رأي

لماذا يخشى زيلينسكي اعتراف الولايات المتحدة بتبعية القرم لروسيا؟

عن الخوف من الاعتراف بتبعية مناطق أوكرانية أخرى بعد شبه جزيرة القرم إلى روسيا، كتب سيرغي ميركين، في “فزغلياد”:

أعلن فلاديمير زيلينسكي رفض اعتراف الولايات المتحدة بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا. وقد أثارت تصريحاته غضب ترامب وفريقه.

كان احتلال شبه جزيرة القرم جزءًا من الدعاية الأوكرانية منذ العام 2014. فقد وعد رجال الدعاية السكان بأن استعادة شبه جزيرة القرم سيكون جزءًا من انتصار أوكرانيا على روسيا.

الدعاية في كييف تمر حاليًا بأوقات عصيبة. لقد ثبُتَ أن رواياتها عن وقوف العالم أجمع في صف أوكرانيا، وعن تفوق الجنود الأوكرانيين على الروس، ضعيفة الحجة. وإذا اعترفت الولايات المتحدة بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا، فإن الأطروحة القائلة بأن القرم سوف تصبح أوكرانية عاجلاً أم آجلاً ستُلقى في سلة المهملات. من شأن اعتراف أمريكا بروسيّة شبه جزيرة القرم أن يشكل ضربة قوية للدعاية الأوكرانية.

ويواجه زيلينسكي الآن أنصارَ ترامب، لذا فهو يعلق آماله بوضوح على الليبراليين الأوروبيين. وهم يعارضون الاعتراف القانوني بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا.

وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، فإن الاتحاد الأوروبي يخشى من أن يؤدي اعتراف الولايات المتحدة بروسيّة شبه الجزيرة إلى انقسام داخل الاتحاد الأوروبي. ويخشى الاتحاد الأوروبي أن تكون الخطوة التالية هي تخفيف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على روسيا. وهذا بدوره سيؤدي إلى قيام بعض دول الاتحاد الأوروبي بمنع العقوبات أيضًا، الأمر الذي سيوجه ضربة لسياسة بروكسل المناهضة لروسيا، وقد أصبحت معاداة روسيا الآن العنصر الأكثر أهمية في أيديولوجية الاتحاد الأوروبي.

وبالإضافة إلى ذلك، تخشى بروكسل من أن يكون الاعتراف بشبه جزيرة القرم خطوة أولى من جانب الترامبيين، يليها الاعتراف بمنطقة دونباس وتافريا ككيانين تابعين لروسيا الاتحادية. وسوف يؤدي هذا في النهاية إلى دفن المفهوم الليبرالي عن “عالم قائم على القواعد”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى