الحزن يعم العراق بعد «صدمة نينوى».
عمّت مشاعر الحزن العراق، أمس، بعد فاجعة الحريق الذي شبّ في قاعة للأعراس بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.
وأسفر الحريق، الذي اندلع بسبب ألعاب نارية في القاعة، عن مقتل مائة شخص على الأقل، في بلدة قراقوش بقضاء الحمدانية، التي تقطنها غالبية مسيحية.
وتضاربت أرقام الحصيلة النهائية للضحايا حتى الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي؛ أي بعد نحو 20 ساعة من لحظة وقوع الحريق. فقد قال وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، إن آخر إحصائية سجلتها مديرية الصحة في نينوى هي 93 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب، فيما أشارت تقارير طبية محلية إلى أن عدد القتلى قد يفوق 120 شخصاً فقدوا حياتهم جراء الحروق الشديدة أو الاختناق، بينما يقول أطباء من مستشفى الموصل إنه تم استقبال عشرات الأطفال المتوفين خلال الليل. واستغرق الأمر من رجال الدفاع المدني ساعات طويلة للبحث عن المفقودين بين الحطام، وشوهد بعضهم عالقاً بين طاولات متفحمة.
وبينما فتحت السلطات تحقيقاً، ذكرت وزارة الداخلية أن التقرير الأولي يشير إلى أن الحادث ليس جنائياً، وإنما يتعلق بـ«فقدان إجراءات السلامة والأمان». وقال ضابط في الدفاع المدني، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يزال هناك مفقودون من الأطفال تحت الركام». كما صرح ضابط رفيع بأن «قوة أمنية خاصة تابعت مالك القاعة، وتحفظت عليه للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية، فيما اعتقلت قبل ذلك 4 أشخاص كانوا يشرفون على تنظيم حفل الزفاف». وفي وقت لاحق، أعلن «مجلس أمن كردستان» المعروف باسم «الأسايش»، عن إلقاء القبض على مالك قاعة «الهيثم» للمناسبات، على خلفية دعوى قضائية بتهمة مخالفة إجراءات السلامة والتسبب في الحريق.
وأعلنت الحكومة العراقية الحداد العام لمدة 3 أيام على الضحايا، بعدما أعلن محافظ نينوى، نجم الجبوري، الحداد لمدة أسبوع وتأجيل الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف إلى إشعار آخر.
وقدمت وزارة الخارجية السعودية التعازي، وعبّرت عن مواساتها لذوي الضحايا، والتضامن مع العراق وشعبه. وتمنّت الشفاء العاجل للمصابين.
بدورها، عبّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، عن تعازيها، وقالت إنها تقف «إلى جانب جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية».