«إنتل»: التقنيات الجديدة تتطلب الجيل السادس من الإنترنت
شكل ظهور تقنية الجيل الخامس (5G) إيذاناً بعصر جديد من الاتصال محدثاً ثورة في طريقة تعامل البلدان مع هذه التقنية وتحويل اقتصاداتها ومجتمعاتها بل حتى صناعاتها. ويعد الجيل الخامس من التكنولوجيا اللاسلكية أكثر من مجرد ترقية عن سابقاتها، بل هو حافز للتحول الرقمي للدول على نطاق عالمي.
لكن ماذا عن تقنية الجيل السادس (6G)؟
من المتوقع أن توفر شبكة «6G»معدلات بيانات أعلى بكثير مقارنة بتقنية «5G». ويمكن أن توفر معدلات ذروة للبيانات تُقاس بوحدة تيرابايت في الثانية (Tbps)، ما يتيح البث عالي الجودة للغاية، وتجارب الواقع المعزز والافتراضي في الوقت الفعلي، ونقل البيانات بسرعة. كما أن شبكة «6G» تهدف إلى تقليل زمن الوصول إلى حدود الميكروثانية. ومن المرجح أن تستفيد من الترددات الأعلى، بما في ذلك طيف التيراهرتز (THz).
في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من مدينة دبي الإماراتية، يشرح أحمد إبراهيم، مدير تطوير الأعمال العالمية – مزودي الخدمات في «إنتل»، التأثير الذي ستحدثه شبكة الجيل السادس مقارنة بالجيل الخامس.
تكامل الذكاء الاصطناعي
سيلعب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دوراً رئيسياً في شبكات الجيل السادس. سيحسن استخدام الذكاء الاصطناعي الشبكة لتخصيص الموارد والإدارة الذكية للأجهزة والخدمات. ومن المتوقع أن تقدم شبكات الجيل السادس اتصالات ثلاثية الأبعاد، ما يتيح صوراً ثلاثية الأبعاد واقعية في المحادثات في الوقت الفعلي، ما قد يحدث ثورة في عقد المؤتمرات عن بعد والتواصل.
يؤثر دمج الذكاء الاصطناعي في وحدات المعالجة المركزية (CPU) على عمل الكومبيوتر الشخصي بشكل كبير. لكن لتحقيق ذلك يجب تجهيز الـ(CPU) بمسرعات أجهزة مخصصة مُحسنة لتحمل عمل الذكاء الاصطناعي. كما يمكن لوحدات المعالجة المركزية تشغيل مكتبات وأطر البرامج التي تتيح معالجة الذكاء الاصطناعي. وقد تم بالفعل تحسين أطر عمل الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل «TensorFlow» و«PyTorch» و«ONNX Runtime» لتنفيذ أعباء عمل الذكاء الاصطناعي بكفاءة على وحدات المعالجة المركزية.
توفر تقنية «5G» الموجدة حالياً سرعات فائقة وموثوقية لا مثيل لها، ما يتيح الاتصال السلس بين الأجهزة وإطلاق العنان لموجة من الابتكار. ويمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من سرعات التنزيل العالية على الهواتف الذكية بل إنها تعيد تشكيل الصناعات، وتعزز الخدمات العامة، وتدفع عجلة التنمية المستدامة. لكن هذه التقنية لا تتوافر في معظم الدول بنفس الجودة، كما أن مهارات استخدام العملاء لها يتباين ما يدفع شركات عالمية كـ«إنتل» إلى ابتكار برامج قد تساعد في ذلك.
إنتل «OpenVINO» هو إطار عمل مفتوح المصدر تم تطويره بواسطة «إنتل» لتحسين ونشر نماذج التعلم العميق. يتيح للمطورين نشر تلك النماذج على مجموعة واسعة من منصات «إنتل». كما يوفر مجموعة من الأدوات والمكتبات التي تساعد المطورين على تحويل نماذج التعلم العميق إلى تنسيق مُحسَّن لأجهزة «إنتل».
يستخدم «OpenVINO» في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما فيها الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الكلام.
تعد تقنيات الجيلين الخامس حالياً والسادس لاحقاً أكثر من مجرد أجيال للاتصال اللاسلكي؛ بل إنها القوة الدافعة وراء التحول الرقمي للدول. فقد أصبح تأثير هذه الشبكات محسوساً على نطاق عالمي، ما يعيد تشكيل الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل بها نحو مستقبل أكثر اتصالاً وكفاءة واستدامة