أبرزرأي

الموقف الاميركي من جبهة الجنوب: ضربة على الحافر.. وضربة على المسمار

حسين زلغوط – خاص, “موقع رأي سياسي:”

في الوقت الذي تستمر فيه اسرائيل بشقيها السياسي والعسكري بتوجيه التهديد والوعيد الى لبنان، والتلويح بتوسيع نطاق الحرب الى خارج المناطق الجنوبية، تُطلق من واشنطن مواقف فيها الكثير من الإلتباس والغموض حول الموقف الاميركي من مسألة تفاقم الوضع على الجبهة الجنوبية والخوف من توسع رقعتها، ففي الوقت الذي يقول فيه البيت الأبيض اننا “لا نُريد أن نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، ولا نعتقد أن ذلك يصب في مصلحة أيّ طرف، واننا نعمل جاهدين من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الدبلوماسيّة”، يعود ليؤكد اننا “نقف إلى جانب إسرائيل وسنعمل على تزويدها بما تحتاجه من أجل الدفاع عن نفسها”.


فيما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، تشارلز براون، الذي اعتبر أن بلاده لن تكون قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن أراضيها في حال اندلعت حرباً واسعة النطاق مع حزب الله، مؤكداً أنه في حالة نشوب صراع بين إسرائيل وحزب الله، فإن إيران ستقدم دعما واسع النطاق لحزب الله، الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يهدد القوات الأميركية في المنطقة.


فالولايات المتحدة من جهة تحذر من توسع الحرب وتخشاها خوفا على مصالحها في المنطقة، ومن جهة ثانية تحرص على استمرار تقديم الدعم العسكري لتل أبيب، مع العلم ان القاصي والداني يعرف ان الولايات المتحدة شريكة اساسية في الحرب على غزة، ولو كانت تريد توقف هذه الحرب لكان هذا حصل بين ليلة وضحاها، فيكفي ان تمتنع واشنطن عن استخدام حق “الفيتو” حيال اي قرار لوقف النار ، ويكفي ان تحجم عن انشاء جسر جوي لدعم اسرائيل من خلاله بالأسلحة الفتاكة والمدمرة.


كذلك الحال بالنسبة لجبهة الجنوب ، صحيح ان واشنطن لا تريد ان تتوسع الحرب خوفا على مصالحها وقواعدها العسكرية في اكثر من مكان في الشرق الاوسط ، لكن هي قادرة على لجم اسرائيل ومنعها من شن عدوان على لبنان بطرق مختلفة اقلها عدم اعطائها الضوء الأخضر للقيام بهذه الحرب، لان اسرائيل المتعبة من حرب غزة ليس في مقدورها القيام بأي عدوان على لبنان ما لم تكن تحظى بالتأييد الاميركي على غرار المراحل السابقة، فيكفي ان تتخذ اميركا هذا الموقف لكي لا تتدحرج المواجهات الحالية الى حرب كبيرة ، لن تُختصر المشاركة فيها على “حزب الله” واسرائيل، انما ستشارك فيها الى جانب الحزب محور المقاومة من سوريا الى العراق الى اليمن وبالتأكيد ايران، وفي المقابل فان اميركا ستشارك عبر اساطيلها في المنطقة في هذه الحرب إن وقعت الى جانب اسرائيل، وفي حال حصل مثل هذا السيناريو فان المنطقة ستدخل في آتون كوارث كبرى لا يعرف حجمها غير الله.


ووفق هذا المشهد المتشعب والذي يأخذ الشكل العنكبوتي لعدم وضوحه ولاستمراره في التقلبات اليومية، فانه من الصعب التكهن ما اذا كانت الحرب واقعة بالفعل ، أم أن ما يجري مجرد تهويل لتحصيل مكاسب في أماكن أخرى وبالتالي ستحافظ المواجهات في الجنوب على وتيرتها الميدانية الى حين الاتفاق على هدنة زمنية معينة في غزة او اتفاق على وقف للنار ينهي الحرب التي قاربت ان تطوي التسعة اشهر من لحظة اندلاعها ، كل شيء وارد وما من شيء محسوم في هذا المضمار سيما وأن أي سوء تقدير من اي طرف ربما يأخذ المنطقة برمتها الى مصير مجهول.\

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى