
لينا الحصري زيلع.
خاص راي سياسي…
من الطبيعي ان يكون للأزمات ترددات عدة في الدول التي تعاني منها، فكيف اذا كانت هناك رزمة من المشاكل التي لا حدود مرسومة ولا افقا جليا لها؟ لا سيما إذا ترافقت مع انهيارات على الأصعدة كافة.
والملاحظ انه من التداعيات المباشرة الذي يتعرض لها لبنان، خسارته للأدمغة وخيرة شبابه بسبب الهجرة، وبناء مستقبل خارج بلد الصراعات السياسية والتناقضات الفكرية، مما يطرح السؤال اي مستقبل ينتظر لبنان في ظل هجرة شريحة أساسية من مواطنيه؟
من هنا، فإن الهجرة التي نشهدها حاليا يصفها معنيون بانها قاتلة، باعتبار ان من يهاجر هي الفئة العمرية ما بين 30 و60 سنة حسب الإحصاءات، وهي فئة منتجة بعد تخرجها من الجامعة، واكتسابها خبرة كبيرة وبالتالي فإنها تشكل خسارة كبيرة للبلد. لذا من الضروري خلق فرص عمل وتقديم حوافز لجيل الشباب، من خلال توفير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ووضع خطة للنهوض والنمو للاقتصاد والقيام بالإصلاحات المطلوبة .
وبحسب التوقعات، فان البلد قادم الى عقد ضائع في تنمية الاقتصاد، بسبب خسارة الرأسمال البشري الذي هو رأسمال لبنان، وبالتالي خسارة أشخاص تقع عليهم مسؤولية بناء المستقبل وإعادة تحريك الاقتصاد والمجتمع ..فالوضع مقلق خصوصا مع فقدان عدد كبير من الاختصاصيين في القطاعات الخدماتية كالتعليم والاستشفاء على سبيل المثال، مما قد ينعكس سلبا على هذه القطاعات بسبب تدني خدماتها.
وفي اطار متصل بهذه المشكلة ، أشار مصدر رفيع في الامن العام ل”رأي سياسي ” ان اعداد جوازات السفر التي تم إنجازها في السنوات الثلاث الأخيرة تخطى كل التوقعات، بعد تهافت عدد كبير من المواطنين على طلب الحصول عليها، ليس بسبب الحاجة لاستعمالها والسفر من خلالها، بل لشعور البعض بالاطمئنان بحيازته “الباسبور” في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
ولفت المصدر الى ان طالبي الجوازات من اعمار مختلفة، كاشفاً عن ان 70% من الأشخاص الذين حصلوا على الجوازات لم يستعملوها، بل كانوا سببا مباشرا بعرقلة أمور المواطنين الذين كانوا بحاجة حقيقية اليها، خصوصا الطلاب الذين كانوا يرغبون بالسفر لاستكمال دراستهم.
وإذ طمأن المصدر الى ان هناك كمية متوا فرة حاليا من جوازات السفر، أشار الى ان لا داعي للتهافت للحصول عليها اذ لم يكن هناك حاجة ضرورية لاستعمالها.
وعن أسباب الزحمة على بعض مراكز الامن العام، يشير المصدر الى ان الإحصاءات في كافة مؤسسات الدولة تفيد بان ما يفوق ال50% من المعاملات التي يتم تنفيذها هي في منطقة جبل لبنان، لذلك من الطبيعي ان تشهد مراكز الامن العام ضغطا كبيرا في هذه المنطقة تحديدا، باعتبارها ذات كثافة سكانية مرتفعة، وهذا ما نشهده بصورة خاصة في مراكز الغبيري والجديدة وبعبدا.
ويلفت المصدر ان الزحمة التي شهدناها في بعض مراكز الامن العام بالفترة الماضية تعود الى الدوام الذي كان معتمد في شهر رمضان ، حيث اقتصرت ساعات العمل على أربعة بدلا من 6 ساعات، لذلك من المتوقع ان يخف الضغط مع انتهاء شهر رمضان ومع عودة الدوام الرسمي الى وضعه الطبيعي.
وعن سبب الغاء المنصة التي كانت مخصصة لأخذ المواعيد، يقول المصدر ان الإجراءات التي تم اتخاذها بموضوع جوازات السفر جاءت في الفترة التي تزامنت مع مغادرة المدير السابق واستلام المدير الحالي العميد الياس البيسري، وهو حرص على اتخاذ قرارات جديدة تسهل على المواطن اللبناني إمكانية حصوله على جواز السفر، من خلال إعطائه التعليمات اللازمة لوجوب استقبال طلبات المواطنين في المراكز الإقليمية، على أساس انها طلبات مستعجلة شرط ان يتم استيفاء الرسم في المراكز المذكورة، توفيرا للأعباء التي يتكبدها المواطن للذهاب الى بيروت وتحديدا الى دائرة العلاقات العامة.
ويشير المصدر الى ان العميد بيسري يعمل مع ضباط وعناصر الامن العام كفريق واحد، لخدمة المواطنين أولا، وتسهيل إنجازات معاملاتهم في السرعة المطلوبة، حرصا منه على انتظام عمل المؤسسة، كما انه قام بتقديم حوافز مالية من صندوق الامن العام لجميع ضباط وعناصر المديرية لإراحتهم في أداء مهامهم.
وتجدر الإشارة، الى ان ثقافة لبنان مبنية على الهجرة، وخصوصاً في التاريخ الحديث من خلال الاحداث التي مرت عليه، وتكمن المشكلة بان حسب دراسات وضعت في العالم العربي أظهرت ان الشعب اللبناني اكثر الشعوب حماساً للهجرة و لديه النية الدائمة للسفر بإنتظار ايجاد اي فرصة لذلك …