
كتب عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى السيد نزيه حمد:
تحلّ اليوم ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رجل الدولة الاستثنائي الذي حمل هموم الوطن على كتفيه، ورسم للبنان رؤية قائمة على الإعمار، التنمية، والاستقرار. لم يكن مجرد رئيس حكومة، بل كان قائدًا للنهوض، صاحب مشروع وطني يسعى إلى تمكين الشباب، وتعزيز الاقتصاد، وإرساء دعائم الدولة الحديثة.
اغتياله في 14 فبراير 2005 لم يكن مجرد فقدان لشخصية سياسية، بل كان محاولة لضرب الحلم اللبناني الذي آمن به وعمل لأجله حتى اللحظة الأخيرة. كان الحريري رجلًا سابقًا لعصره، آمن بأن الاستثمار في الإنسان، وخاصة في الشباب، هو السبيل الوحيد للنهوض بالوطن. منح آلاف الطلاب فرص التعليم في أرقى الجامعات العالمية، مؤمنًا بأن المعرفة والعلم هما السلاح الحقيقي في وجه التحديات.
لطالما قيل عن اغتياله إنه “زلزال سياسي”، لكن الحقيقة أن الحريري لم يمت، بل تحول إلى رمز للوطنية والاعتدال، وشعلة أمل تضيء درب كل من يؤمن بلبنان السيد، الحر، المستقل. كما قال يومًا: “ما حدا أكبر من بلدو”، وهذه المقولة لا تزال ترنّ في وجدان اللبنانيين، تُذكّرهم بأن الأوطان تبنى بالعطاء والتضحية، وليس بالمصالح الضيقة والانقسامات.
في هذه الذكرى، نقف إجلالًا لروحه، ولإرثه الذي لا يزال ينبض في كل زاوية من لبنان، وفي قلوب كل شاب وشابة نالوا فرصة للحياة الكريمة بفضل جهوده. غاب الجسد، لكن الأثر باقٍ، حيّ في وجدان كل من يحلم بوطن يستحق الحياة.