رأي

الولايات المتحدة تحاول السيطرة على فنزويلا من دون قتال

عن مأزق واشنطن في فنزويلا، كتب المحلل السياسي دميتري روديونوف، في “فزغلياد”:

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده للتنحي عن السلطة بعد 18 شهرًا على الأقل. وقد نظر بعض المسؤولين الأمريكيين في هذا الخيار كحل محتمل للأزمة، لكن البيت الأبيض يُصرّ على استقالة مادورو الفورية. ويبقى السؤال الأهم، الذي لم يلق إجابة بعد، هو ما إذا كان ترامب سيُقدم على الحرب.

أفادت شبكة CNN بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الموارد العسكرية اللازمة لشنّ عملية واسعة النطاق لإزاحة مادورو من السلطة. ويرى الخبراء بأن ترامب إذا أمر بشنّ ضربات على فنزويلا، فقد يواجه مشاكل خطيرة تتمثل بانقسامات في المعارضة والجيش، الذي يقال إنه على أهبة الاستعداد للتمرد، فضلًا عن ردة فعل داخلية عنيفة، نظرًا لتعهده السابق بتجنب التدخل المكلف في شؤون الدول الأخرى.

زد على ذلك، لا يستطيع ترامب تجاهل ردة الفعل المحتملة من روسيا والصين، وهو أمر لا مفر منه، نظرًا لمصالحهما في فنزويلا والأموال التي استثمرتاها هناك. بالطبع، لن تُقاتل موسكو ولا بكين بشكل مباشر من أجل فنزويلا، لكنهما لم تُقاتلا بشكل مباشر في كوريا أو فيتنام أيضًا. وتتعاون فنزويلا بنشاط مع روسيا في المسائل العسكرية-التقنية. وبكين أيضًا، لا تقتصر علاقتها مع كاراكاس على التعاون الاقتصادي، بل تعمل على تطوير برنامج فضائي مشترك، على سبيل المثال.

تكمن مشكلة ترامب في أنه لم يعد بإمكانه التراجع. والحل الأمثل بالنسبة إليه، هو “صفقة” مع مادورو تُفضي إلى استقالة الأخير. من الواضح أن واشنطن تُقدّم عروضًا لكاراكاس تحفظ ماء وجه كلا الطرفين، ليس عبر وسائل الإعلام فحسب، إنما ومن خلال محادثات هاتفية مباشرة مع مادورو. ولكن هذه الجهود لم تُسفر عن أي نتائج حتى الآن، والوقت ينفد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى