جشي: الاعتداءات تهدف لإخضاع لبنان

أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي أن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب تهدف إلى كسر إرادة اللبنانيين وجرّهم نحو الخضوع والتطبيع، مشدداً على أن “حزب الله” لن يتخلى عن سلاحه ما دام الاحتلال قائماً، وأن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لحفظ الكرامة والسيادة، وليس الاستسلام أو الاتكال على وعود دولية ثبت عقمها.
وشدّد جشي على أن هذه الاعتداءات، التي تطال آليات مدنية ومرافق حيوية كخزّانات الوقود التابعة لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي، إضافة إلى استهداف مدنيين على الطرقات، تكشف زيف الادعاء الإسرائيلي باستهداف البنى التحتية العسكرية، وتؤكد أن “العدو يحاول فرض مشهد يومي من الرعب لإرغام اللبنانيين على التنازل والقبول بمشروعه”.
كلام جشي جاء خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله في بلدة حداثا الجنوبية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد عدد من أبناء البلدة، بحضور عوائل الشهداء، وفعاليات دينية واجتماعية وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وأوضح أن “ما يقوم به العدو الصهيوني لا ينفصل عن مشروع أكبر عنوانه بناء إسرائيل الكبرى، الذي يبدأ بالضغط الأمني، يليه السياسي، ثم التطبيع، وصولاً إلى الإطباق الكامل على لبنان والمنطقة”، مستشهداً بتصريحات المندوب الأميركي توم باراك الذي قال بوضوح إن “السلام وهم، والهدف الحقيقي هو الإخضاع”.
وفي رده على الأصوات المطالِبة بسحب سلاح المقاومة، قال جشي: “ابنوا الدولة أولاً، اطردوا الاحتلال، ثم طالبوا بسحب السلاح. هل تُبنى الدولة بتجريد اللبنانيين من سلاحهم بينما العدو مسلح على أرضنا؟”، مشيراً إلى أن “الدولة القوية تُبنى عبر تسليح الجيش وتمكينه من حماية كل شبر من لبنان، لا عبر الرهان على الخارج”.
ودعا جشي إلى توحيد الموقف الوطني في مواجهة العدوان، لأن السيادة، كما قال، “لا تتجزأ، ولا يمكن الحديث عن دولة قوية ما دام هناك شبر محتل من أرضنا”، مضيفاً: “نحن لم ننذر أبناءنا للقتل، ولكن حين تخلّت الدولة عن مسؤولياتها، تصدى هؤلاء الأبطال دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم”.
وانتقد النائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” ما وصفه بـ”البكاء الدبلوماسي على أعتاب الإدارة الأميركية المخادعة، والفرنسيين الذين أصبحوا شهود زور”، مشيراً إلى أن “عشرة أشهر من وقف إطلاق النار لم تُثمر تحرير أرضٍ أو وقف عدوان، وبالتالي المطلوب اليوم خيارات ردعية حقيقية، لا التنازل عن أوراق القوة”.
وختم جشي بالتشديد على أن العدو لا يستهدف فئة دون أخرى، بل كل لبنان، وقال: “هذا العدو ليس عدواً لطرف أو طائفة، بل لكل اللبنانيين، وأطماعه لا تقف عند حدود. من يتحدث عن تسليم السلاح عليه أن يسأل التاريخ: من سلّم سلاحه لعدوه، وبقي بأمان؟”.