الدبلوماسية السعودية في دافوس
كتبت هيلة المشوح في صحيفة عكاظ.
مؤتمر دافوس منصة يجتمع فيها القادة الاقتصاديون حول العالم، ينظمه سنوياً منتدى الاقتصاد العالمي منذ عام 1971 وحتى يومنا هذا، ويهدف إلى إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه دول العالم وشعوبها كأكبر المؤتمرات الدولية من ناحية مستوى التمثيل من الدول والمؤسسات الاقتصادية والأفراد، وتم عقد المؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا الموسم في منتجع دافوس السويسري، في الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري، وتناول هذا العام عنواناً هاماً وهو «إعادة بناء الثقة» في عالمنا المتغير، والذي تتآكل فيه الثقة بين الدول والمجتمعات بسبب التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع الدولي سواء أكانت جيوسياسية أم جيواقتصادية أو بيئية ومناخية.
شارك في منتدى دافوس هذا العام أكثر من 60 رئيس دولة، وقرابة 2,800 شخص من قادة السياسة والدبلوماسية ورواد الأعمال العالميين والشخصيات العامة والناشطين الاجتماعيين البارزين على الساحة العالمية، وركز المنتدى على أربع قضايا رئيسية: الصراع في غزة، والحرب الأوكرانية – الروسية، وأزمة تغير المناخ بمضامينها ومخاطرها على الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن الإنساني عامةً، كما تناول المنتدى الفوضى الناجمة عن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي.
اللافت في منتدى دافوس لهذا العام 2024، هو الحضور البهي والطاغي للوفد السعودي في كثير من المحاور وفي عدد من الجلسات الحوارية للمنتدى، حيث الحضور المتميز للأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور عادل الجبير، اللذين كان لحضورهما علامة فارقة رفع بها كل سعودي رأسه عالياً بنقلهما لهذه الصورة المشرفة والرائعة لشخصيات قدمتنا للعالم بطريقة متزنة وأسلوب راقٍ يليق بهذا الوطن وقيادته وشعبه، وقد اقتطعت هذا الجزء من أحد حوارات المنتدى عند سؤال الدكتور عادل الجبير حين حضر لمهمة عالمية في المشاركة لحماية الكوكب: ما مدى صعوبة تغيير صورة المملكة؟
وجاء الرد من معاليه – وكالعادة – رداً اختزل اللباقة والدبلوماسية والقوة معاً، فقال: «الأمر لا يتعلق بتغيير صورتنا بل يتعلق بتحسين كوكبنا لنجعله أكثر أماناً وملاءمة لأبنائنا وأحفادنا، أما الصورة فلا تعنينا بل تعني الآخرين وكيف يروننا، فإذا رغب شخص برؤية واقع السعودية فذلك عظيم، وإذا لم يرغب فما المشكلة، الحياة مستمرة ونحن سوف نستمر بما نقدمه ونتفوق ونقدم مثالاً يحتذى به ونختبر ما نفعله بما يفعله الآخرون ورؤوسنا مرفوعة». واثق الخطى لا يلتفت لتحسين صورته بالكلام المنمق والأفكار التي تنتهي بانتهاء مجلسها، ولكنه يصنع زخماً بأفعاله، يعمل وينجز ويثبت نفسه فتتحدث عنه أفعاله.. وهذا ما نقوم به في المملكة العربية السعودية باختصار.