رأي

تايوان… قصة انتماء واحد وأفق مشترك

كتبت د. دانة العنزي في صحيفة الراي.

تعد مسألة تايوان، أحد أهم القضايا الوطنية للصين وجوهر المصالح العليا للدولة والشعب، فهي ليست نزاعاً دولياً بل شأن داخلي صِرف خلفته الحرب الأهلية الصينية، حين انسحب قادة الكومينتانغ إلى الجزيرة بدعم خارجي وأقاموا نظاماً انفصالياً يتعارض مع وحدة الصين وسيادتها.

منذ آلاف السنين، ارتبطت تايوان بتاريخ وحضارة الصين، وهو ما تثبته السجلات التاريخية والوثائق الدولية، من تصريح القاهرة إلى بلاغ بوتسدام، وصولاً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أكد أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الممثل الشرعي الوحيد للصين، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.


ورغم هذا الإجماع الدولي، لاتزال سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان تسعى لإثارة الانقسام، مدفوعة بأجندات انفصالية ودعم خارجي ومحاولة الترويج لما يسمى بـ «استقلال تايوان»، هذه التحركات لا تمثل فقط خرقاً صارخاً لمبدأ «صين واحدة»، بل تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.

وفي الكويت، تلعب السفارة الصينية دوراً فعالاً في تعزيز الوعي حول حقيقة مسألة تايوان وأهميتها، من خلال الحلقات النقاشية والندوات واللقاءات الإعلامية التي تسلط الضوء على البعدين التاريخي والقانوني للقضية وتوضح للمجتمع الكويتي حقيقة أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين… وتحرص السفارة على مد جسور التواصل الثقافي والفكري مع المؤسسات والأفراد لضمان فهم عميق للموقف الصيني وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

تتمسك بكين بحل سلمي يقوم على مبدأ «دولة واحدة ونظامان» بما يضمن التعايش بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي، مع منح تايوان مساحة واسعة للحفاظ على نمط حياتها. ورغم أن الصين لا تستبعد استخدام القوة، إذا لزم الأمر، فإن هدفها الأساسي هو إعادة التوحيد سلمياً، بما يحقق نهضة الأمة الصينية ويحافظ على مصالح أبناء تايوان الذين يتمتعون بحقوق وفرص متساوية في الاستثمار والعمل والدراسة في البر الرئيسي.

كما تحذر الصين من أي محاولات للمقارنة بين مسألة تايوان وقضايا مثل ألمانيا أو كوريا أو أوكرانيا، مؤكدة أن تايوان ليست دولة ذات سيادة بل هي إقليم صيني لا يملك الحق في تقرير مصيره بمعزل عن الشعب الصيني ككل.

إن الموقف الصيني الواضح والدعم الدولي لمبدأ «صين واحدة» يجعلان أي محاولة لتقسيم الصين مغامرة فاشلة وفي ظل عالم يبحث عن الاستقرار والتعاون تبقى وحدة الصين ركيزة أساسية للسلام والتنمية في آسيا والعالم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى