أمريكا تفقد هيمنتها ونصف العالم ليس إلى جانبها!
جاء في مقال للكاتب فريد زكريا في “CNN”:
ان أكبر وأقوى الدول في العالم النامي تتجه لمعاداة الغرب وأمريكا اولا تركيا، الدولة الحليفة في الناتو. كان زكريا يتابع سير الانتخابات في تركيا حين صعد وزير الداخلية سليمان صويلو إلى الشرفة وتحدث إلى الحشود، واعدا أردوغان “بالقضاء على كل من يسبب المشاكل لتركيا وهذا يشمل الجيش الأمريكي”. كما أعلن أن “من يتبعون نهجا مواليا لأمريكا سيعتبرون خونة”. لكن تركيا ليست وحدها، فمعظم سكان العالم ليسوا متحالفين مع الغرب في صراعه ضد روسيا ورئيسها. ويمكن القول أن أزمة أوكرانيا سلطت الضوء على مواقف أقوى وأكبر دول العالم النامي المتجهة نحو معاداة الغرب وأمريكا.
موقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي اختار أن ينتقد الغرب بشدة ويغضب ضد هيمنة الدولار .وانتقد دا سيلفا بشدة الولايات المتحدة لإنكارها شرعية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وفرضها عقوبات على نظامه. أما السياسة في جنوب إفريقيا، تحت قيادة الرئيس سيريل رامافوزا، فقد انحرفت نحو المسار الروسي والصيني رغم علاقات رامافوزا القوية مع الغرب. ورفضت دولة جنوب إفريقيا إدانة روسيا واستضافت البحرية الروسية والصينية لإجراء تدريبات مشتركة. أما الهند فهي لا تنوي الوقوف ضد روسيا التي تزود جيشها بأحدث الأسلحة المتطورة.
ومن هنا فان هذه الدول والأسواق الناشئة اكتسبت خلال العقدين الماضيين فخرا ثقافيا وقوميا واقتصاديا وسياسيا. وأصبحت في الحقيقة تشكل نصف الاقتصاد العالمي، مما يمكن أن يؤدي إلى تحول النظام الدولي. ولم تعد هذه الدول ترغب في الانصياع لمشيئة أمريكا والغرب، لا سيما أنها فقدت الثقة بالولايات المتحدة وفق الخبيرة الروسية فيونا هيل التي تقول: واشنطن مليئة بالغطرسة والنفاق. فهي تطبق القواعد على الآخرين لكنها تخرقها في تدخلاتها العسكرية والعقوبات أحادية الجانب. ولذلك يرى زكريا أن الدبلوماسية الأمريكية تواجه أكبر تحدياتها على الساحة الدولية.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.