الفوعاني: لا بديل عن الحوار والحل يبدأ بالجلوس والتواصل.
أحيت حركة “أمل” ذكرى استشهاد الرسول، وفي أجواء أربعينية الإمام الحسين وذكرى كوكبة شهداء شعبة المصيطبة، في احتفال حاشد تقدمه رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني، اعضاء الهيئة التنفيذية، قيادة اقليم بيروت، وفد من “حزب الله”- القطاع السادس، القاضي السيد حسين تفاحة، ممثل جمعية “المشاريع الخيرية الاسلامية”، رئيس “تجمع علماء فلسطين” الشيخ محمد الزغموت، ممثل المطران مار إقليموس دانيال كورية، وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز والحزب التقدمي الاشتراكي، وفد حزب “الاتحاد”، وفد مخاتير بيروت وفاعليات إجتماعية وسياسية.
البداية، آيات بينات من الذكر الحكيم للمقرئ الشيخ حسين مؤذن، ثم ألقى الفوعاني كلمة فقال: “إن الإسلام القرآني الذي تبناه الامام موسى الصدر شكل نظرية متقدمة في الفهم الحقيقي والواعي بضرورة لقاء حتمي لمفاهيم القيم الحقة، ورسم معالم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. هذا هو الإسلام الذي جعل المفهوم الحقيقي للايمان بالله يتجلى من خلال الإيمان بالانسان: حريته، كرامته واصالته. وهذه المفاهيم التي أكدت عليها الدعوة النبوية: لَهدمُ الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من استباحة كرامة الإنسان. والرسول الأكرم كان نموذج الانسان الذي أراده الله على عنوان الرقي والأخلاق والسلوك الاجتماعي والسعي إلى تعزيز مكارم المثل العليا”.
أضاف: “هذه المعاني نجدها في ميثاق حركة امل، الحركة التي ترى إلى كرامة الإنسان بعدا وجوديا، وهذا ما يدفعنا إلى الانحياز التام الى مصالح الناس والحفاظ على كرامتهم، بعيدا عن النظرة الأحادية المغلقة، والمغلفة بشعارات طائفية ومذهبية، ومناطقية. وهذا المعنى المقصود الذي ننطلق منه منذ أن أطلق الإمام الصدر قسمَ مدينة بعلبك وصور، قسما ما زال صداه في ذاكرة كل حر وشريف … وما يعلنه الرئيس نبيه بري يثبت اكثر أننا فوق كل الشبهات المثارة حول محاولة يائسة للنيل من تاريخ حركة امل وادبياتها وتاريخها المشرقِ مقاومةً، الناصع مجدًا، المرفرفِ راياتِ الكرامة والوحدة الوطنية، المنتصر بالشهداء والعصي على النسيان…”.
وأكد الفوعاني ثوابت حركة امل المتمثلة بـ” ضرورة أن تأخذ مبادرة الرئيس بري طريقها الى التنفيذ”، قائلا: “الحوار الحل الوحيد، والموفد الفرنسي السيد لودريان اكد في جولته الاخيرة أن لا بديل عن الحوار والحل يبدأ بالجلوس والتواصل. ولأولئك الذين لا ينفكون رفضا لكل محاولات الخروج من الأزمات : ماذا تربدون؟ ولماذا خطابكم سم زعاف، ولماذا تنتظرون على رصيف الدول ترياق الحل، ولماذا تحرقون مراكب التواصل، ولماذا لا تقرأون التحولات الكبرى بعين نافذة؟ واعجبا وانتم تتباكون على ديموقراطية نحرتموها مرات ومرات. عودوا الى وطنيتكم إن كان لبنان يعنيكم وعودوا الى مواطنيكم. كفاكم مغامرات ورهانات، أثبتت التجارب فشلكم . لننتخب رئيسا للجمهورية وبعدها الاسراع في تأليف حكومة تضطلع بواجب وضع حد للأزمات المتتالية، وتجد حلولا نحو تنمية الموارد البشرية المستدامة، وضرورة الحد من جشع التجار، وابتزاز النظام المصرفي الذي يتفنن باذلال الناس، ويمنعهم حقوقهم. وهذا لا يعني ان تقف هذه الحكومة موقفا سلبيا بل عليها العمل الدؤوب لإصلاح الواقع ولاسيما الصحي والخدماتي والتربوي”.
وأشار إلى أن “هذه الأمور التي دفعت بحركة أمل لأن تكون على رأس التحركات وستبقى بكل مؤسساتها التنظيمية لا تنفك تستحضر كل ما من شأنه تعزيز صمود المواطن وتعزيز انتمائه في أرضه، ونعمل جاهدين للتخفيف عن الناس”.
ورأى الفوعاني أن “الرئيس نبيه بري سعى الى وقف النزف الذي يدمي قلوبنا في مخيم عين الحلوة وان شاء الله تتجه رصاصات الاخوة إلى صدر العدو والشر المطلق، وهو لا ينفك يمارس ارهاب الدولة المنظم ويعيث فسادا وتدميرا واستيطانا…”. وقال: “الرئيس بري ثبّت حقوق الانسان في هذه الأوطان التي تؤكد أن المقاومة هي خط الشرفاء على امتداد عالمنا المقاوم وأن القوة المتمثلة بالمقاومة والجيش والشعب هي السبيل الوحيد لتحقيق حلم التحرير وإعادة الحقوق وتحقيق أماني الشعب الفلسطيني وعودة القدس عاصمة أبدية لفلسطين وعاصمة الله في أرضه، داعيا إلى “تجاوز كل الخلافات والاختلافات على مستوى اوطاننا وتوجيه كل القدرات لإزالة اسرائيل من الوجود، وخطرها على الإنسانية جمعاء. ولا بدّ من العمل على تأسيس مجتمعات تتحول معها المقاومة إلى خيار وحيد والى ثقافة ممانعة والى نهج حياة كريمة”.
ثم تلا الشيخ حسن خليفة مجلس عزاء حسيني من وحي المناسبة.