رأي

الولايات المتحدة تعمل ضد روسيا والصين في منطقة القوقاز

عن الأبعاد الخطيرة لسيطرة الولايات المتحدة على ممر زانجيزور، كتب دميتري سكفورتسوف، في “فزغلياد”:

وقّعت أرمينيا وأذربيجان إعلانًا بشأن تسوية النزاع بينهما. وفي الوقت نفسه، نُقل ممر زانجيزور، الذي كان من المفترض أن يوفر روابط نقل بين أذربيجان وجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي، إلى سيطرة الولايات المتحدة (وباتت تُطلق عليه تسمية “طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين”).

تُعدّ منطقة ما وراء القوقاز إحدى النقاط الجغرافية الرئيسية التي تلتقي فيها عدة اتجاهات مهمة، تسمح بربط الفضاء الأوراسي. ويعتمد ذلك على الدول التي ستستفيد من الربط، بناءً على الطرق والمسارات التي تتخذها ووجهتها. وبالتالي، فعرقلة تدفقات النقل، قد تخنق بعض الدول.

مع مطلع الألفية الثانية، بدأت الصين في تنفيذ طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين (أو كما أصبح يُعرف، في الغرب، بالممر الأوسط).

بعد انطلاق النظام العالمي الجديد، نشأت مشاكل في إيصال البضائع من الصين عبر خط سكة الحديد العابرة لسيبيريا، ثم عبر شبكة سكك الحديد في الجزء الأوروبي من روسيا إلى أوروبا. في ظل هذه الظروف، أبدت الصين اهتمامها بتوسيع ممر النقل عبر منطقة القوقاز. ويُعدّ إنشاء ممر زانجيزور (وتسليمه إلى الولايات المتحدة) محاولةً لقلب موازين الأمور لمصلحة واشنطن. إذ تسعى الولايات المتحدة إلى عرقلة خطط التجارة والنقل الصينية والروسية والإيرانية من خلال إعادة توجه أرمينيا وأذربيجان نحوها.

وفي الوقت نفسه، تُحاول واشنطن تعزيز نفوذها في آسيا الوسطى عبر منطقة القوقاز، والوصول إلى حدود منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم في الصين (حيث ما زالت تسعى إلى إثارة النزعات الانفصالية). وإذا نجح ذلك، فسوف يُزعزع الارتباط الداخلي في أوراسيا بشكل جدي، ويُصبح موقف خصوم الغرب- روسيا وإيران والصين- أكثر تعقيدًا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى