الاعتراف بدولة فلسطين

كتبت مي خالد في صحيفة عكاظ.
تحرّك سياسي قاده الأمير محمد بن سلمان أسفر في تمام لحظته التاريخية غير المسبوقة عن اعتراف مجموعة من الدول الغربية بدولة فلسطين، وكثير من هذه الدول كان حليفاً لإسرائيل سابقاً، الاعتراف بدولة فلسطينية لا يُعدّ اعترافاً رمزياً بل هو خطوة مهمة قد تترتب عليها عواقب وخيمة لإسرائيل في المستقبل.
لطالما انتهكت إسرائيل القانون الدولي باستعمارها الفعلي لأراضٍ خارج الحدود المعترف بها دولياً. وكانت الدول الغربية تغض الطرف عن هذه القضية طالما كان حل الدولتين لا يزال ممكناً، حتى وإن كان احتماله يتراجع بشكل متزايد. اعتراف الدول الغربية بدولة فلسطين يعني أنها تعترف بأن إسرائيل كيان معتدٍ. وهذا يعني إضعاف تحالفها المستقبلي مع إسرائيل، ولعل فيه كذلك تمهيد لفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على إسرائيل.
عالماً، تزداد عزلة إسرائيل؛ بسبب انكشاف عورتها في غزة وكذلك بسبب تحركات الأمير محمد بن سلمان المباركة التي أجاد من خلالها اقتناص لحظة تاريخية حرجة في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية.
وقد خلصت الأمم المتحدة، بالإضافة إلى العديد من المنظمات غير الحكومية، إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيدين الأخلاقي والدبلوماسي، تضررت سمعة إسرائيل بشدة، إذ يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها دولة منبوذة. وقد اتُخذت بالفعل بعض القرارات لوقف التعاون العلمي أو الثقافي مع إسرائيل. وقد تصبح دعوات مقاطعة الشركات الإسرائيلية أكثر تأثيراً، مما قد يمنع الشركات العالمية مستقبلاً من الاستثمار في إسرائيل.
إضافةً إلى ذلك، تخوض حكومة نتنياهو حرباً متصاعدة على جبهات متعددة. القوة العسكرية لإسرائيل لا خلاف عليها، لكنها تعتمد اعتماداً كبيراً على دعم الولايات المتحدة.
وتشهد إسرائيل احتجاجات حاشدة ضد إستراتيجية الحكومة. على المدى البعيد، قد يُسبّب عدم الاستقرار مشاكل متنوعة، وقد يُصعّب هذه المشاكل فقدانها الحلفاء الذين كسبهم الأمير محمد بن سلمان لجانب القضية الفلسطينية.