البزري: خصوصية الواقع اللبناني لا تمنع أن نكون جاهزين لأي احتمال..
اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن “ما نشهده الآن متميز عن المواجهات العربية الفلسطينية، منذ 77 عاما كان الفلسطينيون الأقل قتالا فيما كان العرب هم من يخوضون القتال بشكل أكبر، أما اليوم فالموضوع مختلف، ولأول مرة هناك مواجهة حقيقية لفلسطينيين منذ الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والعدو لم يقم بأي إنجاز عسكري، وهذا الحدث سوف ينتج منه تداعيات سياسية، فهناك أمور غير محلولة مع الكيان الصهيوني من الحدود وترسيمها ومقاومة لبنانية ضد الإحتلال، وحضور لبنان هام بهذه المواجهة”.
ورأى البزري أن “المقاومة لا تريد حربا كبيرة لأن الواقع اللبناني له خصوصيته ولكن ذلك لا يمنع أن يكون لبنان جاهزا لأي احتمال، وعسكريا الوضع مقبول بتوازن كبير جدا في جنوب لبنان، الرد مضبوط ونأمل أن تؤدي الإتصالات المصرية القطرية بحضور أميركي الى تجديد مفعول الهدنة، مما ينعكس على جنوب لبنان”.
وقال: “لمن يحاول أن يبين أنه صديق للبنان وينصحنا إن كان الأميركي أو الفرنسي، بال1701 معظم التجاوزات كانت إسرائيلية وليست لبنانية، وثانيا الحرب لها طرفين، كما يقولون أن علينا أن نضبط الوضع على الإسرائيلي أن لا يخرق القرار 1701 وأن لا يعتدي علينا. الوضع دقيق جدا وتحذيرات فرنسا وأميركا لا يمكن أن لا نعتبرها هامة، وهذا لا ينفي الإستعداد للدفاع عن لبنان بحال اعتدى العدو علينا”.
وحول زيارة المبعوث الفرنسي، قال البزري: “زيارة لودريان أعطت مادة دسمة للصحافة اللبنانية لتغيير الروتين، وهي زيارة لإعادة إحياء دور فرنسا في لبنان والمنطقة، كنا ننتظر اعتذارا عن الموقف الفرنسي السافر والإنحياز للكيان الصهيوني، نحن لا نريد معاداة فرنسا، وزيارته هي للتذكير بأن فرنسا موجودة حتى لا ينساها الناس، ولودريان حاول التنسيق مع اللجنة الخماسية، لكن نعرف أن كل طرف في الخماسية له حرية بالحركة والتواصل”.
وأضاف: “لودريان لم يأت بجديد، وكلامه عن ال1701 ليس جديدا، وهذا كان مطروحا دائما، وعن المرشح الثالث أيضا كان قد أعلن عن ذلك في زيارته السابقة للبنان، وكما سمعنا ورأيناه 3 مرات وهذه المرة استثنانا كمجموعة هامة، وهو التقى 3 أصدقاء تغييريين لديهم موقف متميز عن البقية، وما جاء به لن يقدم ولن يؤخر، ولا عتب لأن كلامه مكرر”.
وقال البزري: “تاريخ 7 تشرين الأول كان مناسبة حقيقية، ونتائج الحرب ستنعكس على الجميع، ونحن لم نتحرك بالشكل الكافي ومن الكتل الوازنة بالبرلمان، لكانت 7 تشرين للبحث عن القواصم المشتركة وضرورة أن يكون هناك حضور لبناني لاستثمار نتائج إيجابية ل7 تشرين، وبعد ذلك التاريخ يجب أن نعترف أن الكثير من المؤثرات الخارجية تؤثر على الملف الرئاسي وعلى أغلب الملفات اللبنانية، أعتقد أن موضوع الرئاسة وضع في البراد بانتظار “كيف سترتسم الخارطة الجديدة”.
وأردف: “هذه الزيارة الرابعة في لبنان تظهر رغبة فرنسية بالتورط في لبنان، بداية جاءت للإستكشاف، ثم للحوار من أجل الرئاسة، ثالثا أتى لتسويق الفكرة الأولى أي الحوار والإنتخاب، وإن لم يلتقينا لا نعتبر نقص علامة ودرجة وهو يعرف أننا ثابتون على مواقفنات وربما يحاور في مكان يستطيع تغيير مواقف معينة، المواضيع المطروحة على الطاولة بالغة الأهمية، وعلى اللبنانيين عدم التذاكي بالنسبة للفراغ الرئاسي وتداعياته خطيرة جدا وانعكس على المؤسسات كافة، إضافة إلى تطورات المنطقة التي شئنا أم أبينا سينعكس على المنطقة ولبنان خصوصا حتى لو لم تشارك المقاومة في المواجهات في الجنوب”.
ورأى أن “العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا سوف تبقي علاقاتنا إيجابية، ونحن ننظر لفرنسا كدولة وليس كرئيس، وأعتقد أن للبنان ولفرنسا مصلحة بأن تبقى العلاقة جيدة، وعلى فرنسا أن تصلح ما أفسدته بعلاقاتها مع إسرائيل”.
وإذ رأى البزري أن “كلفة انتصار حماس كبيرة”، قال: “فجأة عاد “حل الدولتين”، وهناك أزمة حقيقية لإسرائيل التي دخلت للقضاء على حماس لتخرج بذلك الحل”.
وحول ملف قيادة الجيش والتمديد للعماد جوزف عون: “لا نريد أي فراغ في قيادة الجيش، وإن كان هناك حل بهذا الموضوع بتأخير التسريح فليتقدم مقترحه، وأي صيغة فلتتقدم للحكومة ولتبحثها وسيكون لنا موقف وطني جدي بخصوص قيادة الجيش، ولا نلعب لعبة أرقام، ونريد أن نعرف لماذا لم تبت القضية في الحكومة، وسنعمل جاهزين على قاعدة ممنوع الخلل في قيادة الجيش”.