الوزير كلاس لموقعنا:لبنان لا يزال ملتقى العرب.
خاص – رأي سياسي
لينا الحصري زيلع
رغم كل الازمات والانهيارات تبقى بيروت سيدة العواصم العربية دون منازع، ووجهة انظار الغرب والشرق، ومحور اهتمام العالم بأجمعه، فالمشهد السوداوي السياسي لم يحجب عن بيروت فسحة الامل بمستقبل افضل ، فبعد اعلان بيروت عاصمة الاعلام العربي للعام 2023، فها هي تستقبل اليوم في ربوعها شباب العرب الذين يشاركون في فعاليات إعلانها عاصمة الشباب العربي للعام 2023، حيث تقاطرت في الأيام الأخيرة الوفود العربية من مختلف الدول الشقيقة للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي الهام، والذي تزامن مع اطلاق النشاط الاول وهو “منتدى الشباب العربي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي”.
وحول هذا الإعلان يقول وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس “لراي سياسي”: ” ان انعقاد المؤتمر في لبنان هو دلالة اعتراف من كل الدول العربية، بان لبنان لا يزال ملتقى، ليس فقط للأجيال التي تربت على حب ومعرفة لبنان، بل نحن نريد من خلال هذه الاحتفالية ان نُعرف الأجيال الشبابية العربية الجديدة على وطننا، واعتقد ان هذا تحد ناجح وكبير، باننا استطعنا ان نعيد ثقة العرب بلبنان، من خلال حضور ما يناهز عن 700 شاب وشابة يشاركن في هذه الاحتفالية المميزة، ويمثلن 16 دولة في حضور 6 وزراء عرب إضافة الى سفراء الدول العربية”.
وأشار الى ان جامعة الدولة العربية، ومن خلال دورها قامت بتوجيه الدعوات وقدمت لنا مبلغ 100 الف دولار، كما ان دولة العراق ساهمت مشكورة بدفع مبلغ مماثل لكي نستطيع إقامة حفل الافتتاح واستضافة الوفود، حيث لم تتكلف الدولة اللبنانية اي مبلغ، ولفت ان حضور هذا العدد الكبير من الشباب العربي خلق حركة سياحية وتفاعلية، إضافة الى لعب الاعلام العربي دورا مهما بالإضاءة على هذه الاحتفالية والتي تعتبر اعلان عن أهمية لبنان ودوره، باعتبار ان ما يحدث حاليا يعتبر قمة شبابية عربية وفعل ايمان بلبنان.
واعلن كلاس الى ان الوفود سيكون لها زيارات الى كافة المناطق اللبنانية، رغم ان بيروت هي عاصمة الشباب العرب، فإننا حرصنا ان يكون لبنان كله عاصمة لهذا الحدث، حيث من المتوقع ان تعم الاحتفالات المناطق كافة. مما يؤكد انه باستطاعة وطننا ان يبقى بلدا مضيفا، وللتأكيد على انه لا يزال في قلب العرب، كما ان العرب هم في قلب لبنان.
سئل الوزير كلاس: في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن بيروت عاصمة الشباب العربي، فالشباب اللبناني بات همه الهجرة وترك البلد، قال :” ما يحصل اليوم في بيروت هو رسالة للشباب اللبناني، فانا أقول دائما لهم سافروا ولكن لا تهاجروا، فما نشهده من تظاهرة شبابية عربية تؤكد ان الثقة لا زالت موجودة ببلدنا، وبعيدا عن الشعارات نحن علينا تامين فرص عمل للشباب اللبناني للبقاء في بلدهم، علما ان هناك قرابة 400 الف شاب لبناني يعملون في الدول العربية من خلال تقديم هذه الدول فرص عمل لهم، وهذا الامر يؤشر بشكل واضح الى التكامل بين لبنان والدول العربية وهو الطريق الصحيح للتفاعل ، لان اشتداد أواصر التفاعل بين لبنان واشقائه العرب تعرفا وتفاعلا يعتبر امر هام.
وإذ تمنى وزير الشباب والرياضة التركيز على الإيجابيات، اعتبر انه كوالد وكجد وكوزير هناك امل كبير بلبنان، لافتا الى من يسافر عن يأس او خيبة أحيانا كثيرة يعيد النظر بما يحصل، ولكن أؤكد ان هناك العديد من الشباب اللبناني سيعودون الى وطنهم في اقرب فرصة ، لذلك ليس صحيح ان الهجرة تعني تفريغ البلد فهناك اعداد كبيرة من الشباب عادت الى لبنان، وعلينا دائما ان ننظر الى المساحة البيضاء الكبيرة وننسى النقطة الصغيرة السوداء.
وعن واقع الوزارة يقول كلاس:” للأسف هي من الوزارات الافقر، فكل الوزارات بفعل الحالة الاقتصادية باتت معدومة القدرة على المساعدة، فرغم ذلك فان وزارة الشباب والرياضة هي من الوزارات الاكثر اسهاما في تفعيل الانماء المناطقي شبابيا ورياضيا، كما انها من الوزرات التي يمكنها ان تساهم وتساعد، ولكن منذ العام 2019 عندما بدات النكبة الاقتصادية، وتلتها ازمة كورونا توقفت الوزارة عن تقديم المساعدات نتيجة خفض الموازنات.”
وشدد على ضرورة تفعيل دور الوزارة رغم انها غير خدماتية او إنمائية، ولكنها وزارة مستقبلية بإمكانها ان تحل مكان وزارة التصميم والتخطيط من اجل مستقبل شبابي واعد.
واعتبر كلاس ان القطاع الرياضي في لبنان يرفع الراس، ونحن نعتز ونفتخر بالإنجازات الرياضية التي تسجل، رغم ان الوزارة لا فضل عليها، بل نحن نعترف بشكل واضح ان الاتحادات والأندية هم من يدعمون ويناضلون من اللحم الحي، متمنيا ان يكون لدى الدولة القدرة لدعم هذه الاندية غير الدعم المعنوي.
ووجه كلاس كلمة الى الشباب العربي عبر الشباب اللبناني وقال:” انتم الأجيال الجديدة عليكم مسؤولية بناء الجسور بين المجتمعات العربية، وبين الأجيال العربية مشيرا الى ان التواصل من خلال هذه اللقاءات، تؤسس لما فيه خير الشباب في كل دولة عربية”.