أميركا وفيتنام تحذران من “التهديد أو استخدام القوة” ببحر الصين الجنوبي.
حذرت الولايات المتحدة وفيتنام، اليوم الإثنين، من “التهديد أو استخدام القوة” في بحر الصين الجنوبي الذي يشهد توترات متصاعدة مع بكين، وذلك في بيان خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة الفيتنامية هانوي.
وجاء في البيان المشترك أن بايدن وزعيم الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام نغوين فو ترونغ “أكدا دعمهما الراسخ للحل السلمي للخلافات وفق القانون الدولي من دون التهديد أو استخدام القوة”.
وأكدت الولايات المتحدة في البيان الذي لم يحمل إشارة صريحة إلى الصين “التزامها بمواصلة دعم فيتنام في تنمية قدرتها على الدفاع الذاتي”.
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره مبادلات تجارية بمليارات الدولارات سنوياً، متجاهلة قراراً صادراً عن محكمة دولية عام 2016 نص على أنه لا أساس قانونياً لموقفها.
وتطالب فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي بأجزاء من هذه المنطقة البحرية، مما يثير توتراً وحوادث متواصلة.
ودعا البيان المشترك الصادر في اليوم الثاني من زيارة بايدن إلى “حرية الملاحة والتحليق في أجواء” المنطقة، وضرورة ضمان “تجارة مشروعة من دون عوائق” و”احترام السيادة” فيها.
تايوان ترصد
في موازاة ذلك، أعلنت تايوان، اليوم الإثنين، أنها رصدت حاملة طائرات صينية و39 مقاتلة على مقربة منها خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تأكيد بكين تأهب قواتها مع عبور سفينتين حربيتين أميركية وكندية مضيق تايوان.
وأوضحت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت بين الأحد وصباح الإثنين، 26 طائرة و13 سفينة حربية كانت تنشط في محيط الجزيرة، بينما رصدت 13 طائرة إضافية في الساعات الأولى، الإثنين.
وأشارت الوزارة إلى أنها رصدت كذلك حاملة الطائرات “شاندونغ” على مسافة 60 ميلاً بحرياً جنوب شرقي الأطراف الجنوبية للجزيرة، وهي تبحر شرقاً وتتجه نحو غرب المحيط الهادئ لمهام تدريبية.
وكانت الصين قد أعلنت أول من أمس السبت، أن قواتها في حالة “تأهب عالية” مع عبور سفينتين أميركية وكندية مضيق تايوان.
وأكدت البحرية الأميركية أن عبور السفينتين “يظهر التزام الولايات المتحدة وحلفائها وشركائنا بأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة” أمام الملاحة.
وزادت واشنطن وحلفاؤها الغربيون في الآونة الأخيرة من التشديد على أهمية ضمان “حرية الملاحة”، وعززوا لهذا الغرض من عبور قطعهم البحرية لمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي بهدف التأكيد أنهما ضمن المياه الدولية وليس ضمن نطاق التحكم الصيني.
مرحلة جديدة
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين، إن علاقات بلاده مع فيتنام “دخلت مرحلة جديدة”. وأضاف بايدن أمام منتدى اقتصادي خلال الزيارة الرسمية التي يجريها إلى فيتنام أن الدولتين توطدان تعاونهما في مجالات الحوسبة السحابية وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
وأعلنت الرئاسة الأميركية، الإثنين، في بيان أن الخطوط الجوية الفيتنامية عقدت صفقة بقيمة 7.8 مليار دولار مع شركة “بوينغ”، تزامناً مع زيارة يقوم بها الرئيس جو بايدن إلى هانوي.
وأثنى الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مين شين بعد اجتماع في هانوي على “صفقة تاريخية” بين “بوينغ” وشركة “فيتنام إيرلاينز”.
وأكدت الرئاسة أن هذه الصفقة “ستدعم أكثر من 30 ألف وظيفة في الولايات المتحدة”.
وقال بايدن خلال ندوة جمعته مع مديري شركات أميركية وفيتنامية كبرى، بما فيها شركتا الطيران، إن “فيتنام إيرلاينز” ستشتري 50 طائرة “بوينغ 737” بموجب العقد.
وتملك شركة الطيران الفيتنامية حالياً أسطولاً من 100 طائرة بينها 15 طائرة “بوينغ” من طراز “787 دريملاينر”. وأوردت وسائل الإعلام الرسمية أن طائرات “بوينغ” الجديدة ستحل محل طائرات عمرها أكثر من 10 سنوات.
وعرف قطاع الطيران في فيتنام ازدهاراً في السنوات الأخيرة مع تنامي الطبقة الوسطى وإقبالها المتزايد على السفر.