رأي

المفاوضات حول أوكرانيا بين أسلوبين

يتحرك الرئيس الأمريكي وفريقه في إطار المنطق السياسي والمنافسة الشديدة. فهم في حاجة إلى “بيع” الأحداث للناخبين بوصفها نتاج نجاحهم الخاص، سواء استعدادا للانتخابات النصفية، أو بسبب الوعود الصاخبة التي قطعوها (مثل إنهاء الصراع بسرعة)، أو بسبب الحاجة إلى إعادة توجيه القوى والموارد إلى أمور أخرى مهمة. ونتيجة لذلك، برز أسلوبان في عملية التفاوض بين موسكو وكييف، التي استؤنفت يوم الجمعة 16 مايو/أيار.

أحدهما، الأسلوب الدبلوماسي المألوف. لا ينبغي أن نتوقع من اجتماعات الوفود حدوث اختراقات أو تغييرات مفاجئة.. فهذه حركة خطوة بخطوة؛ أما الاسلوب الثاني فهو “إعصار” ترامب مع هبات مفاجئة.

من الصعب الجمع بين هذين الأسلوبين لأنهما يحتاجان إلى سرعات معالجة مختلفة وسويات مختلفة من التفاصيل. وترامب يتحدث أكثر عن الإرادة السياسية، التي يجب أن تُخضع لها آلية التفاوض.

تحت ضغط الضرورة السياسية، يحتاج ترامب إلى تأثير سريع وقوي. بينما الحل السريع، بالنسبة لموسكو وكييف، يعني ترك مشاكل محددة وحقيقية وقضايا خلافية وعشرات الأسباب لاستئناف الصراع “في وقت لاحق”. وهذا يتناقض مع فكرة السلام طويل الأمد، والتي بالمناسبة يكتب عنها ترامب نفسه ويتحدث عنها.

وتنطلق موسكو من الانتصارات التي تحققها “على الأرض”. ومن هنا جاءت مطالبها الصارمة في البداية. ومن مصلحة روسيا التكتيكية ألا يعمل ترامب على تقوية أوكرانيا الآن. ومصلحة أوكرانيا التكتيكية تصوير سلوك روسيا على أنه مماطلة في العملية للحصول على مساعدة من الولايات المتحدة. ولا يوجد في هذه المواقف ما يشير إلى تسوية سريعة للصراع. 

المصدر: RT

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى