الراعي: الشعب ينتظر انتخاب رئيس وهناك من يتحدث عن تعطيل النصاب

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس تجديد تكريس لبنان والشرق لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر في بازيليك سيدة لبنان حريصا، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، بمشاركة عدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات ، في حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية.
أضاف: “نحتفل اليوم بتجديد تكريس لبنان والشرق الأوسط لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، الذي سبقه تطواف بالقربان المقدس شارك فيه عدد من المؤمنين والمؤمنات وعلى رأسهم أساقفة وكهنة. إننا بفعل التكريس نلتمس عطف الرحمة الإلهية لكي تشمل المؤمنين والمؤمنات مواطني لبنان وبلدان الشرق الأوسط، والمسؤولين المدنيين بمس ضمائرهم بروح المسؤولية، كما تشمل الأرض والمؤسسات لكي تكون واحات سلام وعدالة واستقرار وخير وعيش كريم للجميع. ونحن على يقين من أن، بفعل التكريس، المسيح الفادي والمخلص والرحوم والسيدة العذراء أم الرحمة وسلطانة السلام، لا يتركان وطننا وهذه البلدان فريسة الحروب والجوع والتهجير والظلم والأزمات السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية”.
وتابع: “فليعلم المسؤولون السياسيون أنهم لا يستطيعون المضي في إهمال إرادة الله بشأن خير كل إنسان، إذا واصلوا حروبهم، ونزاعاتهم وسعيهم إلى مصالحهم الشخصية والفئوية وإهمال واجباتهم لجهة تأمين حقوق المواطنين الأساسية، والعمل على النمو والرقي للإنسان والمجتمع”.
وتابع:”ينظر اللبنانيون المقيمون والمنتشرون، كما سواهم من الدول المحبة للبنان إلى الأربعاء المقبل الرابع عشر من حزيران. وهو يوم يدخل فيه النواب مجلسهم لإنتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ ثمانية أشهر في سدة الرئاسة، فيما أوصال الدولة تتفكك، والشعب يجوع، وقوانا الحية تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسياسة في لبنان النموذج أصلا بدستوره. الشعب ينتظر انتخاب رئيس، فيما الحديث الرسمي بكل أسف يدور حول تعطيل النصاب، الأمر الذي يلغي الحركة الديمقراطية، ويزيد الشرخ في البلاد ويسقط الدولة في أزمات أعمق. إن سعينا في البطريركية لدى كل الأفرقاء يهدف إلى انتزاع روح التحدي والعداوة وأسلوب الفرض على الآخرين. وإننا نحرص على أن يبقى الاستحقاق الرئاسي محطة في مسار العملية الديموقراطية، المطبوعة بروح الوفاق الوطني والاخوة الوطنية، الضامنة لوحدة لبنان بجميع أبنائه، وان اختلفوا في الخيارات الانتخابية، وهذا أمر طبيعي. وما يعزز هذا الحرص هو أن كل الاطراف السياسية، والمرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، يعتمدون لغة التوافق والحوار بعيدا عن كل أشكال التحديات والانقسامات الفئوية أو الطائفية. ونطلب من وسائل الإتصال الإجتماعي احترام الحقيقة وعدم تأجيج نار الفتنة بالأكاذيب، واقتناص الكلمات من خارج سياقها”.
وختم الراعي: “إن تجديد تكريس لبنان وشعبه لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، يملأنا ثقة بثمار هذا التكريس، تمجيدا للثالوث الأقدس للآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد”.