أمريكا تريد سفك المزيد من الدم العربي.

كتب ابراهيم عبد المجيد القيسي في صحيفة الدستور.
نحن العرب؛ لا نحتاج إلى من يخبرنا من الذي يقتلنا، في فلسطين وفي العراق وفي سوريا وليبيا ولبنان واليمن والسودان والصومال .. وفي كل مكان يسيل فيه الدم العربي رخيصا بلا قيمة، ولا تشمله قوانين العدالة أو تحمي ضحاياه..
هذا موسم وفير من الموت، تقوده وتدعمه ولا أستبعد أن الأمريكان يشاركون فيه، من خلال اطلاق القذائف من خلف الشاشات على أجساد أطفال العرب في غزة، في المنازل وفي المستشفيات، والشوارع والملاجئ، يطاردون روح الأطفال لإبادتهم، لأنهم يعلمون أن أرض العرب لن ينمو فيها سوى الدم العربي، ولن تتوقف عن ولادة المزيد من الضحايا الذين لم تعد الحياة مطلبهم، بقدر أن ينتقموا من قاتليهم..
المذبحة المنقولة ببث مباشر لكل بيت في الكوكب، لا أحد يكترث بها، حتى الذبيحة نفسها، تموت ساخرة من قاتليها، فلا مكان للكلام عن بشاعتها ووحشيتها في ساحة إبادة جماعية لشعب أعزل، لا يملك الماء ولا الغذاء ولا الدواء، ولا هواء يتنفسونه بغير روائح البارود الأمريكي..
العجوز الخرف؛ سيد مصاصي الدماء، بايدن، رئيس أمريكا، مدير هذه المجزرة المفتوحة في غزة، المتحمس لتعميمها على أكبر مساحة من مساحة أرض العرب، بكل إجرام؛ يزور مقر العصابة الصهيونية المجرمة، ويتلو صلوات الإبادة للشعب الفلسطيني، المحاصر منذ 17 عاما في سجن غزة، والذي تم حرمانه حتى من الماء، ويتعهد بكل الدعم لإبادة المسلمين، مقاومي الإحتلال الجاثم على صدورهم منذ 75 عامًا وأكثر، الذين ضحوا بكل أشكال حياتهم من أجل تحرير بلادهم من قبضة العصابة الصهيونية، التي تتوالى التأكيدات بأنها باتت تحكم جزءا كبيرا من الكوكب.. يدعمه غير آبه بالعالم، بل راغب في توسيع حدود الموت، على كل العالم العربي والإسلامي، ولن يكون الأمر مكلفا بالنسبة له ولجيوش المجرمين، فشاشات الكمبيوتر عالية الدقة والوضوح، ولا يلزم ال»operators».. الجالسون في غرف دافئة ومكيفة في ولاية أمريكية ما، خلف تلك الشاشة.. لا يحتاج متعة أكثر انحرافا وتطرفا من ممارستهم لتلك اللعبة، فقط تحديد أي هدف وضغط «زر الماوس»، وصورة لغبار ووهج، وبعض العبارات والشتائم، ثم تناول جرعة من البيرة.. بينما تكون الطائرة المسيرة المتواجدة فوق غزة، التي تنقل له صورة مباشرة من أرض غزة، يتوسطها إشارة ماوس، تبين مكان افراغ حمولة الطائرة من الصواريخ، ولا حسابات أو تفكيرا بمصير الحياة في هذه النقطة التي سقطت فيها حمولة تلك الطائرة.
الدم المختلط المتراشق على وجوه الضحايا في غزة، والأشلاء المتناثرة، والاستغاثات التي تنطلق من أفواههم بلا إرادة منهم، وجبال الجثث المكدّسة، والمحاولات اليائسة التي يقوم بها الممرضون والأطباء على أجساد وأعضاء وبقايا المصابين، وبلا تخدير متوفر، تزيد منظر الجريمة ألما، لكن من لديه وقت ليتألم، أو يخطب أو يتكلم، ويترافع عن الظلم والعدالة، في غابة صهيو – أمريكية؟!
العرب؛ المتخلفون، الضحايا الافتراضيون في أي زمن، ولأية مغامرة وجريمة استعراضية أو دعائية انتخابية لساكني البيت الأبيض الأمريكي، والأسود، والأحمر.. بالكاد يتألمون، ليس رغبة فيهم ولا منهم، بل لأنهم بتخلفهم وصلوا درجة المسوخ التي تختلف انفعالاتها عن الجنس البشري، فهم لا غيرهم استحقوا تسميات وضعتهم خلف القرود، وفي مصاف الحيوانات البشرية، والعبيد بمواصفات خاصة لخدمة اليهودي والصهيونية.. لن يفهم هؤلاء خطورة موت الفلسطينيين على مستقبلهم الذي بات قريب التحقق، فهذا عالم لا يلزمه أسباب ومبررات لإعلان موسم الموسم الموت ضد أي شعب في أي وقت، فالموضوع كله مجرد شاشة ولعبة كمبيوتر بالنسبة لهم، بينما على الأرض العربية تدب كائنات، هي فعلا لا تستحق حياة كريمة حرة شريفة كريمة في أوطانها وبيوتها، ومن لم يدافع عن بيته من الطبيعي أن يتم ذبحه والاستمتاع ببيته وما حوى.
حي على البلادة وانعدام الشرف وعدم الأحقية بالحياة، حتى يخلق الله بشرا، يريدون، ويستحقون العيش بحرية وكرامة.




