شؤون دولية

الولايات المتحدة تجدد دعمها للرباط في قضية الصحراء

روبيو أكد أن حل النزاع «ينبغي أن يجري فقط على أساس المقترح المغربي»

جدد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الثلاثاء، دعم بلاده لسيادة المغرب على «الصحراء الغربية»، التي شكلت مصدر خلاف طويل بين الرباط والجزائر، مشيراً إلى أن حل النزاع ينبغي أن يجري فقط على أساس المقترح المغربي. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، بأن روبيو أعاد خلال لقائه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في واشنطن، التأكيد على «اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ودعمها اقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي، بوصفه الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع».

وزير الخارجية الأميركي جدد للوزير بوريطة التأكيد على «اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء» (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي جدد للوزير بوريطة التأكيد على «اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء» (أ.ف.ب)

وأضافت بروس، موضحة في بيان، أن الولايات المتحدة «لا تزال تعتقد أن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن».

وأعربت عن أمل الولايات المتحدة بإجراء مفاوضات «دون تأخير»، مع استخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي «كإطار وحيد».

من جهتها، قالت إدارة الرئيس الأميركي إن المحادثات لحل النزاع حول الصحراء «ينبغي أن تجري فقط على أساس خطة مغربية، من شأنها منح المنطقة بعض الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب».

فيما أكد بيان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن الوزير روبيو أخبر خلال اجتماعه مع وزير الخارجية المغربي أن الخطوة التي اتخذها الرئيس دونالد ترمب في عام 2020 للاعتراف بالسيادة المغربية على المنطقة «تظل سياسة أميركية». وقالت إن «الوزير أكد مجدداً دعوة الرئيس ترمب الأطراف إلى الانخراط في مناقشات دون تأخير، باستخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي، كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين».

ويشهد الصراع الذي يعود تاريخه إلى عام 1975 جموداً منذ فترة طويلة، ويدور بين المغرب، الذي يعد المنطقة تابعة له، وجبهة «البوليساريو» المدعومة من الجزائر.

الرئيس ماكرون خلال زيارته الأخيرة للرباط بعد اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء (أ.ف.ب)
الرئيس ماكرون خلال زيارته الأخيرة للرباط بعد اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء (أ.ف.ب)

وبحسب بروس، فقد أوضح روبيو أن الاقتراح الذي قدمه المغرب لأول مرة في عام 2007 «جدي وموثوق وواقعي»، و«الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع». وبعد الخطوة الأميركية بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في أواخر عام 2020، اتخذت فرنسا قراراً مماثلاً في يوليو (تموز) من العام الماضي.

كما قالت إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء، في عام 2022 إنها تدعم خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب. في سياق ذلك، أكد عضو الكونغرس الأميركي، ماريو دياز بالارت، أن الولايات المتحدة، ومن خلال تجديد الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، تأكيداً للموقف الذي أبلغ به الرئيس ترمب، الملك محمد السادس، تكرس «ثبات» موقفها، مشيدة بالدور الذي يضطلع به المغرب من أجل السلام والازدهار، تحت قيادة العاهل المغربي.

العاهل المغربي مستقبلاً رئيس الحكومة الإسبانية بعد تأكيدها أنها تدعم خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب (أ.ف.ب)
العاهل المغربي مستقبلاً رئيس الحكومة الإسبانية بعد تأكيدها أنها تدعم خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب (أ.ف.ب)

وقال بالارت في تصريح لـ«وكالة المغرب العربي للأنباء»، إن سيادة المغرب على الصحراء المغربية، كما جدد التأكيد على ذلك كاتب الدولة الأميركي، «تكرس الموقف الذي تبناه الرئيس ترمب خلال ولايته الأولى»، والذي يشمل أيضاً الاعتراف بـ«أهمية دور المغرب، تحت قيادة العاهل المغربي، بخصوص قضايا ذات أهمية بالغة، ليس بالنسبة للولايات المتحدة والمغرب فحسب، وإنما أيضاً بالنسبة للمنطقة برمتها وللعالم أجمع».

أما الخبير السياسي الفرنسي، كريستوف بوتان، فقد أكد من جهته أن تجديد الولايات المتحدة الأميركية دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، «يعد تجسيداً لخيار جيوسياسي يكشف عن التزام ثابت ومتين تجاه فاعل رئيسي على الساحة الدولية»، مشدداً على أن السيادة الكاملة والتامة للمملكة على هذه المنطقة «باتت اليوم مؤكدة بوضوح».

بدوره، أكد الخبير الأميركي، ديفيد آرونسون، عضو مركز الأبحاث «The heritage foundation»، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، أن تأكيد الولايات المتحدة مجدداً اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه يمثل «رسالة قوية تكرس الحقيقة والواقع على الأرض»، و«تفتح الطريق أمام السلام والاستقرار الإقليمي».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى