أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: إرادة الحياة تنعش قلب العاصمة من جديد

منذ بضعة أشهر كان وسط بيروت أشبه بمدينة أشباح، حيث الحياة شبه معدومة في النهار ومخيفة في الليل. وكان هذا المشهد يعطي انطباعا للعالم بأن لبنان ليس بخير، وأن الأزمة الأقتصادية والمالية تشد على خناقه الى حد التلاشي والإقتراب من مرحلة الموت.
هذا المشهد الذي طبع قلب العاصمة في طريقه الى التلاشي بفعل إرادة الحياة التي يتمتع بها الشعب اللبناني، حيث قام اصحاب الشركات والمحال التجارية بترميم ما كان الخراب قد لحق به نتيجة الاعمال الشاذة التي كانت تنجم عن المشاركين في التظاهرات والاعتصامات، كما فتح الكثير منها بعد اقفال قسري بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ومما لا شك فيه أن انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة وتشكيل حكومة جديدة في لبنان، حملت بوادر انفراج في المشهد السياسي، انعكست ولو نسبيًا على وسط بيروت. خُطوات عدة اتُخذت، من بينها إعادة فتح الطرقات المؤدية إلى ساحة النّجمة وسائر الشوارع المقفلة في محيط البرلمان، وشارع المصارف، فضلًا عن الإعلان عن إعادة تأهيل أسواق بيروت من قبل شركة “سوليدير”.
ومن يتجول مساء في وسط بيروت يلحظ عودة غالبية المطاعم والمقاهي الى فتح أبوابها طيلة أيام الأسبوع وتستقبل زبائنها، وبعض المحلات التجارية باشرت تعبئة واجهاتها ورفوفها بالبضائع وإطلاق حملاتها الإعلانية.
كذلك، فإن عودة لبنان الى الحضن العربي، والانفتاح على الدول العربية واستقطاب السواح الخليجين الذين يقال ان الحظر سيرفع عن مجيئهم الى لبنان في حزيران المقبل قد يمنح وسط بيروت دفعًا إضافيًا لاستعادة حياته الطبيعية، وهذا الأمر يتعزز مع قابل الأيام في حال قامت الدولة بلعب دورها، ووفت بوعودها تجاه المجتمع الدولي لناحية تنفيذ رزمة الاصلاحات التي من شأنها أن تعزز ثقة العالم بلبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى