جنان أسقطت الحكومة أم انقذتها؟
كتب حسن علي كرم في صحيفة السياسة.
سارعت الحكومة بعدما انتهت النائب جنان بوشهري من القاء بيانها القاذفة الصاروخية، الذي وعدت فيه الحكومة باستجواب تعده الى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عيسى الكندري بصفته، على خلفية قرار الحكومة، باعادة صرف المعاشات الاستثنائية للوزراء، وللاحبة ومن لف لفهم، و”هؤلاء الاخيرين” لا صفة وظيفية ثابتة لهم، ربما فراش الوزير، او بواب العمارة، او كاتب رسائل يُجلس على قارعة الطريق، او طباع، وخذ على هذا المنوال قائمة اخرى من نواب محترمين، بالديوانيات معارضين وبالمجلس عصافير الجنة!
النائب المحترمة جنان بوشهري ممثلة الدائرة الانتخابية الثالثة، وصوت الامة وممثل الاكثرية الصامتة، لم تكن تحتاج أياماً حتى تستوعب قرار الحكومة صرف معاشات استثنائية للاحبة والخلان ومن على منوالهم، فالمكتوب يظهر من عنوانه.
وجنان ليست سنة أولى نيابة مثل الاكثرية، لكنها خبراتها السياسية، والوزارية، والبرلمانية تفوق ثلاثة ارباع السادة النواب المستجدين على المشهد السياسي.
وجنان لا تنتظر من الحكومة ان تجود عليها ببشت الوزارة او بكم دينار فوق معاشها البرلماني والتقاعدي، كذلك لا يبدو انها من الذين يستسهلون بعثرة اموال الشعب لاسكات المقاعد الخلفية، او من كانوا خدمة للحكومة ومن كتبتها.
ولذلك لم يكن البديل الا الاسراع الى ميكرفون المجلس واعلان رفضها مبررات المعاش الاستثنائي، ومن ثم تقديم استجواب مستحق للوزير المعني.
نحن كشعب سنقف خلف النائب المحترمة اخت الرجال، الحريصة على اموال الدولة، والحريصة على حقوق الشعب، لذا لم يكن ازاء ذلك الا العصا الغليظة وتخويف الحكومة، وهي الوسيلة الناجعة التي لا بديل عنها، ما ادى الى ان تسارع الحكومة الى وقف بدعة المعاشات الاستثنائية للاحبة والمقربين.
ولاننا نحن مواطنون فلا لنا من الكعكة قضمة أو نظرة، وسنبقى على معاشنا التقاعدي رغم انوفنا، ونحمد الله و”نبوس يدنا ظهر وبطن” على ذلك.
انا لا اعلم ولا سمعنا، أو قرأنا، ان هناك دولة على كل الكرة الارضية منحت لموظفي الصفوف الاولى من وزراء ومقربين معاشات “استثنائية” غير الراتب المقرر.
ارجو من الحكومة ان تتكرم علينا بالمعلومة، ثم حتى لو على افتراض انهم يمنحون المعاش الاستثنائي، لا يمنحون بسرية تامة وكأنه لصوصية، او زكاة لمن لا يستحقون!
المعاش الاستثنائي تجاوز على حقوق المواطنين، وعلى المال العام، وبخاصة الفئات ذات المعاشات المتدنية الذين يشكلون الغالبية العظمى و”الصامتة” من مواطني هذا الشعب الطيب الوفي.
يبقى السؤال: هل تراجعت الحكومة بعد الانذار الصاروخي من جنان عن معاشات “السحت” الاستثنائية او انها اغلقت الخزينة بقفل وبرقم سري، وان لا معاشات ولا استثناءات ولا منة او زكوات، انما معاشك يا وزير ويا نائب ويا مدير، ويقتنع هؤلاء بالمعاش الاصلي، ويخدمون الوطن والمواطن بقلب نقي وكف نظيف؟ اللهم أمين.