افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
الفاتيكان لبكركي: حزب الله لبناني، حاوروه
ملفات عدة رئيسية كانت على جدول أعمال لقاءات رئيس الجمهورية ميشال عون في الفاتيكان أمس، بعضها بقي بعيداً من الإعلام، وبعضها أعلن عنه ولم يُكشف عن كل ما دار فيه.
في لقائه مع البابا فرنسيس، سمع عون تأكيداً على «الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، وعلى العيش معاً في لبنان». وفي لقائه مع أمين سر الكرسي الرسولي (بمثابة رئيس حكومة الفاتيكان) الكاردينال بيترو بارولين، في حضور أمين سر العلاقات بين الدول (وزير الخارجية) بول ريتشارد غالاغر الذي زار لبنان مطلع شباط الماضي، شدّد عون على «أهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد جرى بحث معمّق بين رئيس الجمهورية ومسؤولي الفاتيكان في موضوع المسيحيين في الشرق وكيفية تجذرهم فيه، خصوصاً بعد موجة التهجير التي تعرضوا لها في العقدين الماضيين، «وكان الاتفاق بين الطرفين تاماً على أن حماية المسيحيين لا تكون بعزل أنفسهم عن بيئاتهم ومحيطهم، ولا باستجرار التدخلات الخارجية، وإنما بالحوار والتواصل مع هذا المحيط». وهو ما أكّده البابا بقوله إن «لبنان، بجميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب أن يتخلى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام». وما ينطبق على لبنان ينسحب بطبيعة الحال على كل مسيحيي الشرق.
وفي سياق دعوة الحوار هذه، أكّدت مصادر «الأخبار» أن موقف الفاتيكان «متقدّم جداً» بضرورة أن يكون هناك حوار عميق مع حزب الله. ورغم الإقرار بأن هناك خلافاً في ما يتعلّق بمسألة السلاح، من منطلق أنه لا ينبغي في أي دولة أن يكون هناك سلاح خارج سلطة هذه الدولة، إلا أن الفاتيكان، خلافاً لمن يصفون الحزب بأنه يمثل ذراعاً إيرانية، «يعتبر أن هذا السلاح هو في أيدي مجموعة لبنانية تشكّل جزءاً من النسيج اللبناني. ولذلك، يجب أن يكون الحوار في هذا الشأن حواراً داخلياً وليس مع قوى خارجية». المصادر نفسها أشارت إلى أن الفاتيكان أبلغ عبر الطرق المعتمدة البطريرك الماروني بشارة الراعي بضرورة «ركلجة» الخطاب في ما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله على قاعدة «إعادة التواصل»، وأن «القطيعة أمر غير محبّذ حتى لو كان هناك اختلاف في وجهات النظر».
وفي السياق نفسه، أشار المسؤولون إلى أن الفاتيكان لا يحبّذ كل محاولات الضغط الدولي للخربطة الإقليمية، وهو مع تثبيت الحوار مع إيران كدولة، ومع أخذ مصالح هذه الدول في الاعتبار وطمأنتها ومراعاة وضعيتها واستقرارها.
ملف النازحين السوريين كان أيضاً حاضراً بقوة في لقاءات رئيس الجمهورية الذي شدّد أمام البابا وبارولين على أن «لبنان لا يمكنه تحمل عبء النازحين السوريين وعدم عودتهم إلى بلادهم، لا سيما أن مناطق عدة فيها أصبحت آمنة، وسط سكوت العالم ولامبالاته»، مشيراً إلى «الانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تترتب على استمرار وجودهم في لبنان والخشية من أن يؤدي بقاؤهم إلى تغيير التوازن الديموغرافي للتركيبة اللبنانية». وبحسب المعلومات، سمع عون من المسؤولين في الكرسي الرسولي «مخاوف فاتيكانية من أن هناك ما يشبه القرار الأميركي بعدم تسريع عودة النازحين، لعدم الإيحاء، من جهة، بأن سوريا باتت آمنة بما يسمح بعودة مواطنيها. أما الأخطر فهو أن بعض مسؤولي الفاتيكان أعربوا عن اعتقادهم بأن الأميركيين يرون في بقاء النازحين في لبنان كتلة بشرية توازي الكتلة الشيعية الصاعدة بما يحقّق توازناً في الصراع السني – الشيعي في المنطقة»!
كذلك، عرض عون للأزمة الاقتصادية «نتيجة الإدارات المالية الخاطئة لعقود، وتداعيات النزوح السوري، وشهدنا أخيراً موجة هجرة كثيفة إلى الخارج، طاولت النخب، ما يشكل خطراً على الهوية والتعددية في لبنان ويساهم في إضعاف الوجود المسيحي في الشرق». وبحسب المعلومات، أكد عون أن «المطلوب مساعدتنا لأن الضغط الحالي لن يحقّق الأهداف التي تسعى إليها الإدارة الأميركية، وليس حزب الله من يتأثر بهذا الضغط»، مقترحاً على الفاتيكان، بما له من نفوذ معنوي، العمل على إنشاء صندوق وطني للبنان بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، لدعم العائلات الفقيرة في مجالات الصحة والغذاء والتعليم بعيداً من صندوق النقد الدولي، وهو سمع ترحيباً بالاقتراح ووعداً بدرسه «باهتمام وإيجابية»، ووضع الآليات التنفيذية له.
********************************
النهار
تضييق الخناق على الحاكم والمركزي والمصارف
لم يتبدل مشهد التعقيدات المتزايدة في المواجهة القضائية المصرفية في مطلع الأسبوع، بل أظهرت المعطيات والوقائع التي برزت ان عقب الخطوة القضائية الجديدة للنائب العام الاستثئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه، او في تصاعد الموقف بين #المصارف والقضاء على وقع الاضراب المصرفي ان المواجهة قد تتجه نحو مرحلة اشد تعقيدا واكثر اثارة للتداعيات. بل ان اوساطا واسعة الاطلاع ومعنية بهذه الازمة أعربت عن اعتقادها ان تضييق الخناق على المصارف يبدو متواصلا وتصاعديا، ولو ان كلاما تردد امس عن مساع جارية لتخفيف الاحتقان واجتراح مخرج يحول دون اتساع المأزق الى درجة يصعب بعدها ضبط التفلتات الاجتماعية لهذه المواجهة التي تهدد المواطنين والمودعين في المقام الأول. وتلفت هذه الأوساط الى التضييق على المصارف يسير جنباً الى جنب مع التضييق على حاكم مصرف لبنان، وكذلك في اتساع الدعاوى على أعضاء المجلس المركزي برمته لمصرف لبنان بما يعكس اتجاهات حادة وغير قابلة للاحتواء حتى الان، علما ان ردة فعل المصارف حيال التضييق التصاعدي عليها ستظهر في الساعات المقبلة من خلال تقرير ما اذا كان الاضراب سيتوقف الأربعاء وتعود المصارف الى عملها، ام سيتم اعلان الاضراب المفتوح. اما ابرز تداعيات المواجهة المتصاعدة فتمثل في الارتفاع المطرد لسعر الدولار الأميركي في السوق السوداء اذ تخطى مساء امس سقف الـ 24 الف ليرة لبنانية.
ووسط الشلل المصرفي الذي عم البلاد مع بدء الاضراب التحذيري للمصارف الذي يستمر اليوم أيضا، وبعدما ادعت القاضية غادة عون قبل يومين على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا سلامة بجرم “الإهمال الوظيفي وهدر المال العام وإساءة الأمانة”، ادعت مجددا امس على الحاكم بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، وعلى شقيقه والأوكرانية أنا كوزاكوفا وعدد من الشركات، بالتدخل بهذا الجرم، وأحالتهم الى قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور.
في المقابل، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لم يحضر امام عون امس لـ”رويترز” بشأن اتهامه بـ”الإثراء غير المشروع”: “أمرت بإجراء تدقيق لم يكشف بدوره أن الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروتي”.
وسطرت عون قراراً يقضي بموجبه وضع اشارة منع تصرّف على كل الممتلكات العقارية العائدة لشقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة وذلك حفظاً لحقوق الخزينة العامة الثابت إهدارها بنتيجة التحقيقات الأولية التي أجرتها في الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة رواد العدالة.
وفي غضون ذلك تقدمت مجموعة “رواد العدالة” وتحالف “متحدون” بشكوى أمام النيابة العامّة المالية على جميع أعضاء المجلس المركزي لدى مصرف لبنان ومفوَّضي الحكومة لديه الحاليين والسابقين من تاريخ تولي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لمهامه، وذلكَ بجرائم الإهمال الوظيفي والخطأ الجسيم بإدارة مرفق عام وسوء استخدام السلطة وهدر وتبديد المال العام والنيل من مكانة الدولة المالية ومخالفة القوانين والأنظمة المالية والمصرفية المنصوص عليها جميعاً في قانونَيّ العقوبات والنقد والتسليف.
بين الفاتيكان والقاهرة
ومن المفارقات اللافتة ان تبرز ظاهرة سياسية تمثلت في انه فيما كانت الحلقات الجديدة من المواجهة القضائية المصرفية تشهد تصعيدا مقلقا وتضع البلاد امام عاصفة غامضة العواقب والتداعيات، كان اكبر مرجعين مارونيين سياسي وديني يقومان بزيارتين بارزتين لكل من الفاتيكان ومصر. فالبابا فرنسيس استقبل امس رئيس الجمهورية ميشال عون وابلغه انه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، وعزمه زيارة لبنان قريبا لاحياء الرجاء فيه، في حين كان شيخ الازهر احمد الطيب يستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبعده التقى الراعي أيضا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط .
وقد استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان امس الرئيس عون وأشار امامه الى انّه “مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه”، مشددا على “ان لبنان، بجميع ابنائه، المسيحيين والمسلمين، يجب الا يتخلى عن قيم الاصالة القائمة على الاحترام”. واعتبر ان “من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معا في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة”.
وأكد البابا فرنسيس ايضا انه “يسعى مع الجميع في العالم من اجل الحفاظ على هذا الوطن، الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجا”، وابلغ الرئيس عون اصراره على ذلك أكثر من أي وقت مضى، كما عبّر تكرارا، على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه وقال: “في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك ان لبنان يبقى على الرغم من اي شيء نموذجا للعالم”.
من جانبه، جدد الرئيس عون الدعوة الى البابا فرنسيس لزيارة لبنان واعتبر ان “لبنان يجتاز مرحلة صعبة لكنه سينتصر عليها حتما بإرادة ابنائه مجتمعين”. واضاف: “هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته في الحفاظ على وطن هو قيمة بإعتراف الجميع”.
بدوره زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اطار زيارته للقاهرة الإمام الاكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر في مقر المشيخة بالدراسة. وتناول اللقاء “العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الاسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والازهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك.” كما تطرق اللقاء الى العلاقات المصرية واللبنانية ودعم الرئيس السيسي للبنان ، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والازهر الشريف.
كما التقى الراعي الأمين العام لجامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط واكد ان أبو الغيط “لديه حب كبير للبنان، موضحا أنه يعيش القضايا التي يشهدها لبنان، بمشاعره”، مؤكدا “قدرة لبنان على تجاوز التحديات بفضل تاريخه وامكاناته”. وأوضح الراعي “ان لبنان يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية وأن لبنان لابد ان يلجأ للأصدقاء في ظل الصعوبات التي يمر بها، مطالبا الاعلام أن يقوم بدور داعم للبنان عبر التركيز على الإيجابيات بعيدا عن أولئك الذين ينشرون أخبار كاذبة. وأشار إلى الدور الذى تلعبه الجامعة العربية باعتباره مكانا لوحدة العرب . وشدد على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدور واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحدا.
نصرالله و#جعجع
على صعيد المشهد الانتخابي والسياسي تفاعل هجوم جديد شنه الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد حسن نصرالله على “القوات اللبنانية” مجددا اتهامها بنصب كمين في حوادث الطيونة فرد عليه امس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قائلا : “الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه كلمة أمس بأنّ من يتحالف مع “القوات” يتحالف مع “كمين” الطيونة وهذا الكلام خطأ وتبيّن بالتحقيقات ما حصل”. واضاف: “كل من يتحالف مع “حزب الله” في الإنتخابات النيابية يتحالف مع قتلة الشهيد رفيق الحريري وقتلة ثورة 14 آذار وصولاً إلى قتلة شهداء جريمة انفجار مرفأ بيروت”.
********************************************
نداء الوطن
عون في الفاتيكان: “تحريض” على بكركي و”تسويق” طروحات 8 آذار
ميقاتي يعبّد طريق “المناشدات والمساعدات”: تجديد الالتزام أمام السعودية
“على نار” الصراع الملتهب بين المصارف والقضاء، يواصل فتيل الدولار “اشتعاله” في السوق السوداء مخترقاً سقف “صيرفة” بثلاثة آلاف ليرة مساءً ليتجاوز عتبة الـ24 ألف ليرة، تحت وطأة تأثيرات الإضراب التحذيري للمصارف والملاحقة القضائية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، الذي تغيّب مجدداً أمس عن جلسة استجوابه أمام القاضية غادة عون فعاجلته بالادعاء عليه بجرمي “الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال”، فضلاً عن ادعائها على شقيقه رجا والمواطنة الأوكرانية آنا كوزاكوفا وأحالت الملف على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، مقروناً بتسطير “إشارة منع تصرّف على كافة الممتلكات العقارية العائدة لرجا سلامة”… في حين اكتفى حاكم المصرف المركزي بالتعليق لوكالة “رويترز” على الاتهامات المساقة ضده بالإشارة إلى أنّ التدقيق المالي في حساباته وأمواله “لم يكشف أنّ الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروتي”.
وعلى وقع الانحلال المؤسساتي والمالي والنقدي والاقتصادي، يتحلل الواقع المعيشي والاجتماعي في البلاد تحت سطوة “مافيا” حاكمة متحكمة بقرار الدولة، خطفت إدارتها وسلبتها الإرادة وحسّ المسؤولية تجاه شعبها، فبات صموده مرهوناً بحزم المساعدات الإغاثية الواردة من الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية التي أقرت بالتعاون مع فرنسا صندوق دعم مالي مخصصاً لتقديم المساعدة الإنسانية والطبية والغذائية للبنانيين مباشرةً من دون المرور عبر قنوات السلطة وحساباتها… وجاءت تغريدة السفير السعودي وليد بخاري في الساعات الأخيرة لتعلن في رسالة “مشفّرة” عن قرب انطلاق الآليات التنفيذية لهذه المساعدات عبر “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، الأمر الذي لاقاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتعبيد الطريق أمام بلوغ “المناشدات” اللبنانية المتزايدة للقيادة السعودية مبتغاها، تمهيداً لوصول “المساعدات” المرتقبة، من خلال إصداره بياناً رسمياً أمس جدد فيه باسم الحكومة “الالتزام باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول الخليح”.
وتحت سقف تأكيد هذا الالتزام، وضع ميقاتي فحوى الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية الكويت، مشدداً على أنّ حكومته ملتزمة “بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية، وبكل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، وبالعمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ مندرجاتها بما يضمن السِّلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان وتحصين وحدته”، مع التأكيد على “ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تنطلق من لبنان وتمس سيادة السعودية ودول مجلس التعاون وأمنها واستقرارها، واتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنُوعات وخصوصًا المخدرات إلى المملكة ودول الخليج بشكل مباشر أو غير مباشر والتشدّد على كافة المنافذ، والتزام لبنان باتفاقية الرياض للتَّعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى السعودية”، بالتوازي مع تعهده بأن تعمل “الحكومة اللبنانية على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد يترتب عليها إضرار بأمن المملكة والدول الخليجية”.
وتوازياً، كان البطريرك الماروني بشارة الراعي يشدد من مصر على العمق العربي للبنان وهويته، محذراً من مغبة تركه “منعزلاً”، وقد جسد ذلك من خلال زيارته التاريخية لجامعة الدول العربية حيث لاقى دعماً واستحساناً لطرحه “الحياد اللبناني”، فضلاً عن لقائه شيخ الأزهر إعلاءً لقيم “الأخوة الإنسانية” في مقابل نبذ “التوترات والصراعات والحروب والعنف والتطرف”… أما زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الفاتيكان، فأدرجتها قوى 8 آذار ووسائل إعلامها ضمن أجندة “التحريض” على طروحات بكركي السيادية والحيادية، لصالح “تلميع” صورة “حزب الله” والتسويق لطروحات مسيحيي الثامن من آذار في الحاضرة الفاتيكانية، حسبما لفتت مصادر سياسية معارضة في معرض تقييمها لأهداف الزيارة، وأضافت: “يكفي أن يصف إعلام “حزب الله” زيارة عون إلى الفاتيكان بأنها تصب في خانة انتعاش آمال مسيحيي 8 آذار في الاستحقاق الرئاسي المقبل باعتبار أنّ الفاتيكان ناخب أساسي في هذا الاستحقاق، لتتضح الأهداف الحقيقية من ورائها بعيداً عن كل ما كتب في “أطروحة” البيانات الرئاسية حول الزيارة”.
وبخلاف ما جاء في بيانات قصر بعبدا المطوّلة حول مجريات اللقاء الذي عقده عون مع البابا فرنسيس، كان بيان الكرسي الرسولي واضحاً ومقتضباً، بحيث أضاء على “المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعاني منها لبنان”، مبدياً الأمل في أن “تساهم المساعدات الدولية إضافةً إلى الانتخابات النيابية المقبلة والإصلاحات الضرورية في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الأرز”، ليختم البيان برسالة بالغة الدلالة تؤكد الموقف البابوي إزاء “النتائج الكارثية لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020” من خلال التشديد على “وجوب تحقيق العدالة والتوصل الى معرفة الحقيقة التي يطالب بها أهالي الضحايا”.
********************************************
الشرق الأوسط
ادعاء جديد على حاكم «المركزي» اللبناني بـ«تبييض الأموال»
استكملت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون إجراءاتها الهادفة إلى محاصرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمقربين منه، فادعت على سلامة بجرم «الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال». كما ادعت على شقيقه رجا سلامة وعلى الأوكرانية آنا كوزاكوفا (زوجة رياض سلامة) بجرم التدخل في هذا الجرم، وانسحبت هذه الدعوى أيضاً على الشركات التي يملكها رجا سلامة وكوزاكوفا في الخارج. وأحالت الملف مع رجا سلامة الذي أوقفته عون قبل أربعة أيام، على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، وطلبت استجوابهم وإصدار مذكرات توقيف بحقهم.
ويأتي الادعاء الجديد على حاكم مصرف لبنان بعد امتناعه عن المثول أمس (الاثنين) أمام القاضية عون، بعدما كانت الأخيرة قد حددت جلسة لاستجوابه واستدعته للمثول أمامها، مبرراً ذلك بوجود «خصومة بينه وبين القاضية عون، التي تصر على ملاحقته لأسباب سياسية»، علماً بأن استدعاء حاكم المركزي جاء بعد جلسة استجواب مطولة خضع لها شقيقه رجا أمام عون يوم الخميس الماضي، وانتهت الجلسة بقرار اتخذته عون بتوقيفه بهذه الشبهات.
واستكمالاً للإجراءات السابقة، أصدرت القاضية عون قراراً أمس قضى بالحجز على كافة ممتلكات رجا سلامة وعقاراته، وعزت ذلك إلى «الحفاظ على حقوق الخزينة العامة، وذلك نتيجة إهدار الأموال التي بينتها التحقيقات القضائية التي أجرتها عون بناءً على الدعوى القضائية المقدمة من مجموعة محامي «رواد العدالة»، ممثلة بالمحامي هيثم عزو.
إلى ذلك، تقدم محامو مجموعتي «رواد العدالة» و«متحدون» بدعوى جديدة أمام النيابة العامة في جبل لبنان، اتخذوا فيها صفة الادعاء الشخصي ضد جميع أعضاء المجلس المركزي لدى مصرف لبنان ومفوَّضي الحكومة لديه الحاليين والسابقين منذ تولي حاكم مصرف لبنان لمهامه، وذلكَ بجرائم الإهمال الوظيفي والخطأ الجسيم في إدارة مرفق عام وسوء استخدام السلطة وهدر وتبديد المال العام والنيل من مكانة الدولة المالية ومخالفة القوانين والأنظمة المالية والمصرفية والمنصوص عليها جميعاً في قانونَي العقوبات والنقد والتسليف.
********************************************
الجمهورية
تعيينات قضائية لغرف التمييز .. والحكـــومة: رسالة ودّية الى العرب
السؤال الذي يشغل بال كل اللبنانيين، من يحرّك عناصر التوتير في هذه الفترة؟ وأي مفاجآت او منزلقات يخفيها أو يمهّد لها هذا التوتير؟ لبنان اليوم أيضاً معطّل مصرفيًّا وماليًّا، يُضاف ذلك الى العطب المستحكم منذ أكثر من سنتين، في كلّ مفاصله الإقتصادية والإجتماعيّة والحياتيّة والمعيشية.
وعلى ما تؤشّر الوقائع المحيطة بالإشتباك بين بعض القضاء والمصارف، فإنّ غيوماً داكنة سياسيّاً وقضائياً ومصرفيّاً تتكوّن في أفق هذا الاشتباك، ولغة التحدّي القائمة تنذر بتفاعل أكبر وربما أخطر، لهذه الأزمة التي بلا أدنى شكّ هشّمت الصّورة القضائية، وزادت من تهشيم القطاع المصرفي.
انقسام حاد
الداخل منقسم بشكل حاد حيال هذا الإشتباك، في السياسة إرباك حكومي واضح في كيفية مقاربته، وما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي خير دليل على انّ السلطة التنفيذية مكبّلة أمام هذا الامر، وليس في يدها ان تتّخذ ايّ قرار أو إجراء حياله. وأما على مستوى النّاس، فالصّورة في ذروة «الغباش»، يتبدّى في جانب منها سخط علني على طرفي الأزمة، وفي جانب آخر، تتبدّى حيرة إلى من ينحاز الناس، هل إلى إجراءات قضائيّة تحوم حولها شكوك، ومحاطة بالتباسات واتهامات بالإنصياع لايحاءات سياسية؟ أم إلى مصارف كانت أول من استغل الأزمة التي ضربت البلد، ووضعت يدها على أموال المودعين وأخضعت أصحاب الحقوق لأبشع عملية ابتزاز، وتحاول في هذه الأزمة ان تظهر نفسها ضحية إجراءات كيدية وافترائية ظالمة تستهدفها؟ المتضرّر الوحيد وعلى ما هو واضح، فلا أحد يملك مفتاح لغز التوتير الجديد والاشتباك القضائي – المصرفي الناجم عنه والسرّ الكامن وراء إشعاله في هذا التوقيت، وهو بالتأكيد سيُبقي البلد محكوماً لإيقاعه إلى أجل غير مسمّى.
والأكثر وضوحاً في موازاة هذا اللغز، هو أنّ طرفاً وحيداً متضرّراً هو النّاس، التي تُدَفّع عن سابق تصوّر وتصميم ثمن أيّ اشتباك يحصل حول أيّ عنوان أو تفصيل، فها هم اليوم يدفعون في رواتبهم واموالهم المحجوزة في المصارف، وفي العودة الى التلاعب بالدولار والاسعار، وفي إعادة صفّهم في طوابير امام محطّات المحروقات، لا لسبب، او مبرّرات موضوعية، بل جراء إجراء خبيث اتخذته مافيا المحروقات بالإمتناع عن التوزيع، والسلطة ساكتة وكأنّها غير معنية، فبدل أن تفرض هيبتها وتردع هذه المافيا يُكتفى باتصال هاتفي من وزير الطّاقة يتوسّلها الإستمرار في التّوزيع.. ونتيجة انعدام الهيبة من الطبيعي أن تُرفع الخراطيم، فليس من يسأل او يحاسب، وليس مستبعداً أبداً في ظل هذا الإفلات الفاضح من المحاسبة والعقاب، أن تنتقل العدوى من جديد إلى سائر الأمور المعيشية والحياتية؟!
إدعاء
وفي سياق الإجراءات، إدّعت القاضية غادة عون على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الاموال، كما ادّعت على رجا سلامة وأنا كوزاكوفا وعدد من الشركات بالتدخّل بهذا الجرم. وأحالتهم عون على قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور.
ولم يحضر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة جلسته امام النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، التي كانت مقرّرة أمس الاثنين عند الساعة الـ11 من قبل الظهر. وقد سطّرت القاضية عون قراراً يقضي بموجبه وضع إشارة منع تصرّف على كافة الممتلكات العقارية العائدة لرجا، وذلك حفظاً لحقوق الخزينة العامة الثابت إهدارها بنتيجة التحقيقات الأولية التي أجرتها في الشكوى المقدّمة من الدائرة القانونية لمجموعة «رواد العدالة» ممثلةٌ بالمحامي هيثم عزُّو.
إلى ذلك، ورداً على سؤال عن اتّهامه بالإثراء غير المشروع، كشف سلامة لـ»رويترز» أنّه أمر بإجراء تدقيق في ما خصّ هذا الموضوع، مشيراً إلى أنّه لم يكشف بدوره أنّ الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروته.
يأتي ذلك، في وقت ادّعت فيه الدائرة القانونية لمجموعتَيّ «روّاد العدالة» و»متّحدون» الممثلَتيّن بالمحامييّن هيثم عزُّو ورامي عليّق، جزائياً، على جميع أعضاء المجلس المركزي لدى مصرف لبنان ومفوَّضي الحكومة لديه الحاليين والسابقين منذ تولّي حاكم مصرف لبنان لمهامه، وذلكَ بجرائم الإهمال الوظيفي والخطأ الجسيم في إدارة مرفق عام وسوء استخدام السلطة وهدر وتبديد المال العام والنيل من مكانة الدولة المالية ومخالفة القوانين والأنظمة المالية والمصرفية والمنصوص عليها كافة في قانونَيّ العقوبات والنقد والتسليف.
تطوّر مهمّ قضائياً
في معلومات لـ»الجمهورية»، وبعد الجلسة المطولة أمس لمجلس القضاء الأعلى، أصدر قراراً بتعيين رؤساء غرف محاكم التمييز الشاغرة التي تفاقم الخلاف حولها بين القضاة في الآونة الأخيرة، إلّا أن الضغوط الداخلية وخاصة بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير ربما زادت الضغوط التي سرّعت في التعيينات، فأسفرت عن تعيين وتبديل وملء الشغور في الهيئة العامة لمجلس القضاء الذي التأم برئاسة القاضي سهيل عبود والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد والأعضاء القضاة: عفيف الحكيم وحبيب مزهر وداني شبلي وميراي الحداد والياس ريشا، واستقر الرأي على تعيين القضاة ناجي عيد، ماجد مزيحم، وسانيا نصر، وأيمن عويدات وحبيب رزق الله و منيف بركات. كما تقرر نقل القاضي ماجد مزيحم من رئاسة محكمة الإستئناف في الجنوب الى رئاسة الغرفة الثامنة لمحكمة التمييز، وتم نقل القاضي سانيا نصر من رئاسة محكمة الإستئناف في جديدة المتن الى رئاسة الغرفة الخامسة لمحكمة التمييز، وحلت مكان القاضي جانيت حنا، التي عادت الى رئاسة محكمة الإستئناف في بيروت.
وعيّن النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات رئيس الغرفة السادسة لمحكمة التمييز مكان القاضي رندة كفوري التي رفض تثبيتها في السابق النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بعد قرارها الخاطئ من الناحية القانونية برد المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري في قضية إنفجار مرفأ بيروت.
وتم تعيين رئيس محكمة الإستئناف في بيروت القاضي أيمن عويدات في رئاسة الغرفة الثانية لمحكمة التمييز بدلاً من القاضية المنتدبة رولا المصري، والتي تحال على التقاعد بعد شهر تقريباً. و تم نقل الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله الى رئاسة الغرفة العاشرة لمحكمة التمييز.
وبذلك تصبح رئاسة غرف محاكم التمييز العشر على الشكل التالي:
الغرفة الأولى القاضي ناجي عيد، الغرفة ٢ القاضي أيمن عويدات،الغرفة الثالثة القاضي سهير الحركه، الغرفة الرابعة القاضي عفيف الحكيم، الغرفة الخامسة القاضي سانيا نصر، الغرفة السادسة القاضي منيف بركات، الغرفة السابعة القاضي جمال الحجار، الغرفة الثامنة القاضي ماجد مزيحم، الغرفة التاسعة جمال الخوري، الغرفة العاشرة حبيب رزق الله.
وبعد هذه التعيينات أصبح عديد الهيئة العامة لمحكمة التمييز مكتملاً، وأصبح بإمكانها ان تجتمع بشكل طبيعي مع مستشاريها. وفي المعلومات أن وزير العدل القاضي هنري خوري سيعيّن العضو الخامس من حصة الحكومة وهي القاضي سانيا نصر.
وبهذا التعيين يكون عدد الهيئة العامة لمحكمة التمييز قد اكتمل، وأصبح بإمكانها العودة للعمل بشكل طبيعي .
قلق وحذر وشكوك
هذا المناخ الملبّد بالغبار الحاجب للرؤية الواضحة، أبقى البلد في حال من انعدام التوازن، حيث يتأرجح على حبال الاحتمالات؛ نظرياً، تحدّد موعد اجراء الانتخابات في 15 ايار وانتهت جولة تقديم الترشيحات ووزارة الداخلية أكملت تحضيراتها لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده، والموقف الرسمي المعلن، يكرّر «اللازمة» التي تقول إنّ الانتخابات ستجري في موعدها ولن تتأخّر دقيقة واحدة، انّما هذا الموقف الرسمي لا يقترن بتأكيد جازم يقطع الشكوك القائمة بعدم إجرائها. بل أنّ كلام المجالس السياسية الرسميّة وغير الرسمية يفوح قلقاً على هذه الانتخابات وحذراً من ألعاب شيطانية تفتعلها جهات سياسية، وغرف سوداء، للإطاحة بالانتخابات وفتحِ البلد على مجهول.
خصوم عون لا يصدقونه!
على أنّ في موازاة القلق والحذر، تتموضع «اتّهامات متبادلة» بين القوى السياسية يبدو أنّها ستكون عنوان فترة الـ53 يوماً الفاصلة عن 15 أيّار. وعلى ما تفيد أجواء الفريق «المعادي» لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون و»التيار الوطني الحر»، الذي يضمّ قوى متعددة، كحزب «القوات اللبنانية»، وقوى حراكيّة ومدنيّة، وأحزاباً أخرى صنّفت نفسها «ثورية» و»تغييرية»، ونواباً مستقيلين لبسوا ثوب الثورة والتغيير، فإنّ هذا الفريق يتّهم عون وتياره بالسّعي الأكيد الى تطيير الانتخابات، عبر افتعال مجموعة من عناصر التوتير لتفجير الإستحقاق، كما حصل بداية مع ملف المغتربين، ثم مع إثارة موضوع «الميغاسنتر» قبل إفشاله، وصولاً إلى رعاية الهجوم القضائي المباشر على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف. كما يتهم هؤلاء «حزب الله» بتوفير التغطية لعون ورئيس التيار النائب جبران باسيل في هذا المسعى، لتجنيبه انتخابات تخسّره وتنتزع منه صدارته للمشهد التمثيلي المسيحي، وتظهر ان شعبيّته السياسية وأكثريته النيابية قد تقلّصت وتهالكت.
وتذهب مصادر معارضة الى أبعد من ذلك، حيث تقول لـ«الجمهورية»: «الامور شديدة الوضوح بالنسبة الينا، وبناءً على ذلك، نحن لا نصدّق رئيس الجمهورية حينما يؤكّد على إجراء الانتخابات، لأنّه في حقيقة موقفه لا يريد انتخابات. لأنّه يعتقد انّ تعطيل إجرائها، سيعطّل حتماً الانتخابات الرئاسية، وقد سبق له ان أعلن صراحة انّه لن يسلّم الفراغ. وتبعاً لذلك فإنّ كل قوى المعارضة متضافرة لمنع تحقيق هذا الهدف مهما كان الثمن، لأنّ هذا الامر يفتح البلد على خراب»؟
اتهامات مقابلة
في المقابل، يلقي فريق رئيس الجمهورية وحلفاؤه وتحديداً «حزب الله»، تهمة السّعي إلى تعطيل الانتخابات على «الفريق المعادي»، ويركّزون بالدرجة الأولى على «القوات اللبنانية». واما السبب، كما تقول مصادر مؤيّدة لعون وتياره لـ»الجمهورية»، فهو «لأنّ «القوات» باتت تدرك انّ ساعة الحقيقة قد دنت، وكل الشعارات التي رفعتها واستثمرت عليها منذ 17 تشرين الاول 2019، وشكّلت وقوداً لـ»الثورة»، لن تمكّنها من تحقيق التغيير الذي وعدت به، بل انّ الانتخابات ستأتي بنتائج عكسية، وإحراجية لـ»القوات» قبل أي فصيل معارض او حراكي آخر، حيث ستعيد تأسيس الخريطة النيابية الحالية ولن تغيّر فيها شيئاً، بل ربما ستزيد من اكثريتها».
وبحسب المصادر عينها، «فإنّ الطرف الساعي فعلاً الى التعطيل، يحظى بتغطية خارجية، وخصوصاً من قِبل الاميركيين، الذين يريدون انتخابات تحقق ما سمّوها طموحات الشعب اللبناني الذي اختصروه في تجمعات في بعض الساحات والشوارع، طالبت بالتغيير وإحداث انقلاب جذري في الواقع النيابي والسياسي. وبالتالي كلّ ما بنوه منذ 17 تشرين الاول 2019 وحتى اليوم، سيتهدّم مع صدور نتائج انتخابات 15 ايار، والتي تؤكّد كل الدراسات والاستطلاعات بما فيها استطلاعاتهم ودراساتهم، انّها ستظهر حفاظ حلفاء «حزب الله» على أكثريتهم في المجلس النيابي الجديد وبما يزيد عن نصف المجلس النيابي. وبناءً على ذلك، ليس مفاجئاً ابداً ان يسعى هذا الفريق الى تعطيل الانتخابات».
مسؤول أممي: نراقب
وسط هذه الاجواء، أبلغ مسؤول اممي إلى «الجمهورية» قوله رداً على سؤال: «المجتمع الدولي يراقب عن كثب مسارات التحضير للانتخابات النيابية، ويريد ان تجري في الموعد المحدّد، في أجواء من الاستقرار والحيادية الكاملة من قِبل السلطات اللبنانية، وترك الشعب اللبناني يعبّر عن توجّهاته بكل حرية، بعيداً من أي خطوات او مداخلات او ممارسات وضغوط تضعها موضع شك في نزاهتها وصدقيتها وشفافيتها. وأي خطوة لتعطيلها هي خطوة مدانة مسبقاً من المجتمع الدولي. وقد سبق لكل المستويات الدولية أن وجّهت تحذيرات بهذا المعنى الى المسؤولين اللبنانيين، بأنّ تعطيل الانتخابات سيلحق ضرراً كبيراً بلبنان، ويفاقم أزمته أكثر، وسيُقابل بردّ فعل دولي شديد القساوة وعقوبات غير مسبوقة على المعطّلين، ومن يماشيهم في توجّههم هذا».
وكشف المسؤول الأممي، «اننا ندرس جدّياً ارسال مراقبين للانتخابات في ايار، والقرار في هذا الشأن قد يتبلور خلال الاسابيع القليلة المقبلة».
ورداً على سؤال، تجنّب المسؤول الأممي ربط المساعدات للبنان بشكل المجلس النيابي الذي سيتولّد عن انتخابات أيّار، واكتفى بالقول: «ما نراه ضرورياً جداً هو ان تجري الانتخابات في موعدها، ويمارس الشعب اللبناني حقه في اختيار ممثليه في البرلمان. واما المساعدات للبنان، فكما سبق واكّد عليه المجتمع الدولي وكل المؤسسات المالية الدولية، فهي مرتبطة بإجراء اصلاحات جذرية في لبنان».
المساعدات
الّا انّ مصادر في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كشفت بدورها لـ»الجمهورية»، انّ مسؤولاً كبيراً في أحدى المؤسسات المالية الدولية أكّد امام بعض اعضاء اللجنة «أنّ المساعدات للبنان مرهونة بشكل المجلس النيابي الجديد، الذي يرى المجتمع الدولي انّ من الضروري جداً أن يتشكّل بصورة ملبية لما يتطلع اليه اللبنانيون، وللتغيير الذي يريدونه ونادى به الغاضبون في ساحات التظاهر والاعتصام».
صندوق النقد
إلى ذلك، اعلن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي انّ الأسبوع الفائت شهد عدداً من الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي، تركّزت على مشروع قانون «الكابيتال كونترول» وملاحظات الصندوق عليه، وذلك بعدما طلب أعضاء مجلس النواب أن يتمّ التوصل إلى اتفاق مع الصندوق على هذا القانون قبل عرضه على مجلس النواب. وموضوع السرية المصرفية وضرورة تعديل بعض المواد في القانون الحالي، بما يسمح بتسهيل مكافحة التهرّب الضريبي والفساد بشكل عام. واستكمال البحث في موضوع القطاع المصرفي بهدف حماية المودعين قدر الإمكان، ولا سيما الصغار منهم، وإعادة تفعيل دور القطاع المصرفي بشكل يخدم الاقتصاد، من خلال تمويل القطاع الخاص، وذلك لتحفيز النمو وخلق فرص عمل. كما تناول البحث مساهمة الجميع في تحمّل المسؤولية للتعامل مع خسائر القطاع المصرفي مع ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لحل هذه الأزمة. ولهذه الغاية تمّ الاتفاق على تحضير مشروع قانون للتعامل مع إعادة هيكلة القطاع المصرفي، بعد الاتفاق على استراتيجية التصحيح المالي. وتستمر هذه الاجتماعات خلال الأسبوع الجاري تحضيرًا لزيارة بعثة الصندوق إلى لبنان الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات».
البابا.. للحفاظ على لبنان
سياسياً، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون البابا فرنسيس في الفاتيكان امس، حيث أكّد البابا لرئيس الجمهورية «أنّ للبنان مكانة خاصة في صلاته، وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد»، مشدّداً على أنّه «لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي».
وأشار البابا الى انّه «مطّلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، مشدّداً على انّ لبنان، بجميع ابنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب ان يتخلّى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام. واعتبر انّ «من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معاً في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة». وأكّد البابا ايضاً انّه «يسعى مع الجميع في العالم من اجل الحفاظ على هذا الوطن، الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجاً، مبلغاً الرئيس عون اصراره أكثر من أي وقت مضى، كما عبّر عن ذلك تكراراً، على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه وقال: «في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك انّ لبنان يبقى على الرغم من اي شيء نموذجاً للعالم».
ميقاتي والعرب
وعشية انعقاد مجلس الوزراء غداً، اكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «التزام الحكومة بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية، وبإعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي، ومشدّداً على ضرورة وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمسّ سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان.
كما أكّد في بيان أمس «التزام لبنان باتفاقية الرياض للتعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية، وكذلك الإلتزام باتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنوعات وخصوصًا المخدرات، إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر، والتشديد على كافة المنافذ». مشدّداً على أنّ الحكومة اللبنانية ستعمل على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد يترتب عليها إضرارًا بأمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي».
الراعي
من جهة ثانية، التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، إمام الازهر الشيخ أحمد الطيب، وتناول اللقاء العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي- الاسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والأزهر، في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك. كما تطرق اللقاء الى العلاقات المصرية واللبنانية، ودعم الرئيس السيسي للبنان، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف. كما التقى الراعي أمين عام جامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط، واكّد انّ لبنان يبقى عضوًا فاعلًا في جامعة الدول العربية، مطالباً الإعلام بأن يقوم بدور داعم للبنان عبر التركيز على الإيجابيات بعيداً من أولئك الذين ينشرون أخباراً كاذبة. وشدّد على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدوره واستعادة مكانته، مؤكّداً أنّ انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحداً.
«أمل»
انتخابياً، جدّدت حركة «امل» الدعوة «إلى المشاركة الواسعة والفاعلة وبذل كل الجهود الممكنة في لبنان والخارج من أجل أن تكون الإنتخابات النيابية المقبلة وسيلة عبور نحو لبنان الوطن الذي تسوده العدالة الإجتماعية وتحكمه المؤسسات، في دولة مدنية تعطي للمواطن دوره في البناء والتنمية، بخاصة أنّ الانتخابات النيابية هي تعبير عن إختيار حرّ وديمقراطي للبرنامج والخط والمشروع، في لحظة تستوجب جمع كل الطاقات لتحصين لبنان وزيادة منعته».
وشدّدت في بيان لمكتبها السياسي على «ضرورة إزالة كل العقبات من طريق حفظ حق اللبنانيين جميعهم في تأمين شبكة أمان اجتماعية واقتصادية ومالية تحمي مطالب الناس المحقة بعيداً من المزايدات»، واعتبرت «أنّ البطاقة التمويلية وغيابها عن التزامات المسؤولين ومشروع الموازنة، في الوقت الذي تزداد الأعباء على المواطنين الذين نكرّر المطالبة بحقهم في استعادة ودائعهم وأموالهم، وهي الضريبة الأولى التي دفعوها باحتجاز ودائعهم، وها هي جلجلتهم اليوم تتجدّد في صورة الصراع القضائي المصرفي الذي منع عنهم حقهم في أموالهم ومخصصاتهم ورواتبهم». كما دعت إلى «ضرورة الإستعجال في إنجاز وضع استراتيجية اقتصادية واضحة تؤمّن التصحيح المالي والاقتصادي المطلوب، وتعيد التوازن فيه خصوصاً لجهة فتح باب المنافسة البنّاءة، بعد إصدار مجلس النواب قانون منع الإحتكار الذي يشكّل فرصة لإعادة التوازن لسوق العرض والطلب من خلال المنافسة لصالح الناس، مما يسهم في لجم طمع التجار والكارتيلات وفلتان الأسعار».
جعجع
من جهته، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب امس: «بكل راحة ضمير وحقيقة وواقع، نقول، لكل من يتحالف مع «حزب الله» بالاستحقاق الانتخابي المقبل، انّه يتحالف مع قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري على خلفية الحكم القضائي الدولي العالي المستوى، الصادر في هذه الجريمة، والذي استُكمل منذ شهر بالشكل الذي استُكمل به، مروراً بجميع شهداء «ثورة الارز»، وصولاً الى شهداء جريمة انفجار «مرفأ بيروت»، هذا الانفجار الذي اصرّ «حزب الله» ولا يزال، على تعطيل تحقيقاته. وبالتالي من المهم كثيراً، ولو كنا في خضم الحملات الانتخابية في الوقت الحاضر، ان نتميّز بالحدّ الأدنى من الموضوعية».
********************************************
اللواء
السلطة الغائبة: إدعاء عون على سلامة وشقيقه بـ«تبييض الأموال» يهز المصارف المراسلة!
البابا لعون: أتابع بأسى وضع لبنان والراعي لتسويق الحياد عربياً.. ومفاوضات الصندوق تراوح
الرئيس ميشال عون في الفاتيكان يلتقي البابا فرنسيس، ويستمع اليه في ما خص لبنان «الحاضر في صلاتي واهتماماتي»، وأنه مطلع بأسى على أوضاع البلد الذي سيزوره قريباً، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي يزور الإمام الأكبر لجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب، والبحث يتناول العلاقات التاريخية بين الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية، امتداداً إلى وثيقة «الأخوة الإنسانية» وصولاً إلى العلاقات اللبنانية – المصرية، ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للبنان واستقراره والتعايش فيه.
بالتزامن، كان الوضع الداخلي يزداد مأوساوية، فالنائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، ضربت بعرض الحائط بتوجهات مجلس الوزراء الاستثنائي السبت الماضي، وتكليف وزير العدل هنري خوري معالجة الوضع غير السوي لجهة ملاحقة عون للمصارف، والاجراءات التي وصفت بأنها تفتقر للمرتكزات القانونية في الملاحقات والختم بالشمع الأحمر، ومن دون الاكتراث باضراب المصارف في يومه الأول، الذي يمتد إلى اليوم، قبل العودة إلى العمل غداً، حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية.
وقبل ان تدعي عليه بتهمة الاثراء غير المشروع إلى جانب شقيقه الموقوف رجا، وعلى الأوكرانية آنا كوزاكوفا وبعض الشركات بالتدخل بهذا الجرم، رفض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الحضور إلى مكتب عون في قصر عدل بعبدا، ونفى اتهامه بالاثراء غير المشروع، وقال صباحاً: «أمرت بإجراء تدقيق لم يكشف بدوره أن الأموال العامة تمثل أي مصدر لثروتي».
هكذا احتدمت المواجهة القضائية العونية مع الحاكم وفريقه، فبعد أن ادعت على سلامة وشقيقه رجا بجرم «الإهمال الوظيفي وهدر المال العام وإساءة الأمانة»، أضافت تهمة الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال.
وسطرت عون قراراً يقضي بموجبه وضع اشارة منع تصرف على كافة الممتلكات العقارية العائدة لشقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة وذلك حفظا لحقوق الخزينة العامة الثابت اهدارها بنتيجة التحقيقات الاولية التي اجرتها في الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة رواد العدالة. إلى ذلك، افيد انه تم الادعاء جزائياً على جميع اعضاء المجلس المركزي لدى مصرف لبنان ومفوضي الحكومة لديه الحاليين والسابقين منذ تولي حاكم مصرف لبنان لمهامه من قبل الدائرة القانونية لـ«رواد العدالة» و«متحدون».
هذا المشهد المتدحرج، رفع من منسوب القلق الداخلي، لا سيما الشعبي، مع عودة سعر الدولار إلى الارتفاع، وكسر درجة المراوحة على مقربة من سعر «صيرفة» التي باتت السعر الرسمي لتداول الدولار في سوق القطع، إذ كسر عتبة الـ24 ألفاً، فيما المحروقات مضت بين تكهنات تنتظر جدول تركيب أسعار المديرية العامة للنفط، أو الاختفاء بين الصهاريج والبواخر وخراطيم المحطات.
والتطور البارز ان المصارف المراسلة استفسرت عن قرارات منع السفر التي طاولت رؤساء مجالس ادارة عدد من المصارف، وعن المسار القضائي الذي يطاولهم. وقد باشرت المصارف إعداد الأجوبة.
علمت «اللواء» أن مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا في السراي الكبير على جدول أعماله يضم ٣٩ بندا أبرزها: عرض وزلرة المالية موضوع الاستقراض بين الجمهورية اللبنانية ومصرف لبنان وعرض وزارة الطاقة والمياه طلب مؤسسة كهرباء لبنان توفر عملة احنبية fresh dollar لتأمين الحد الأدنى من سلامة الأستثمار في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع في المؤسسة لاسيما للأشهر الأربعة المقبلة ومشروعا مرسومين عن دفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية اللبنانية، تعيين ممثلين عن الدولة في مجلس إدارة مصرف الإسكان وعرض وزيري الاقتصاد والتجارة والزراعة لموضوع الأمن الغذائي.
عون والبابا
أبلغ البابا «انه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في لبنان»، شدد على ان «لبنان، بجميع ابنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب ان يتخلى عن قيم الاصالة القائمة على الاحترام. وتعتبر انه من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معا في لبنان وهي صيغة جعلت منه رسالة».
واكد البابا: انه يسعى مع الجميع في العالم «من اجل الحفاظ على هذا الوطن الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجا». وابلغ البابا الرئيس عون اصراره «أكثر من أي وقت مضى على أن يزور لبنان لأعادة إحياء الرجاء فيه»، وقال: في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك ان لبنان يبقى على الرغم من اي شيء نموذجا للعالم.
والتقى الرئيس عون والوفد المرافق أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بيترو بارولين، في حضور أمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول – ريتشارد غالاغير، وبحث معه في الاوضاع الصعبة راهنا في لبنان والمنطقة بحضور الوزير عبد الله بو حبيب.
وقال الكاردينال بيترو بارولين بعد لقائه الرئيس عون: قرأت باهتمام بالغ المذكرة التي سلمتموها الى المونسنيور غالاغير ونؤكد على ما ذكرتموه من أن لبنان يجب ان يبقى بلدا حرا، مستقلا وسيّداً.
والتقى عون لاحقا في مقر اقامته في روما، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة FAO كو دونغيي، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي WFP دايفيد بايسلي في لقاءين منفصلين، حيث عرض لهما رؤيته لقيام هذا المشروع، الذي من شأنه ان يساهم في تقديم مساعدات مالية ودعم تربوي وصحي لعدد كبير من اللبنانيين، اضافة الى تحسين شروط العيش الذي يعاني من صعوبات نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان.
وصدر بيان عن دوائر الفاتيكان حول لقاءات عون جاء فيه: حول اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حاضرة الفاتيكان اليوم (أمس)، جاء فيه: خلال المحادثات الودية التي جرت في امانة سر الدولة، تم التركيز على أهمية العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين الكرسي الرسولي ولبنان، والتي مر على انشائها 75 عاما. كما تم التطرق الى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعاني منها لبنان، إضافة الى موضوع النازحين فيه، مع الامل في ان تساهم المساعدات الدولية إضافة الى الانتخابات النيابية المقبلة والإصلاحات الضرورية، في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الأرز.
اضاف: تم التطرق أيضا الى النتائج الكارثية لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020، مع الإشارة الى وجوب تحقيق العدالة والتوصل الى معرفة الحقيقة التي يطالب بها أهالي الضحايا.
ويقوم رئيس الجمهورية اليوم بزيارة عمل الى ايطاليا، يلتقي خلالها نظيره الايطالي الرئيس سيرجيو ماتارييلا، ويستعرض معه العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.
الراعي في القاهرة: السيسي والطيّب
وفي القاهرة، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بحضور سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعرض معه الاوضاع العامة.
ولفت المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر العربية السفير بسام راضي الى أن “السيسي رحب بالراعي في بلده الثاني مصر”، مؤكداً “الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان وشعبه، ومثمناً الدور البناء والأساسي الذي يقوم به الكاردينال في سبيل دعم لبنان واستعادة استقراره”.
وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية، أكد البطريرك الراعي أمام السيسي “ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ووجوب مشاركة اللبنانيين بكثافة في الاقتراع واختيار من يحقق طموحاتهم في لبنان”.
وبعد اللقاء، أكّد الراعي أنّ الرئيس المصري «يحب لبنان واللبنانيين وقد شكرته على الجسر الجوي الذي أنشأه بعد انفجار المرفأ ممّا يعبّر عن محبته وعلى فتح أبواب مصر للبنانيين وعلى مواقفه الداعمة دائماً للبنان وعلى الوساطة التي يقوم بها مع بلدان الخليج».
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، أكّد الراعي للسيسي «أنّها يجب أن تحصل ونحن يعنينا ذلك كي نحافظ على الاستحقاقات الدسوريّة وعلى الناخبين أن يشاركوا بكثافة وأن يُحسنوا الاختيار وبيدهم إستعادة الثقة». وتوجّه الراعي إلى اللبنانيين بالقول: «شاركوا بكثافة في الانتخابات ولا يمكن الاختيار بين الذهاب أو عدمه فهذا واجب عليكم وانتخبوا من تعتقدون أنهم يلبّون طموحاتكم ولا تتخلّوا عن دور المساءلة والمحاسبة».
أضاف: «هناك علاقة صداقة بيننا وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي لم يقصّر في متابعة قضية لبنان الملتزم والعضو المؤسس فيها ولا يمكن للجامعة ترك لبنان مرميًّا على الطريق إنّما يجب العمل أكثر وأكثر من أجله».
وختم: «تحدّثنا عن موضوع سلاح حزب الله الذي خرج من يد اللبنانيين ولو كانت هناك استراتيجية دفاعية لحُلَّ جزء من المشكلة».
وزار البطريرك الراعي الإمام الاكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر بمقر المشيخة بالدرّاسة. وتناول اللقاء «العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الاسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والازهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك . كما تطرق اللقاء الى العلاقات المصرية واللبنانية ودعم الرئيس السيسي للبنان ، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والازهر الشريف.
كما التقى الراعي أمين عام جامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط، وقال: ان ابو الغيط يعيش القضايا التي يشهدها لبنان، بمشاعره، مؤكدا أنه أكد على قدرة لبنان على تجاوز التحديات بفضل تاريخه وامكاناته.
وأوضح الراعي ان لبنان يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية، وأن بلاده لا بد ان تلجأ للأصدقاء في ظل الصعوبات التي يمر بها، مطالبا الاعلام أن يقوم بدور داعم للبنان عبر التركيز على الإيجابيات بعيدا عن أولئك الذين ينشرون أخباراً كاذبة. وأشار إلى الدور الذى تلعبه الجامعة العربية باعتباره مكانا لوحدة العرب، معربا عن إعجابه بخريطة للوطن العربي داخل أحد القاعات تظهر فيها الدول العربية بدون حدود. وشدد على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدور واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحدا.
المبادرة العربية
وفي سياق علاقة لبنان بالدول العربية، أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها، وأن الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يصب في هذا الاطار» .واشار الى»سلسلة مناشدات وصلته من مختلف القيادات السياسية والروحية والاقتصادية في هذا الاطار ايضاً».
وقال في بيان له: أجدد إلتزام الحكومة اللبنانية بإتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي، وعلى التزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، والتزام العمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ مندرجاتها بما يضمن السِّلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان وتحصين وحدت».
وجدد» الإلتزام باتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنُوعات وخصوصاً المخدرات إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر والتشديد على كافة المنافذ».
وأكد «التزام لبنان باتفاقية الرياض للتَّعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية»، وشدد على «أن الحكومة اللبنانية ستعمل على منع استخدام القنوات المالية والمصرفية اللبنانية لإجراء أي تعاملات مالية قد يترتب عليها إضرارًا بأمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي». كما شدد على «الإلتزام بما تضمنته بنود المبادرة الكويتية».
الموازنة
وغداً الاربعاء وبعده، تعكف لجنة المال والموازنة النيابية على بت النفقات الواردة في مشروع قانون موازنة العام 2022، قبل التدقيق في الواردات، للتحرر من مخاطر الموازنة الدفترية، والوقوف جدياً عند العجز الفعلي.
وكانت اللجنة التي اجتمعت امس برئاسة رئيسها النائب ابراهيم كنعان اقرت موازنة المال، وعلقت البند المتعلق بفوائد المصارف والبالغ 4777 مليار ليرة، مطالبة بتقرير مفصل حول مضمونه وتوزيعه وآلية احتسابه.
جديد صندوق النقد
على الصعيد المالي والصحي والإقتصادي، تستمر الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي خلال الأسبوع الجاري تحضيراً لزيارة بعثة الصندوق إلى لبنان الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات. وتم الاتفاق على تحضير مشروع قانون للتعامل مع إعادة هيكلة القطاع المصرفي بعد الاتفاق على استراتيجية التصحيح المالي.
وصدر عن مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي بيان اعلن فيه انه خلال الأسبوع الفائت عقد عدد من الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي تركّزت على المواضيع التالية:
– مشروع قانون الكابيتال كونترول وملاحظات الصندوق عليه ،وذلك بعدما طلب أعضاء مجلس النواب أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الصندوق على هذا القانون قبل عرضه على مجلس النواب.
– موضوع السرية المصرفية وضرورة تعديل بعض المواد في القانون الحالي، بما يسمح بتسهيل مكافحة التهرب الضريبي والفساد بشكل عام.
– استكمال البحث في موضوع القطاع المصرفي بهدف حماية المودعين قدر الإمكان ولا سيما الصغار منهم، واعادة تفعيل دور القطاع المصرفي بشكل يخدم الاقتصاد من خلال تمويل القطاع الخاص وذلك لتحفيز النمو وخلق فرص عمل.
كما تناول البحث مساهمة الجميع في تحمّل المسؤولية للتعامل مع خسائر القطاع المصرفي، مع ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لحل هذه الأزمة. ولهذه الغاية تم الاتفاق على تحضير مشروع قانون للتعامل مع إعادة هيكلة القطاع المصرفي بعد الاتفاق على استراتيجية التصحيح المالي. وتستمر هذه الاجتماعات خلال الأسبوع الجاري تحضيراً لزيارة بعثة الصندوق إلى لبنان الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات.
الانتخابات: مرشحون ولوائح
على صعيد الانتخابات النيابية، تواصل اعلان اسماء المرشحين من مختلف القوى، حيث استقبل رئيس القوات اللبنانية سميرجعجع المرشح المستقل عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الاولى جورج شهوان، المتحالف مع لائحة «القوات.
كما اعلن النائب الدكتورعدنان طرابلسي في مؤتمر صحافي لـ «حملة أنصار المشاريع» اسماء مرشحي جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية – الاحباش، وهم:
– عن المقعد السني في بيروت الدائرة الثانية: الدكتور عدنان طرابلسي والدكتور أحمد دباغ.
– عن المقعد السني في طرابلس الدائرة الثانية: الدكتور طه ناجي.
– عن المقعد السني في الشوف دائرة جبل لبنان الرابعة: المهندس أحمد حلمي نجم الدين
وقال طرابلسي: أنصار المشاريع سيشاركون في الدوائر الخمسة عشرة، وسيدعمون من يرونه مناسباً.
ولمناسبة عيد الأم، كرمت جمعية «اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت» امهات وزوجات الشهداء، الذين سقطوا في الرابع من آب بمناسبة عيد الأم، في احتفال اقيم مساء اليوم في صالة كنيسة المخلص (مونو)، حضره امهات وزوجات الشهداء واهالي الشهداء وفوج الاطفاء و6 محامين من مكتب الادعاء.
1088595 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 399 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ 21 شباط 2022 الى 1088595 إصابة مثبتة مخبرياً.
********************************************
الديار
اللبنانيون يدفعون ثمن المواجهة القضائيّة ــ المصرفيّة.. التصعيد مُستمرّ والإنهيار يتسارع !
بعبدا تُحرّض المصارف على بري.. ميقاتي يُلوّح بالاستقالة وشيا تدخل على الخط للتهدئة
البابا يعد بزيارة لبنان قريباً.. «اسرائيل» المرتبكة اقليمياً تُهدّد بحرب ضدّ حزب الله وايران ؟ – ابراهيم ناصرالدين
كما كان متوقعا، بدات تاثيرات «الكباش» السياسي –القضائي تنعكس سلبا على الوضع النقدي والمالي في البلاد، وحدهم الناس يدفعون ثمن هذا الصراع المفتوح على مصراعيه بين سلطة سياسية تتحلل من مسؤولياتها وتبحث عن «كبش فداء» تحمله مسؤولية فشلها وتواطئها خلال سنوات مضت من الشراكة مع النظام المصرفي وحاكمية مصرف لبنان. واليوم يخوض فريق سياسي معركته الانتخابية من «بوابة» التصويب على المصرف المركزي وجمعية المصارف اللذين يتحملان جزءا كبيرا من مسؤولية الانهيار، لكن ليسا وحدهما، فتوقيت فتح الملفات «مريب»، وعدم التوجه لاتخاذ اجراءات توقف النزيف بدل الدخول في نفق لا خروج منه يثير الكثير من علامات الاستفهام»، «فالعناد» المتبادل، براي اوساط سياسية بارزة، سيؤدي الى مزيد من الكوارث الاقتصادية، فمع اقفال المصارف التحذيري، ارتفع سعر الدولار، والمصارف المراسلة استفسرت عن قرارات منع السفر بحق رؤساء ادارة بعض المصارف، ما قد يوقف التعامل معها، اي انهيارها. ثمة مساع للتهدئة، ولكن استمرار القرارات القضائية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى العودة للتهديد بالاستقالة، بعدما لمس عدم وجود تعاون من بعبدا، وقد دخلت السفارة الاميركية في بيروت على الخط لتهدئة «غضب» رئيس الحكومة مجددة دعمها للحاكم، فيما كانت باريس عبر سفيرتها اكثر «ليونة» بل لا تمانع من احداث التغيير في الحاكمية الان.. وفيما تتجه المصارف للعودة الى العمل يوم غد، جاءت النصيحة من بعبدا لجمعية المصارف، بضرورة توجيه «السهام» نحو رئيس مجلس النواب نبيه بري لاجباره على تمرير قانون «الكابيتال كونترول»، لكن عدم جهوزية خطة التعافي يثير شكوك كبيرة بقدرة المصرف المركزي بالتدخل في «السوق» لمدة طويلة ما يشير الى تفاقم مخيف للاوضاع الاقتصادية مع توقع ارتفاع جنوني لسعر الدولار، وكذلك اسعار المواد الحيوية، ربطا بالتطورات الاقليمية والدولية المتسارعة في اوكرانيا والسعودية، وتهويل اسرائيل مجددا بالحرب، في هذا الوقت ابلغ البابا فرنسيس رئيس الجمهورية ميشال عون انه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في لبنان، مؤكداعزمه على زيارته قريبا..
ميقاتي «والمهزلة»
وفي هذا الاطار، تقول اوساط مطلعة على اجواء القصر الحكومي ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بات مقتنعا ان العهد والتيار الوطني الحر مصران على خوض معركتهما الانتخابية عبر «فتح» مشكل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف، وهو وضع كل المعنيين باجواء أنه غير قادر ان يبقى متفرجا على هذه «المهزلة» اذا ما قدر لها ان تستمر، لانها ستهدم كل مهمته على رأس الحكومة التي تتلخص بمهمتين، الاولى تامين اجراء الاستحقاق الانتخابي، والحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والنقدي في هذه المرحلة الصعبة. واذا ما استمرت الهجمة على حالها فان الامور في البلاد ذاهبة الى فوضى اقتصادية ومالية تهدد الاستتقرار العام وتجعل الانتخابات في «خبر كان»، ولهذا فهو لن يتوانى عن تقديم استقالته في حال وصلت جهوده الى «حائط مسدود»، وشعر ان فريق العهد السياسي ماض في استراتيجيته دون الاكتراث بالوضع العام في البلاد.
شيا على خط الازمة؟
وعلم في هذا السياق، ان اتصالا جرى في الساعات القليلة الماضية بين رئيس الحكومة والسفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا وجرى البحث في آخر التطورات المرتبطة بملف حاكم مصرف لبنان والمصارف، وشددت شيا على ضرورة عدم خلق ازمات في غير مكانها الصحيح، مجددة ثقة بلادها بحاكم المصرف المركزي، كما شددت على ضرورة عدم ذهاب رئيس الحكومة الى خيار الاستقالة الذي المح اليه خلال المحادثة، واعدة باجراء الاتصالات اللازمة لمحاولة تهدئة الامور، لكن ميقاتي ابلغها ان وجوده لن يكون ضروريا على راس السلطة التنفيذية اذا ما اصر فريق رئيس الجمهورية القضائي والسياسي على خيار المواجهة مع القطاع المالي، وترك هامشا ليس طويلا لمحاولة المعالجة، وشدد انه ورئيس مجلس النواب نبيه بري في «قارب» واحد في هذا الملف، والسلطة التشريعية لا ترى اي مبرر لما يحصل الان من حراك لا يمت الى القضاء ولا العدالة بصلة وانما تحرك استنسابي لاهداف انتخابية ضيقة، وهو قبل اتخاذ قرار الاستقالة سيتخذ كل الاجراءات التي تسمح بها صلاحياته لوقف هذه «المهزلة»، حسب تعبيره، مشددا على ان «رؤوس كبيرة» ستطير هذه المرة، لان الوضع لم يعد يحتمل انصاف الحلول.
ميقاتي «غاضب»!
ووفقا لتلك المصادر، فأن ميقاتي غير مرتاح للاجراء الجديد ضد سلامة، وفوجىء باستمرار التصعيد من قبل القاضية غادة عون، وعبر «بغضب» في اتصال مع مدعي عام التمييز غسان عويدات، وكذلك وزير العدل هنري خوري، عن ما اسماه تجاوزهما للاتفاق الاخير الذي تلى جلسة الحكومة الاستثنائية يوم السبت، وهو ابلغهما انها لم تكن مجرد محاولة لتنفيس الاحتقان، بل كان طلب من وزير العدل تقديم صيغة واضحة لوضع ضوابط لكيفية تحرك المدعين العامين، من خلال وضع اطار للتفاهم حول المرحلة المقبلة، حيث على كل مدعٍي عام ان يقوم وفق صلاحياته بالتحقيقات المطلوبة منه، لكن عليه ألا يتخذ أي قرار على مستويات مؤثرة في الانتظام العام للدولة من دون العودة إلى مدعي عام التمييز غسان عويدات الذي يرأس كل النيابات العامة. وهذا لم يحصل بعد!
لماذا الادعاء على سلامة؟
وكانت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون ادعت على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بجرمي الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، وعلى شقيقه رجا سلامة، والأوكرانية أنا كوزاكوفا، وعدد من الشركات، بالتدخّل بهذا الجرم، وأحالتهم إلى قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور، ولفتت القاضية عون في تصريحات اعلامية الى إنّ سلامة لم يحضر جلسة امس الإثنين ولهذا وجّهت إليه الاتهام غيابياً، موضحة أنّ الاتهام يتعلق بشراء وتأجير شقق في باريس بعضها للبنك المركزي. وسطرت عون قراراً يقضي بموجبه وضع اشارة منع تصرّف على كافة الممتلكات العقارية العائدة لشقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة وذلك حفظاً لحقوق الخزينة العامة الثابت إهدارها بنتيجة التحقيقات الأولية التي أجرتها في الشكوى المقدمة من الدائرة القانونية لمجموعة رواد العدالة.
الحاكم ينفي..
وفي رده على الادعاء، قال سلامة إنّه أمر بإجراء تدقيق أظهر أنّ الأموال العامة لم تكن أبداً مصدراً لثروته، نافياً اتهام عون له بالإثراء غير المشروع، ولفت الى ان تقرير المراجعة هذا قُدّم إلى السلطات المختصة في لبنان والخارج.
دعوى على «المجلس المركزي»
وفي تطور قضائي جديد، قدّم محامو «تحالف متّحدون» ومجموعة «رواد العدالة»، امس، بوكالتهم عن مودعين في جمعية «صرخة المودعين» بشكوى أمام النيابة العامة المالية بواسطة النائب العام لدى محكمة التمييز ضدّ أعضاء المجلس المركزي في مصرف لبنان ونواب الحاكم ومفوّضي الحكومة الحاليين والسابقين،كما تمّ التقدّم بشكوى أمام قاضي التحقيق بالإنابة في البقاع أماني سلامة.
من هو المسؤول؟
وفيما ادعت»رابطة المودِعين» على جمعية المصارف أمام قضاء العجلة «لوقوع الإضراب تحت خانة التعسّف، وتتجه في الايام القليلة المقبلة الى الادعاء عليها «بالافلاس» اذا ما استمرت في الاضراب. اكدت مصادر مصرفية ان ثمة من يريد ان يحرف المعركة عن وجهتها الصحيحة وتحويلها الى صراع بين المصارف والمودِعين، في حين أن حقيقة الأزمة هي بين مصرف لبنان والدولة المفلِسة ولهذا فان الحل يبدا بقانون الكابيتال كونترول الذي تتهرب السلطة من اقراره، والاهم من ذلك بأن تسدد الدولة ديونها لمصرف لبنان والمقدرة بعشرات المليارات، عندها يزوِّد البنك المركزي المصارف بالدولارات من احتياطها لتسدّد ودائع المودعين.ولفتت تلك المصادر الى ان ثمة من نقل «رسالة» من بعبدا تفيد ان معركة المصارف يجب ان تكون مع رئيس المجلس نبيه بري الذي يمنع اقرار»الكابيتال كونترول»!
تحذير المصارف «المراسلة»؟
في غضون ذلك، لم تلتئم جمعية المصارف امس كما كان متوقعا، في حين تجري اتصالات لاصدار بيان اليوم، حيث ستعود المصارف الى العمل غدا، والساعات المقبلة ستكون حاسمة بعد التواصل مع رئيس الحكومة الذي وعد بالمعالجة، واذا لم تتلمس جمعية المصارف جدية في التعامل مع هذا الملف الخطير ستكون هناك اجراءات تصعيدية بعدما اصبح مصير القطاع على المحك. وكشفت تلك المصادر عن «مراسلات» استفسارية قامت بها البنوك المراسلة مع البنوك الستة التي تعرضت للاجراءات القضائية، بهدف معرفة المسار الذي تتجه اليه الامور،خصوصا قرارات منع السفر بحق رؤوساء مجالس ادارات عدد من المصارف، وهذه المراسلات تعد اشارة غير مطمئنة وتهز من «صورة» القطاع لدى المصارف الخارجية التي تتعامل مع القطاع المصرفي في لبنان بكثير من الحذر والشك، وتاتي الملاحقات القضائية لتزيد الامور سوءا، فاذا توقفت المصارف المراسلة عن التعامل مع المصارف اللبنانية سؤدي ذلك الى اعلان الافلاس في هذا القطاع الذي سينهار حكما.!
لبنان في الفاتيكان والقاهرة
في هذا الوقت، جاء تزامن زيارتي رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي الخارجية، ليرسم معالم الافتراق بين وجهة نظر الرجلين في اكثر من ملف استراتيجي يهم المسيحيين، فقد حضر الملف اللبناني في كل من الفاتيكان والقاهرة من خلال لقاء عون البابا فرنسيس، ولقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وفيما كان الرئيس عون مهتما بمحاولة تجميع الدعم للبلد المنهك، كان البطريرك الراعي يطرح في لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشكلة سلاح الحزب، معترفا انه بات ملفا اقليميا، داعيا خلال لقائه مع أبو الغيط إلى أهمية فك عزلة لبنان عن محيطه العربي والدولي.
الحوار بين بكركي وحزب الله
في هذا الوقت، وفيما نفت مصادر بكركي وجود اي حوار راهن مع حزب الله، لم تنف وجود اتصالات من قبل بعض الاطراف لاستنافه، لكن لا يوجد حتى الان اي اطار زمني لذلك، ومن هنا اعتبرت الحديث عن الحوار في هذا التوقيت، «للتشويش» على مواقف البطريرك الراعي في القاهرة حيث وضع سلاح الحزب على قائمة محادثاته مع الرئيس المصري، مقرا انه بات ملفا اقليميا لا محليا، مؤكداً في الوقت نفسه، تمسكه بخيار العيش المشترك ونهائية لبنان وعروبته. وهو تناول مع شيخ الأزهر العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الإسلامي، ثم زار الراعي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مؤكدا على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدور واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والإقليمي لا يرضي أحدا.
اسرائيل تهول بالحرب
وفيما يغرق لبنان في ازماته، وترتفع حدة السجالات الانتخابية «الفارغة» من اي مضمون جدي، ارتفعت حدة التوتر في المنطقة من «بوابة» الجبهة اليمنية، مع رفع انصار الله لمستوى استهداف المواقع السعودية الحيوية، ردا على الحصار النفطي ضد اليمن، ومع اعلان السعودية انها غير مسؤولة عن استقرار السوق النفطي بعد تعرض منشآتها للهجمات، للضغط على الاميركيين للتدخل بفعالية اكبر، عاد الحديث في اسرائيل عن امكانية خروج الامور عن السيطرة في المنطقة باندلاع مواجهة ليس مع حزب الله فقط وانما مع طهران في ظل نية الاميركيين للخروج من الشرق الأوسط.
الهجوم على ايران؟
وبحسب صحيفة «هارتس» الاسرائيلية فان المستويَين السياسي والأمني في إسرائيل، يعترفون بأن التأثير على مواقف الولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران كان ضئيلاً للغاية، بسبب رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإسراع للتوقيع على الاتفاق النووي، والمفاوضون الأميركيون في فيينا لم يشددوا مواقفهم في أعقاب التخوفات الاسرائيلية. ولفت الصحيفة الى أن إسرائيل تقود توجّها هجوميا ضد إيران. وهو توجّه فيه مخاطرة بالتورّط بالحرب العسكرية مع إيران نفسها أكثر من «أذرعها» القريبة من الحدود الإسرائيلية،وفي مقدمها حزب الله. وكشفت «هارتس» ان هذا الموضوع بحث بجدية بين إسرائيل ودول الخليج، وذلك لأهمية السعودية على مستوى موقعها الجغرافي القريب من الحدود الإيرانية؛ حيث تسعى إسرائيل إلى توقيع اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية من أجل نشر ردارات على أراضيها تتيح الردع أمام إطلاق صواريخ من إيران باتجاه اسرائيل.!
تهديد «مسيرات» حزب الله
ويستقرّ التقدير في تل أبيب، ان محور كامل تقوده إيران يمتلك «ترسانة» من المسيّرات مع حلفائها واخطرهم حزب الله حيث تشير التقديرات الامنية الاسرائيلية بان حزب الله يملك أسطولاً يتجاوز الـ 2000طائرة مسيرة منها ما صنع في ايران ومنها صنع في لبنان. وفي اطار تبرير العدوان الاسرائيلي، زعمت مصادر إسرائيلية امس بأن الطائرات المسيرة التي أسقطتها القوات الأميركية في أجواء العراق قبيل منتصف الشهر الماضي، كانت في طريقها للانفجار في اسرائيل. وبحسب ادعاء أجهزة الأمن الإسرائيلية فان تلك الطائرات كانت مفخخة وتستهدف مواقع حساسة، وقد كشف الاعلام الاسرائيلي أن الجيش الأميركي أسقط في الرابع عشر من نفس الشهر، طائرتين إيرانيتين بدون طيار أطلقتا من العراق. هناك ترجيحات بإمكانية إطلاق الطائرتين من إيران، ودخلتا من هناك إلى العراق قبل أن يتم إسقاطهما.!
********************************************
الشرق
السيسي يشدّد على إجراء الانتخابات الرئاسية
زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب في مقر المشيخة بالدراسة.
وتناول اللقاء العلاقات الأخوية والتعايش المسيحي الاسلامي ودور الكنيسة المارونية والكاثوليكية والازهر في تكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك.
كما تطرق اللقاء الي العلاقات المصرية واللبنانية ودعم الرئيس السيسي للبنان، ووثيقة الأخوة الإنسانية، وتاريخ العلاقات المميزة بين الكنيسة الكاثوليكية والازهر الشريف.
رافق البطريرك في زيارته وفد رفيع يتقدمه المطران جورج شيحان رئيس أساقفة ابرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال افريقيا، والسفير على الحلبي سفير لبنان بالقاهرة، والأب نبيل رفول رئيس الرسالة المارونية في مصر، والخوري نبيل هب الريح راعي كنيسة القديس يوسف المارونية.
أبو الغيط
كما التقى الراعي أمين عام جامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط، وأعرب عن سعادته البالغة بزيارة الجامعة العربية، ولقائه مع أبو الغيط.
واضاف أن أبو الغيط لديه حب كبير للبنان، موضحا أنه يعيش القضايا التي يشهدها لبنان، بمشاعره، وأشار إلى أنه أكد على قدرة لبنان على تجاوز التحديات بفضل تاريخه وامكاناته.
وأوضح الراعي ان لبنان يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية، موضحا أن بلاده لابد ان تلجأ للأصدقاء في ظل الصعوبات التي يمر بها، مطالبا الاعلام أن يقوم بدور داعم للبنان عبر التركيز على الإيجابيات بعيدا عن أولئك الذين ينشرون أخبار كاذبة.
وأشار إلى الدور الذى تلعبه الجامعة العربية باعتباره مكانا لوحدة العرب، معربا عن إعجابه بخريطة للوطن العربي داخل أحد القاعات تظهر فيها الدول العربية بدون حدود.
وشدد على ضرورة حيادية لبنان حتى يمكنه القيام بدوره واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحدا.
قداس
الى ذلك، احتفل الراعي مساء اول أمس، بالذبيحة الالهية في كنيسة مار مارون لمناسبة مرور خمسين سنة على بناء كابيلا القديسة ريتا للاباء المريميين في مصر الجديدة.
والقى عظة مما جاء فيها : «أسعدت وتشرفت صباح اليوم (أمس) مع سفيرنا في القاهرة بزيارة فخامة رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي فشكرته باسم اللبنانيين على المساعدات المتنوعة والسخية التي ارسلها الى شعبنا ومؤسساتنا، بعد تفجير مرفأ بيروت، وعلى الإفساح في المجال امام اللبنانيين للعمل وإنشاء شركات في مصر العزيزة، وعلى فتح الأسواق المصرية للتفاح اللبناني، وعلى وساطته الدائمة لصالح لبنان، وبخاصة لعودة العلاقات الطبيعية مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج، ولمسنا لديه اهتماما خاصا بالقضية اللبنانية وبضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية»، آملا أن «تكون فرصة للتغيير. وتحدثنا عن إمكانات الحلول للأزمة السياسية في لبنان التي هي في أساس الأزمات الاقتصادية والأمنية والمصرفية والمالية والاجتماعية. وأود أن أتوجه معكم بالتحية الى فخامته شاكرين له محبته للبنان وشعبه».
أضاف: «كما لمسنا من ناحية أخرى، كم ان الشعب المصري محب للبنان، ومتألم للحالة التي وصل إليها، ويرغب من صميم القلب خروجه منها. وإني أحيي اللبنانيين الآتين حديثا الى مصر بهدف تحقيق ذواتهم، وهم يخلصون، مثل الذين سبقوهم، لمصر المضيافة، ولسلطاتها ولشعبها ويقدمون مساهمتهم في انمائها وتقدمها في كل القطاعات من خلال ما حباهم الله من فكر نير وخلاق».
كما زار البطريرك الراعي دير راهبات قلب يسوع المصريات في القاهرة حيث كان في استقباله بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك ابراهيم اسحق ورئيسة الدير الام ماري ناديا سعيد وجمهور الراهبات.