رأي

صحة العالم تُناقش في المملكة

كتب حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ.

تحرص وزارة الصحة السعودية على مواكبة أحدث الممارسات العالمية في مجال الصحة، من خلال تعزيز حجم التعاون مع المنظمات العالمية، وتبادل الخبرات عبر المؤتمرات واللقاءات العلمية؛ التي تهدف، جميعها، إلى تحقيق الريادة في قطاع الصحة، عبر الوقاية من الأمراض، وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للفرد والمجتمع، وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

ولا تألو حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، جهداً في الحفاظ على صحة المواطن والمقيم وفقاً لمستهدفات الرؤية، بما يُسهم في رفع متوسط عمر سكانها إلى 80 عاماً؛ تماشياً مع معدلات متوسط العمر عالمياً، بالإضافة إلى توفير رعاية صحية شاملة، عبر تعزيز الوعي الصحي لديهم، ومقاومة الأمراض والتحديات الصحية المختلفة.

وفي هذا الإطار، تأتي استضافة المملكة للمؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي ينعقد حالياً في جدة برئاسة معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وينتهي السبت 16 نوفمبر، والذي يعدُّ فرصة مهمة للدول المشاركة للتوافق على إجراءات جماعية لمواجهة التحدي المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات في مجال الصحة العالمية.

ولا شك أن مقاومة مضادات الميكروبات باتت أزمة صحية واجتماعية واقتصادية عالمية ملحة، بعد أن أصبحت تهدد جميع الفئات العمرية في جميع مناطق العالم، وبالأخص البُلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط؛ حيث تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نقص الناتج المحلي الإجمالي العالمي الناجم عن مقاومة مضادات الميكروبات يتجاوز تريليون دولار سنوياً، مما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاقتصادية، وهو ما دفع أكثر من 40 دولة بالمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية إلى اعتبار مقاومة مضادات الميكروبات أولوية قصوى على جدول الأعمال الصحي العالمي، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات فورية ومهمة في هذا الصدد.

والحقيقة أن أهم ما يميّز المؤتمر الذي تقوده المملكة هذا العام، أنه يمثّل منصة شاملة لتعزيز التعاون العالمي، من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة ضد مقاومة مضادات الميكروبات، حيث يهدف المؤتمر إلى تكامل النتائج بين كافة الجهات الصحية الدولية المختصة؛ مثل المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وأجهزة الأمم المتحدة ذات العلاقة، ومنتديات مجموعة العشرين، من أجل تحويل القرارات إلى خطوات قابلة للتنفيذ، كما يعزز المؤتمر آليات الحوار بين العلماء وصانعي السياسات، من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تحقيق نُهجِ الصحة الواحدة، عبر قطاعات صحة الإنسان والحيوان، والزراعة، والبيئة، حيث يعمل الجميع معاً على أرض المملكة، لتمهيد الطريق أمام جهد عالمي منسق ضد مقاومة مضادات الميكروبات، عبر الابتكار والبحث والتطوير، وهو ما يؤكد التزام المملكة بالمبادرات متعددة الأطراف، ويعزز مكانتها بين دول العالم في تحقيق رعاية صحية راقية ومستدامة تليق بالمملكة وشعبها الكريم، وكافة المقيمين على أرضها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى