الإتقان او الحب؟
كتبت نادية الخالدي في صحيفة الراي
اعمل ما تتقنه لا ما تحبه!
هكذا بدأ نقاشي معها عندما وجدتها، تتقن أكثر من مهارة، ومبدعة بالكثير، إلا أنها مشتتة ولا تعرف من أين تبدأ أو كيف تبدأ.
إن الإبداع موهبة جميلة تستحق الشكر لكنها في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة تحتاج إدارة جيدة ووضوحاً وتشتت الفكر بين الإتقان والحب، هنا يضيع الكثير الوقت ويهدر الجهد كذلك.
فلنفرض انك تتقن السباحة وأنت الرقم الأول بهذا المجال، إلا أنك لا تحب السباحة كثيراً، لأنك تحب كرة القدم التي أنت لست رقماً بها، وقد لا تكون لاعباً أساسياً في الفريق وأهدرت وقتك تحاول أن تثبت لنفسك أنك نجم وأن ما تحبه وهي الكرة هي طريقك للنجومية، هنا ماذا حصل؟. أهدرت وقتك، وبذلت جهداً كبيراً والنتيجة ممكن تكون مرضية وممكن لا حسب تطوير مهاراتك.
عندما نرجع للسباحة، وهي أصلاً مهارة تتقنها، ومتاح أن تبرز بها ومفتوح مصدر الدخل فيها، ستجد نفسك أن الوقت الذي أهدرته في تعلم ما تحب من مهارة وتطور نفسك فيها هو الوقت نفسه الذي من خلال اتقانك للسباحة ستكون اللاعب رقم 1 فيها وتبدع في مجالها وقد تفتح لك اكاديمية تدريب بها.
فضاع كثير من عمرك بين الحب والإتقان، وتفضيل المشاعر على المهارة خسارة حتمية وهنا المعضلة وهي التشتت، وعدم التركيز والبحث عما يضيع الوقت لا ما يجعل الوقت هو نجاحك. لذلك، عزيزي القارئ، الآن وانت تقرأ هذه المقالة راجع ما تعمل، ابحث عن مصدر اتقانك، اعمل ما تملك مهارته وماهو متوافر لديك وهذا ليس دعوة لترك ما تحب عمله، لكن وقفة تركيز لحياتك لتحقق نتائج تكسبك ثقة، لا احباطات تكسبك خيبة.
ورتب اولوياتك من جديد، وتذكر أن النجاح رحلة وليس محطة، طريق موجهة وليست نزهة، ديمومة وليست طفرة، ابدأ من اليوم وستحقق نتائج مرضية.
تحياتي.
https://www.alraimedia.com/article/1666466/مقالات/الإتقان-أو-الحب-