أبرز

أسعار الخضار نار …والحاج حسن ل”رأي سياسي”: احتكار بالاسواق والأجهزة غائبة

نائلة حمزة عبد الصمد .

خاص رأي سياسي…

 “لماذا كل هذا الارتفاع بأسعار الخضار ؟ وماذا سنأكل في هذا الشهر الفضيل ؟” أسئلة على لسان روّاد سوق الخضار الذي يعتبر السوق الأرخص بالنسبة لهؤلاء الذين يحاولون توفير ما أمكن في ظلّ الظروف التي يمر بها البلد.

 وتُرخي الأزمة الاقتصادية في لبنان بثقلها مع بدء شهر رمضان المبارك بما تحمله من غلاء فاحش، تأثرت به معظم الأسر اللبنانية. وبلغت أسعار الخضار واللحوم نسبة مُرتفعة جداً عن أسعار السنة السابقة حتى إنها كادت تصل إلى 311% عن العام الماضي، وسط أزمات معيشية معقدة وجيوب خاوية.

حملنا السؤال الى وزير الزراعة عباس الحاج حسن الذي أرجع السبب الى “جشع التجار والاقبال على الخضار في هذا الشهر ، بالاضافة إلى ان التسعير بالدولار وانهيار سعر العملة اللبنانية يؤثر سلباً ، وكل ما يتم استيراده من الخارج لأن ما يتم انتاجه في الداخل لا يكفي السوق المحلي”.

 وفيما وصف الحاج حسن في حديث ل”رأي سياسي “ما يجري في الاسواق بالاحتكار”، حمّل المسؤولية للأجهزة الرقابية الغائبة عن ضبط الأسعار”، داعياً في الوقت عينه وزارة الاقتصاد لمتابعة ما يجري .

 وفي ظلّ الظروف الحالية وكيف ستواجه الأسر ، أشار الى ان الأوضاع صعبة جداً والدولار بارتفاع مستمر ، مشدداً على “ضرورة الإسراع في المعالجة ، وإيجاد حل للأجواء السلبية والاشتباك السياسي التي أرهقت الوطن والمواطن ، بالاضافة الى ترتيب الملفات والأولويات وانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الأمور الى نصابها وعودة التعافي الى الاقتصاد اللبناني.”

 

وفي مقارنة أجريناها لأسعار الخضار مثلاً في سوق الخضار وأخرى في إحدى السوبرماركت ، وجدنا أن أسعارها مختفلة ، اذ ترتفع داخل السوبرماركت بينما تنخفض خارجها. ومن هنا، فإن سعر كيلو البندورة مثلا” يتفاوت سعره ما بين 20 و25 الف ليرة لبنانية ، |أما سعر كيلو البصل فحدث ولا حرج فيما البقدونس يتجاوز سعره ال18 الف ليرة.

 وتشهد الخضار ارتفاعاً خلال شهر رمضان نظراً لزيادة الطلب عليها، وتُقدّر كلفة الإفطار اليومي المؤلف من مكوّنات وجبة أساسية للفرد الواحد بـ أكثر من 500 ألف ليرة لبنانية ، في وقت قارب فيها سعر الدولار 110 آلاف ليرة، بينما لا يزال عدد كبير من اللبنانيين يتقاضون رواتبهم على أساس 1500 ليرة للدولار الواحد.

ومن هنا، فاذا احتسبنا كلفة الخضار التي ستحضر على مائدة أفراد العائلة ، فمثلاً ستصل كلفة الفتوش لعائلة مؤلفة من 5 أفراد، ما يقارب المليون ليرة يوميا، عدا الأطعمة الأخرى.

 “مؤشر الفتوش” يشهد تضخّماّ لا مثيل له ، ومن هنا على الأسرة استبدال الفتوش هذا العام ببعض أنواع السلطات الأخرى ، مثل سلطة الملفوف وزيت زيتون والحامض والثوم، أو سلطة الزعتر والبصل، أو سلطة البقلة والبندورة ، وذلك من أجل بدائل أقل تكلفة على المواطن، وتحتوي على فيتامينات مطابقة للفتوش في حال عدم الحصول عليه.

نائبة رئيس جمعية حماية المستهلك ندى نعمة تشير بدورها الى ان دراسة مؤشر الاستهلاك، لنحو 145 سلعة أساسية، كشفت أن أسعارها ارتفعت تراكميا 1500% بالليرة . ولفتت في حديث لموقعنا الى أن تشريع عملية التسعير بالدولار قرار ظالم  وعشوائي يصب بمصلحة التجار، ويتعارض كقرار مع قوة القانون الذي يفرض التعامل بالعملة الوطنية.

ولفتت الى إن وزارة الاقتصاد لم ترفق قرارها بآلية واضحة لضبط عمليات التسعير وصولا إلى توحيدها، مما سيعزز الاحتكارات وعمليات المضاربة بهوامش احتساب سعر الصرف، ناهيك عن تشريع شبه رسمي لتداولات الدولار بالسوق السوداء.

وتضيف أن لبنان أمام خطر فعلي يهدد شبكة الأمان الاجتماعية، لأن معدلات التضخم ستدفع الناس إلى القعر نتيجة ارتفاع نسبة من يعجزون عن تسديد نفقات ما يحتاجون إليه من سلع وخدمات.

  المعاناة كبيرة في ظلّ الشهر الفضيل بسبب الغلاء الذي يجعل من “لُقمة” الإفطار صعبةً على الفقير، الاّ أن الله وبحسب المقولة الرائجة”ما بيقطع حدا.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى