المطران ابراهيم احتفل بعيد القديس انطونيوس: على كل واحد منا ان يكون انطونيوس جديدا
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد القديس انطونيوس الكبير ، وترأس قداسا في كنيسة مار انطونيوس في زحلة، بمشاركة النائب ألأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأرشمندريت عبدالله عاصي والأب طوني الفحل، في حضور المطران عصام يوحنا درويش، رئيس دير مار انطونيوس الأب موسى عقيقي، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة توجه فيها بالتهنئة الى كل من يحمل اسم القديس انطونيوس او يحتفل بالعيد وقال: “ارحب بسيادة المطران عصام يوحنا درويش أبي وأستاذي منذ ان كنت في السادسة عشرة من عمري، وهو مرشد لي وأخ وصديق. انا سعيد بحضوره وبحضوركم جميعا، رسميين وآباء وكهنة، مكرسين في خدمة النفوس والكنيسة. هذه الكنيسة التي نحن فيها اليوم تابعة لرهبنة احبها جدا، الرهبنة اللبنانية المارونية التي اعتبرها ايضا رهبانيتي لأنني تلميذ جامعة الروح القدس التي لم تكن مكانا نأخذ منه المعرفة وحسب، بل كانت فعلا مكان لعمل الروح القدس فينا ليحضرنا لرسالة الكهنوت العظيمة. اتمنى لهذه الرهبنة المزيد من الإشعاع ونحن بحاجة لها اكثر من اي وقت مضى في هذا الظرف الصعب في لبنان، لأنها رهبانية شاهدة ،ورهبانية اعطت قديسين وستعطي ايضا للكنيسة المزيد من القديسين”.
واضاف: “بصلواتكم الكنيسة تستمر، لأن الكنيسة هي الجماعة المصلية وليست فقط بناء من حجر، البناء مهم لأن فيه نجتمع وهو يتقدس منا اكثر مما نتقدس منه، لأن المؤمن الذي لبس المسيح تحول الى هيكل حي للروح القدس. لذلك مار انطونيوس هرب من المدينة الى الصحراء حيث لم يكن هناك كنائس كبيرة، هل يا ترى كان خارج الكنيسة؟ بالتأكيد لا، لأنه كان كنيسة حية متحركة اينما حل هناك كانت الكنيسة، ونحن ايضا اينما نكون تكون الكنيسة. الكنيسة لن تقوى عليها ابواب الجحيم هذا وعد الهي، لسنا نحن من نقرر ان تستمر او لا تستمر لأنها وعد الهي، ارادة الله هي ان تستمر الكنيسة، والكنيسة هي مجموعة مواهب. وفي الرهبانية اللبنانية لدينا قديسين تقدّسوا بالنسك وعلى رأسهم القديس شربل لكن لدينا ايضا قديسين تقدسوا بالتعاطي مع الناس، بالرسالة كالقديس نعمةالله الحرديني والقديسة رفقا . مواهب الكنيسة كثيرة واحداها كانت الحياة الرهبانية في النسك، وعلى رأسها مؤسس الحياة الرهبانية ما انطونيوس الكبير”.
وتابع:” القديس انطونيوس كان من عائلة غنية، سمع في يوم من الأيام الكاهن يقرأ الإنجيل في الكنيسة ويعلن كلمة الله التي تقول من اراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، ولأنه كان غني جدا لم يدع هذا الكلام يبقى كلاما، فذهب وباع كل ما يملك ووزعه على الفقراء ولجأ الى الصحراء لكي يعيش فقط للرب ويغتني فقط من الرب، وهذا الغنى الحقيقي. عاش هذه المواهب الجميلة في الصحراء، لماذا لجأ الى الصحراء؟ لأنه في الصحراء يعيش وحده مع المسيح ولا أحد يشتت انتباهه”.
اضاف:”نحن اليوم مشتتوا الإنتباه بشكل غير مألوف في عصرنا الحالي، كل لحظة لدينا اهتمام مختلف، ننتقل من فكرة الى فكرة، ومن اهتمام الى اهتمام، وآخر اهتمامنا يكون الجوهر مع الأسف. مار انطونيوس اراد ان يكون الجوهر في صلب اهتمامه، والجوهر هو ان يمتلئ من الرب . ففي الصحراء الحياة ليست سهلة، حياة تقشف فيها مخاطر دائمة، فيها تجارب ، والصحراء بالنسبة لمار انطونيوس هي المكان الأفضل والأسمى للقاء الرب”.
وختم:”للأسف، نحن في هذا البلد الصحراء اتت الينا، المخاطر اتت الينا ، التجارب اتت الينا اصبحنا نعيش في جفاف ويباس ويأس، وكأن الصحراء تغلبت علينا، بينما مار انطونيوس تغلب عليها. لذلك علينا اليوم ان نقطع وعدا بأن نكون على مثال مار انطونيوس ونتغلب على هذه الصحراء، نتغلب على هذا الوضع ولكن كيف؟ بالإيمان، اجدادنا قهروا ممالك وانتصروا على الأعداء. نحن مدعوون الى الإنتصار على هذه الصحراء التي تجتاحنا من كل الإتجاهات وفي نفس الوقت: أزمة اقتصادية، أزمة كورونا، أزمة سياسية، فقر، انقسامات في البلد وهجرة تسرق من شبابنا. علينا الإنتصار على هذه الصحراء بالصلاة والتقشف والمحبة وعمل الخير بالتحمل والصبر، بالإيمان العميق بأن الله عندما يكون معنا لا تستطيع اي صحراء الإنتصار علينا، بالإيمان العميق بأن بلدنا الذي مر بصعاب كثيرة سيقوم من جديد وسيزدهر من جديد من خلال الإيمان والمحبة. صلاتي معكم اليوم ان يصير كل واحد منا انطونيوس جديدا وينتصر بالإيمان على كل التجارب بنعمة الرب يسوع آمين”.
وفي نهاية القداس كانت كلمة لرئيس دير مار انطونيوس الكبير في زحلة الأب موسى عقيقي رحب فيها بالمطران ابراهيم في زحلة ، وتمنى له “رسالة مقدسة في زحلة”، وشكره على تلبية الدعوة للإحتفال بعيد القديس انطونيوس، ثم قدم له مجموعة “اضواء رهبانية” التي تضم مجلدات عن تاريخ الرهبانية اللبنانية المارونية.
كما رحب عقيقي بالمطران درويش وشكره على “محبته وعمله الرسولي في زحلة وقدم له مجموعة كتب عن تاريخ الكنيسة”.