كتب الكسندر نازاروف في “روسيا اليوم”:
اقترحت الصين بدء عملية توسيع مجموعة “بريكس”.
حيث انضم إلى مشاورات “بريكس بلس” ممثلون عن الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والسنغال وتايلاند، وهي الدول التي تعتبر أعضاء محتملين في “بريكس”.
لا تضم مجموعة الدول الصناعية السبع G7، والمفترض أنها تشمل أكبر اقتصادات العالم، الصين والهند، وهي أحد أدوات السيطرة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، حيث تسيطر الولايات المتحدة بشكل مطلق على هذه المنظمة، إلا أنها منظمة صممت ليس فقط من أجل، ولا بذات القدر، لتحديد اتجاه التنمية الاقتصادية للغرب، وبالتالي العالم، وإنما كذلك من أجل منح بقية أعضاء نادي الـ G7 وهم المشاركة في عملية صنع القرار، ما يسمح بعد ذلك بمزيد من الوحدة والاتساق في تنفيذ قرارات واشنطن في مجال الاقتصاد.
في الوقت نفسه، وخلال العقدين الأخيرين، ظهر منتدى آخر بالصدفة وبدون أي سبب رسمي: “بريكس”، والذي يتكون أساسا من اقتصادات البرازيل وروسيا والهند والصين، التي تلي اقتصادات مجموعة الدول الصناعية السبع من حيث الحجم، ثم انضمت جنوب أفريقيا بالصدفة.
يحمل هذا المنتدى اختصارا للحروف الأولى من أسماء هذه الدول، وهو ما صاغه سماسرة البورصة، ممن قاموا بتجميع أسهم هذه البلدان في تجمع واحد لسهولة التداول، والتي حملت سمات مشتركة للاقتصادات الكبيرة سريعة النمو في ذلك الوقت. وبعد موجهة من الضجيج حول “بريكس”، قررت هذه الدول استغلال تلك الفرصة لزيادة أهميتها وبدأت في عقد الاجتماعات.
بيد أن هذه المنظمة لم تكن قادرة على اتخاذ قرارات مشتركة وتنفيذها، لأنها تضم البلدان التي كانت تحاول ترسيخ نفسها في العالم كمراكز اقتصادية إقليمية مستقلة، وبالتالي ليس لديها نقاط اتصال. من الناحية النظرية، من الممكن أن توحدهم معارضة النظام العالمي المتمحور حول الولايات المتحدة الأمريكية، لكنهم، وحتى الآن (باستثناء روسيا وجزئيا الصين)، يحاولون إيجاد مكانهم في العولمة الأمريكية بدلا من تحديها، حيث لا تملك “بريكس” أجندة جادة مشتركة.
ومع ذلك، تقترب الصين، التي تكتسب القوة، من اقتراح أجندة، وها هي تبدأ في بناء نظامها الخاص بالعولمة، البديل والمعارض للنظام الأمريكي.
ولم يتم اختيار المرشحين لعضوية “بريكس بلس” على أساس حجم اقتصادهم، ولكن على أساس اهتمام الصين بهم، حيث تحتوي هذه المبادرة أيضا على قدر لا بأس به من الضجيج واللعب على طموحات دول الصف الثالث، والتي ستتاح لها الفرصة لدخول منتدى معين، ورفع مكانتها إلى حد ما.
وخلافا لـ “بريكس”، الذي يمثل منتدى الدول الطموحة المنفردة، يمكن أن تكون صيغة “بريكس بلس” منظمة أكثر فاعلية نظرا لحقيقة أن قائد تلك المجموعة يمكن أن “يحوز كل شيء”، أي أن جاذبيته ستمنحه ميزة في الأصوات بسبب التابعين له. “بريكس بلس”، بعكس سابقتها، سوف يكون لديها فرصة لتصبح منظمة تتمحور حول الصين.
بالطبع، لا زالت تلك مجرد محاولة صينية، لا تحمل فرص نجاح مضمونة. مرة أخرى، سوف يكون هناك العامل الهندي، الذي ربما يرفض ممارسة الألعاب الصينية. في الوقت نفسه، سيكون موقف روسيا من هذه المبادرة الصينية على الأرجح إيجابيا، لأنه يقوض الهيمنة الأمريكية.
ومع ذلك، فنحن نرى أن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من بين التوجهات ذات الأولوية للتوسع الاقتصادي الصيني. ولا أستطيع القول هنا إن هذا غير مفيد لهم اقتصاديا. إلا أن ذلك يشير أيضا إلى أن هذه الدول ستصبح في الأساس ساحة صراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.