بيربوك: لا ينبغي الإفلات من العقاب في حالة الحروب العدوانية.
بمناسبة الذكرى الـ25 لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية بتعديل القانون الدولي حتى يتسنى محاكمة المسؤولين عن الحروب. وستقدم الوزيرة مقترحها الخاص بتعديل الأساس القانوني للمحكمة لمجلس الأمن.
بيربوك: “لا ينبغي لمن يخوض حربا عدوانية في القرن الـ 21 وأن يبقى بلا عقاب”، في إشارة للغزو الروسي لأوكرانيا (أرشيف)
تعتزم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك المشاركة غدا الاثنين في حفل في مدينة نيويورك بمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية . كما ستلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.
وقبل إقلاع طائراتها، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر : “لا ينبغي لأحد أن يخوض حربا عدوانية في القرن الحادي والعشرين وأن يبقى بلا عقاب”، في إشارة للغزو الروسي لأوكرانيا .
وستتطرق بيربوك في كلمتها خلال جلسة لمجلس الأمن إلى مقترحها الخاص بتعديل ما يعرف بنظام روما الأساسي الذي يعد الأساس القانوني لإنشاء المحكمة. ويتعلق هذا النظام بمجموعة من اللوائح الخاصة بجريمة العدوان والتي يمكن أن تنطبق على الحرب الروسية على أوكرانيا .
وتسعى بيربوك من خلال ذلك إلى سد ثغرة في إنفاذ القانون ظهرت بعد الهجوم الذي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشنه على أوكرانيا. وستكون أوته هوهوف، القاضية الألمانية المرشحة لعضوية هيئة المحكمة، برفقة بيربوك.
وقالت بيربوك إن “المحكمة الجنائية الدولية تعد بالفعل الآن سيفا قاطعا في عيون الجناة”، وأضافت أن المحكمة تمثل في عيون الضحايا الأمل في ألا تظل معاناتهم دون عقاب المتسببين فيها “ولهذا السبب فإن وجود ثغرة في الملاحقة الجنائية يعد أمرا مؤلما على نحو خاص”.
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن العقبات أمام محاكمة جرائم العدوان ضد “أغلى ما نملكه وهو سلامنا” لا تزال كبيرة للغاية “ولهذا السبب نعتزم العمل بالتعاون مع شركاء على مواصلة تطوير القانون الدولي بالشكل الذي يجعله مناسبا لطبيعة واقعنا في القرن الحادي والعشرين”.
كانت بيربوك قامت بزيارة لمقر المحكمة الدولية في لاهاي بهولندا في يناير/ كانون الثاني الماضي واقترحت خلال الزيارة تغيير الأسس القانونية للمحكمة بشكل يتيح إمكانية عقد محاكمة لجريمة الحرب العدوانية بلا قيود بحيث يكفي لمباشرة المحاكمة أن تقع الدولة المعتدى عليها في دائرة اختصاص المحكمة.
يذكر أنه في الوقت الراهن لا يمكن إحالة قضية الحرب الروسية على أوكرانيا إلى المحكمة إلا من خلال مجلس الأمن الدولي فقط وذلك لأنه لا روسيا ولا أوكرانيا من بين الدول الموقعة على معاهدة الاتفاقية. وبناء على ذلك يمكن لروسيا أن تعرقل هذه الخطوة نظرا لأنها من بين الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس باستخدام حق الفيتو.
وتابعت بيربوك منتقدة روسيا قائلة: “تتضح وحشية الحرب الروسية بالدرجة الأولى في مصير عدة آلاف من الأطفال الذين تم تهريبهم إلى روسيا” مشيرة إلى أن روسيا لا تسلبهم طفولتهم وحسب بل تسلبهم هويتهم ومستقبلهم.
ورأت بيربوك أن بدء المحكمة الجنائية الدولية التحقيقات في هذه الواقعة يعد بمثابة “خطوة مهمة على طريق العدالة”.
يذكر أن مقر المحكمة الجنائية الدولية يقع في مدينة لاهاي الهولندية.