أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: إعادة الإعمار معلقة على حبل التطبيع

يبدو أن الموقف الأميركي الحقيقي تجاه لبنان بدا يتضح شيئاً فشيئاً، مع ارتفاع منسوب الضغط على الدولة اللبنانية على خلفية الموقف من المقاومة، ومحاولة واشنطن استدراج الحكومة اللبنانية الى مباحثات مباشرة مع اسرائيل عن طريق ما تسميه “مجموعة العمل الدبلوماسية”، ووفق المعلومات ان الادارة الاميركية أعطت لبنان بضعة أيام كمهلة لإعداد فريق غير عسكري لهذه المهمة.
وتؤكد مصادر موثوقة ان هناك ضغط اميركي كبير يمارس على لبنان لقبول مبدأ التطبيع مع اسرائيل، وقد وصل هذا الضغط الى حد ان واشنطن أبلغت لبنان بالمباشر أن عملية اعادة الاعمار لن تحصل قبل اتخاذ القرار بقبول التطبيع مع اسرائيل.
كل ذلك يحصل في ظل ارتباك حكومي واضح، خصوصا وأن المهلة التي تحددها أميركا قصيرة جداً، مع تهديد مباشر بأنه لن يكون هناك من داع لعمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار في حال كان الرد اللبناني سلبي، وهذا يعني أن السيناريو الذي ينفذ الآن في غزة، قد ينفذ ايضاً مع لبنان وتطلق يد اسرائيل مجدد لخوض حرب مع لبنان.
هذا الموقف الأميركي حيال لبنان كان محور بحث بين الرؤساء الثلاثة على هامش حفل الإفطار الذي أقامه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا غروب يوم أمس، ولم يرشح أي موقف علني، وفهم أنه تم الاتفاق على الاستمرار في التنسيق لاتخاذ الموقف الذي فيه مصلحة لبنان.
والمراقبون لمسار التعاطي اللبناني مع الموقف الاميركي المستجد يلمسون بشكل واضح وجود ارتباك واضح مما يطرح، خصوصا وأن هناك أفرقاء في لبنان يجاهرون بأن لا مانع عندهم من توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل على غرار اتفاق 17 ايار، وهذا الأمر قد يشكل مادة تجاذب داخلي تستفيد منه وتغذيه واشنطن في سبيل الوصول الى هدفها، سيما وأن هناك قرار واضح ونهائي لدى ادارة ترامب بنزع سلاح “حزب الله”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى