الراعي: يجب أن يستخلص “حزب الله” العِبَر من هذه الحرب المدمّرة!
أمل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن “تنسحب الديمقراطية الأميركية على واقعنا اللبناني وننتخب رئيس جمهوريتنا”.
اضاف الراعي: ” نرى أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض سينعكس إيجاباً على بلدنا، وما يعزّز هذا المؤشّر هو وجود لبنانيين ضمن فريق عمله، ونتمنى توظيف هذه العلاقات من أجل مصلحة لبنان فقط ولا شيء سوى لبنان”
واكمل: “نحن لا ندخل في سياسة المحاور بل نريد وطناً مستقلّاً، ذات سيادة، متحرّراً من أي جيوش غريبة أو دول خارجية تحكمه، لذلك إذا أعلن ترامب أنّه سيحرّر لبنان من النفوذ الإيراني، فنأمل خيراً لأننا شَبِعنا من الوصايات وآن الأوان لكي نعيش استقلالنا”.
وفيما يتعلق بقائد الجيش, قال الراعي: “نحن مع انتخاب رئيس جمهورية اليوم قبل الغد، فعند انتخاب الرئيس تحلّ أزمة قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وكل المراكز المهمة الشاغرة. لكن إذا استمرّ المعطلون في تعطيلهم عندها لن نترك قيادة الجيش تلاقي مصير رئاسة الجمهورية، وعندها يتكرر سيناريو العام الماضي عندما مدّد مجلس النواب لقائد الجيش، مؤكّدين أننا نرفض العبث بالمؤسسة الكبرى!”
وعن الأوضاع في جنوب لبنان قال: ” لا يوجد ضمانات لمسيحيي القرى الحدودية في الحفاظ على وجودهم إذا استمرّت الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.. ولا يمكن القبول بقيام منطقة عازلة ووجود مدنيّين مسيحيّين وغير مسيحيّين مقيمين فيها بسلام”.
واضاف: “ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقف الحرب قبل تأمين عودة سكّان الشمال إلى مستوطناتهم. في المقابل يستمرّ “حزب الله” في خوض هذه المعركة المدمّرة، فيما الخاسر الأكبر حتى الآن هو لبنان واللبنانيون”.
وتابع: “يجب أن يستخلص “حزب الله” العِبَر من هذه الحرب المدمّرة التي هجّرت فيها إسرائيل مليوناً ونصف مليون لبنانيّ، وقتلت الآلاف من الأبرياء وسط صمت عربي ودولي فيما يدفع لبنان تكراراً ثمن الصراع مع إسرائيل”.
وعن دور “الشيعية السياسية” في الأحداث قال: “لا تُحمَّل الشيعيّة السياسيّة وحدها كلّ هذه الأمور، بل الفساد العام والحكومات المتتالية، والفراغ الرئاسي الحالي وذاك الذي سبق عهد الرئيس ميشال عون، وسوء الإدارة وأسباب أخرى كثيرة”.
وأمل الراعي أن: “ينعم لبنان بالسيادة على كامل أراضيه بجيشه وقواه الأمنيّة، وبسلطته السياسيّة الواحدة، وبقراره السياسيّ الواحد الذي يعبّر عن إرادة جميع اللبنانيين المخلصين لوطنهم والموالين له وحده، بروح الدستور والميثاق الوطني، وأن ينعم بحياده الإيجابيّ الناشط. لأن حياده هو ضمانة لازدهاره ولعيش أبنائه بسلام وأمان، ولاستعادة دوره في العالمين العربي والدولي” .