الأمم المتحدة تأمل رفع العقوبات الغربية لإعادة إعمار سوريا
أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون خلال زيارته إلى دمشق، أمس الأحد، عن أمله في رفع العقوبات الغربية عن البلاد بعد سقوط حكم بشار الأسد، فيما تصل بعثة دبلوماسية فرنسية إلى دمشق غداً الثلاثاء في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 12 عاماً، بينما وصل وفد قطري إلى دمشق والتقى بالحكومة الانتقالية، في حين ذكرت وكالة إسوشيتدبرس أن من غير المرجح أن يتخلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.
وقال بيدرسون في بيان: «نأمل بأن يتم رفع العقوبات بسرعة حتى نتمكن حقاً من إعادة إعمار سوريا.. هذه ليست عقوبات الأمم المتحدة، هذه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وربما عدد قليل من الدول الأخرى».
وأكد بيدرسون ضرورة توفير «المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية» و«تحقيق العدالة والمساءلة» في سوريا.
وفي تصريحات أرسلت إلى الصحفيين خلال زيارته للعاصمة السورية، أقرّ بيدرسون الذي من المرتقب أن يجتمع بالسلطات الجديدة في دمشق ب«تغيير هائل» إثر سقوط نظام بشار الأسد «يخلق آمالا كبيرة… لكن جميعنا يعلم أن هناك العديد من التحديات التي لا تزال أمامنا»، ودعا إلى «عملية سياسية تشمل جميع السوريين.. يقودها السوريون أنفسهم»، مع التشديد على ضرورة «النهوض بمؤسسات الدولة وتشغيلها»، وعن الأزمة الإنسانية في سوريا، قال بيدرسون: «نحن بحاجة للتأكد من أن سوريا تتلقى المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري، ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة، هذا أمر بالغ الأهمية». وشدّد المبعوث الأممي على أهمية «تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم.. عبر نظام قضائي ذي مصداقية» كي «لا نرى أي انتقام». وتطرّق بيدرسن إلى «مسألة تعافي الاقتصاد»، قائلاً: «نحن بحاجة إلى أن نرى أن هذا الأمر يتم إصلاحه بسرعة. ونأمل أن نرى نهاية سريعة للعقوبات، حتى نتمكن من رؤية التفاف حقيقي حول بناء سوريا مرة أخرى»، وكان بيدرسون وصل أمس الأحد، إلى دمشق في أول زيارة له بعد سقوط نظام الرئيس السابق.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرانس إنتر»، أنّ هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيتمّ إيفادهم إلى سوريا، سيكون «استعادة ممتلكاتنا هناك» و«إقامة اتصالات أولية» مع السلطات الجديدة و«تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان» على المستوى الإنساني، وسيعمل الوفد أيضاً على «التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة إلى حد ما والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يتم تطبيقها بالفعل على الأرض». وتابع بارو «لسنا غافلين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه الفصائل المتشددة»، موضحاً أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة «بقدر كبير من اليقظة». وأضاف: «في ما يتعلق بالأمن، يجب إسكات الأسلحة ويجب احتواء التهديد الإرهابي الذي لا يزال عالياً للغاية»، وقال بارو «على المستوى السياسي، يجب على سلطات الأمر الواقع أن تفسح المجال أمام سلطة انتقالية تمثل جميع الأديان والطوائف في سوريا، يمكنها قيادة سوريا تدريجياً نحو دستور جديد وفي نهاية المطاف نحو انتخابات».
كما أكد المسؤول الفرنسي «نحن نعمل دون قيد أو شرط من أجل تعبئة المساعدات الإنسانية التي يجب أن تستمر في الوصول إلى السوريين الذين يحتاجون إليها»، بعد أن تسبب النزاع في «نزوح سكاني» كبير.
في غضون ذلك، نقلت وكالة إسوشيتد برس عن مسؤولين أمريكيين، أنه من غير المرجح أن يتخلى الرئيس ترامب عن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، مشيرة إلى أن اعتقاد هؤلاء المسؤولين ينبع من حقيقة أن ترامب كثيراً ما ينسب لنفسه الفضل في هزيمة «داعش» من خلال الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في حملة بدأت أثناء إدارة سلفه باراك أوباما، وأن التهديد بعودة «داعش» المحتملة سيكون أكبر من أن يتحمله ترامب، وأضاف المسؤولون أيضاً: إن العراق، الذي أبرم اتفاقاً مع الولايات المتحدة في سبتمبر ينص على انسحاب التحالف الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» من البلاد العام المقبل، يلمح الآن إلى أن الظروف قد تجبره على تعديل هذا الجدول الزمني. وبعد سقوط نظام بشار الأسد حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن تنظيم «داعش» الإرهابي سيحاول استخدام أي فراغ في السلطة بسوريا لاستعادة قدراته، مضيفاً: «لن نسمح بذلك»، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لاغتنام الفرصة وإدارة المخاطر في هذا البلد. وتزامناً مع تغيير السلطة في سوريا أعلن الجيش الأمريكي أنه شن عشرات الضربات الجوية الدقيقة، مستهدفاً معسكرات وعناصر ل«داعش» في الوسط السوري. (وكالات)