التايمز: الشرطة البريطانية على مفترق طرق خطير
تناولت صحيفة التايمز في مقال للكاتبة ميلاني فيليبس حساسية وخطورة المرحلة التي تمر بها الشرطة البريطانية لا سيما بعد نجاح المفوض الجديد لشرطة مدينة لندن، مارك راولي، في أولى مهماته بتأمين الحماية والسيطرة على الأمن خلال فترة الحداد وجنازة الملكة إليزابيث الثانية. وذكرت راولي في مقالها بدور الشرطة البريطانية “الحيوي ومدى روعتها عندما تؤدي واجبها بأفضل صورة ممكنة”.
لكن الكاتبة تحدثت عن إخفاقات عديدة قائلة “إن الشرطة فشلت في تسجيل 69 ألف جريمة”. وذكرت حصيلة تم تسجيلها في لندن وحدها خلال العام الماضي، إذ قُتل 30 مراهقا، في أعلى حصيلة منذ بدء عمليات تسجيل الجرائم”.
وتحدثت الكاتبة عن معضلات أخرى تواجه الشرطة البريطانية إثر اتهامها بالفساد المؤسساتي، وأدرجت عدة أمثلة منها “قيام أحد ضباط الشرطة باغتصاب وقتل الشابة سارة إيفرارد في مارس/ آذار 2021، وكذلك قيام ضباط آخرين بتصوير أنفسهم ومشاركة الصور وهم يقفون بجوار جثتي شقيقتين مقتولتين، هذا إضافة إلى تبادل مجموعة صغيرة من الضباط في مركز شرطة “تشارينغ كروس”، الطُرف حول الاغتصاب والعنصرية وأشكال أخرى من التعصب الأعمى”.
لذلك، اعتبرت الكاتبة فيليبس أنه “ومن دون أي مبالغة يقع على عاتق المفوض الجديد راولي مصير الشرطة البريطانية نظرا لموقعها الريادي في البلاد وضبط الأمن بشكل عام”.
ووصفت الكاتبة تصريحات راولي خلال عطلة نهاية الأسبوع “بالمشجعة والقوية والصريحة على عكس سلفه”، وخصوصا تلك التي تحدث فيها عن أهمية معالجة أسباب “تراجع ثقة المواطنين بالشرطة ووعده بعدم تجاهل أي عملية كونها تمثل جريمة عدوانية للغاية”.
واعتبرت فيليبس أن “ترجمة كلام مفوض الشرطة الجديد إلى أفعال تتطلب تحولا كبيرا في المواقف لاسيما ما يتعلق منها “بضرورة التخلص – دون مواربة – من الضباط الذين يُظهرون سلوكا مسيئا”.
إلى ذلك، تؤكد فيليبس أنه من الصعب اجتثاث ما تصفه بالعفن داخل الشرطة في ظل وجود محكمة الاستئناف التابعة لها والتي يمكنها إلغاء أي قرار بالفصل يصدر عن المفوض”.
وتدعو الكاتبة “إلى استقلالية الشرطة منعا لانهيار أخلاقياتها المهنية، إذ إنه ومنذ عدة عقود حتى الآن، لم يتم الوثوق بالشرطة على أنها مستقلة”.
وتختم مقالها بالدعوة إلى أخذ الدروس مما شهدته بريطانيا خلال الأيام العشرة الماضية (في مراسم الحداد وجنازة الملكة إليزابيث الثانية) من الاحترام والانضباط الذاتي والنظام وفوق كل شيء الاحتفال بشخصية جسدت نموذجا للدعوة وواجب تقديم الخدمة العامة النزيهة.
وقد يكون من الجيد الاعتقاد بأن من هم في السلطة ربما يكونون قادرين على تسخير ظهور تلك القيم التقليدية، من الضغط ووقف محاولات تقويضها، لأنه وخلاف ذلك قد نجد أنه مع رحيل الملكة، قد رحلت أيضا ثقافة كاملة.