القمة العربية اليوم.. وسقف التوقعات؟
كتب عوني الداوود في صحيفة الدستور.
اليوم وبعد مرور 35 يوما على بدء العدوان على غزة تعقد قمة عربية (طارئة) في الرياض، عنوانها ومطلبها «وقف الحرب على غزة».
-«سقف» توقعات الجماهيرالعربية من القمة الطارئة – بحسب تقارير عديدة – «منخفض»، ومردّ ذلك عدة أسباب منها:
1 – أن الاجتماع يأتي بعد 35 يوما من الحرب على غزة.. وان كانت الاتصالات الثنائية والثلاثية والرباعية وغيرها لم تنقطع بين زعماء عرب.. اضافة الى انعقاد «قمة القاهرة الدولية للسلام» بتاريخ 21 تشرين الاول، واستصدار قرارمن الجمعية العمومية لوقف الحرب بغالبية 120 دولة بتاريخ 27 تشرين الثاني بجهد أردني عربي ناجح، اضافة الى لقاء وزراء الخارجية العرب في عمّان مع وزير الخارجية الامريكي بلينكن بتاريخ 4 تشرين الثاني الحالي.
2 – أن القمة اليوم تأتي بعد أن تجاوز عدد الشهداء في غزة اكثر من 10 آلاف و569 فلسطينيا – حتى أمس الاول -واصابة نحو 26 ألفا و475، كما استشهد نحو 163 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية.
3 – أنه ورغم كل الجهود والضغوطات العربية والاقليمية وحتى الدولية.. لم يرغم كل ذلك اسرائيل على وقف الحرب.. فهل تنجح القمة العربية بما فشلت به باقي الجهود وتوقف الحرب؟
– وبعيدا عن سقف التوقعات .. ووفقا لما هو ممكن ومتوقّع، وما هو غير ممكن وغير متوقّع.. علينا أن نشير الى ما يلي:
* أولا -المتوقع والمطلوب من هذه القمة : إظهار موقف عربي موحّد وواضح وصريح الى كل دول العالم بأن العرب جميعا متفقون ومجمعون على:
1 – وقف فوري لإطلاق النار.. في غزة والضفة وكافة الأراضي الفلسطينية.. ومنع حرب الإبادة التي ترتكب على مرأى ومشهد من العالم.
2 – الضغط وبقوة.. بل واتخاذ موقف صارم لإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين داخل غزة .. وإيصال الغذاء والماء والدواء.. والوقود للمستشفيات.
3 – موقف واضح وصارم رافض لكل مخططات وسيناريوهات «التهجير» إلى سيناء مصر أو الى الأردن.. وضد كل عمليات اجبار الغزيّين على النزوح لجنوب غزة وتفريغ شمالها .. واتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد إجبار الفلسطينيين بالقوة على ترك أرضهم تحقيقا لأهداف تهويد الدولة وتفريغها من أهلها.
4 – من أجل تحقيق كل ذلك وحتى لا تبقى القرارات حبرا على الورق، يجب تشكيل وفود عربية من وزراء خارجية وغيرهم لزيارة ومخاطبة عواصم صنع القرار في العالم للضغط على الولايات المتحدة الامريكية لاجبار اسرائيل على وقف الحرب.. التي ان اتسعت رقعتها فستهدد الاقليم والعالم.
5 – نطمح ونتطلع لتوحيد الجهود العربية بتعاون اعلامي «احترافي» لايصال وجهة النظر العربية الى العالم بمواجهة السردية الغربية المبنّية على ضلال وتضليل الاعلام الاسرائيلي والصهيوني.
– نتمنى أن تكون هناك قرارات مختلفة هذه المرّة، لأن العدوان ضدّ غزّة وفلسطين مختلف هذه المرة .. فالمخططات الاسرائيلية أكبر من مجرد «تدمير غزّة» او «تهويد الأراضي المحتلة»، بل من الواضح أن ما يجري على الارض يؤكد أن مشروع «الشرق الاوسط الجديد» وفقا لأطماع اسرائيل في المنطقة هو ما تسعى اسرائيل وامريكا والغرب الى تحقيقه.
* ثانيا- من المهم دعم الجهود التي قام بها الأردن ومنذ اليوم الأول بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي لولاها لكان الوضع أصعب بكثير مما هو عليه الآن خصوصا ما يتعلق بايصال المساعدات للأشقاء في غزّة بعملية انزال جوي على المستشفى الميداني الأردني هناك، ونجاح مشروع القرار الذي قدّمه الأردن للأمم المتحدة ونجح بكسر الدعم الدولي الذي كان شبه مطلق لاسرائيل في الاسبوع الأول من بدء الحرب.
* ثالثا – الدول العربية ليست ضعيفة، ولديها أوراق ضغط على امريكا واسرائيل والعالم، ومن تلك الأوراق:
1 – العلاقات الدبلوماسية الوطيدة مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
2 – العلاقات الاقتصادية الكبيرة ومن خلال المشاريع الاقليمية العالمية الكبرى.
3 – إمكانية توظيف ورقة المفاوضات من أجل اطلاق سراح الأسرى والرهائن والدور القطري المميز بذلك.
باختصار: أعتقد جازما بأن الدول العربية لديها ما تقوله وما تقدمه، ولديها من العلاقات والأوراق ما يمكّنها من تحقيق مطالباتها – ان هي أحسنت توظيف تلك العلاقات والأوراق -وما علينا نحن سوى انتظار قرارات القمة اليوم.. وتحركات الدول العربية.. والإسلامية (مع انعقاد قمة إسلامية طارئة أيضا).. والمجتمع الدولي في قادم الأيام وقبل الوصول لمرحلة «اللاعودة»!