريكي في المنامة ؟

الاهداف البحرية الامريكية على مرمى صواريخ الحوثيين.. وليس هناك ما يمنع الحوثيين من تنفيذ عمليات عسكرية لضرب اهداف امريكية، وماذا يمكن ان تفعل امريكا ان تعرضت اهدافها الى ضربات جامدة ونوعية واحرق قواعد، وبوارج امريكية ؟! بعد هجمات الطيران الامريكي والبريطاني على صنعاء والحديدة رد الحوثيون باستهداف باخرة بريطانية في البحر الاحمر.

و امريكا قد تجد نفسها في لحظة قد تورطت في اليمن، وورطة تشبه حرب اسرائيل في غزة، وكيف انخرطت اسرائيل في لحظة جنون وهستيريا وانتقام في حرب استنزاف بلا نهاية.

و ما قد يواجه امريكا ميدانيا في اليمن سيكون حتما اصعب من عقدة « جيش اسرائيل» في غزة.. «قطار الموت الى اليمن» قد يوجه الانظار الى الحرب الورطة اقليميا، والانكشاف الاستراتيجي الامريكي. و اليمن عقدة البحر الاحمر والخليج العربي، وبلد عصي تاريخيا على الاحتلال والغزاة، وذلك بفعل الجغرافيا وشعبه الجبار.. واليمنون مقاتلون والحوثيون مسلحون في عقيدة وطنية ودينية، وعسكرية.. وفي الاعوام الماضية استطاعوا ان يحافظوا على توازن في معادلات الحرب اليمنية رغم شح الامكانات وفوارق القوة العسكرية في مواجهات مع جيش مدعوم ومسنود من دول خليجية.

و في اليمن، الحوثيون فرحون، وفي غاية النشوة والسعادة، وانهم يحاربون دولا بحجم امريكا وبريطانيا «عمالقة الناتو».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى