رأي

غزة وأوكرانيا وبايدن وبوتين في 2024

كتب خالد أبو بكر في صحيفة الشروق.

تتبارى وسائل الإعلام العالمية فى الأسابيع الأخيرة من كل عام فى نشر توقعات الخبراء وأحيانا المنجمين بشأن ما سوف يشهده العام الجديد من أحداث مثيرة فى المجالات كافة.. من السياسة إلى الاقتصاد إلى الفن إلى الطقس.. ويصل الأمر أحيانا إلى التنبؤ باختفاء زعامات أو نجوم بارزة من على المسرح إما بالموت أو بالهزيمة فى الانتخابات على سبيل المثال.
خلال محاولة استقراء ما سيحدث فى عام 2024 احتل الصراع فى الشرق الأوسط أو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة البند رقم واحد فى بورصة التنبؤات، تلتها الحرب الروسية ــ الأوكرانية، ثم أبرز نتائج الانتخابات المقرر إجراؤها فى 2024.
وفى هذا الخصوص قالت مجلة تايم TIME الأمريكية إن العام الجديد سوف يشهد توجه نحو نصف سكان الأرض إلى صناديق الاقتراع، وهو أكبر عام فى التاريخ سوف يشهد انتخابات، إذ من المقرر أن تجرى أكثر من 64 دولة على الأقل انتخابات وطنية (بالإضافة إلى انتخابات البرلمان الأوروبى المقرر اجراؤها فى يونيو المقبل)، وعلى رأس الانتخابات الرئاسية تأتى انتخابات الرئاسة فى الولايات المتحدة وفى روسيا وفى أوكرانيا إذا قررت اجراء الانتخابات فى ظل حالة الحرب، وفى بنجلاديش وفى تايوان وباكستان وغيرها.. ومعظمها انتخابات ستكون ذات أهمية للشعوب لسنوات قادمة.
***
انتفاضة ثالثة فى الضفة والقدس
نشرت مجلة «فورين بوليسى Foreign Policy» الأمريكية توقعات عالم السياسة الأمريكى الشهير ستيفن والت Stephen Walt، بشأن العديد من القضايا المتعلقة على المسرح الدولى، وبخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة قال: «إذا استمر الصراع ــ وقد يستمر هذا لعدة أشهر ــ فقد تتدهور قدرة أو رغبة معظم القوى الإقليمية فى البقاء على الهامش، فإذا اندلعت مواجهات خطيرة بين إسرائيل وحزب الله، وإذا أجبر ذلك إيران على المشاركة بشكل أكبر ــ وهو ما سوف يجر الولايات المتحدة بالطبع إلى الجانب الإسرائيلى ــ فسوف يكون لديك فجأة صراع إقليمى من النوع الذى لم يشهده العالم منذ فترة طويلة».
من ناحيتى أستطيع أن أتنبأ بانتفاضة ثالثة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة تشمل الضفة والقدس، فما يجرى من انتهاكات إسرائيلية يومية فيهما فى ظل غياب أى أفق لوقف إطلاق النار فى غزة سيؤدى إلى انتفاضة ثالثة تخلط كل الأوراق. كما أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس لا سياسيا ولا عسكريا، بل إن 2024 قد يشهد غياب بنيامين نتنياهو من عن المسرح الإسرائيلى.. نتيجة الإخفاقات المتلاحقة سياسيا وعسكريا مع تدهور صورة إسرائيل فى المحافل الدولية باعتراف الإسرائيليين أنفسهم.
***
جمود الحرب الروسية ــ الأوكرانية
معظم التنبؤات بمصير الحرب الروسية ــ الأوكرانية صب فى اتجاه «بقاء الحال على ما هو عليه»، فى ظل عدم قدرة الأوكرانيين على استعادة أراضيهم الواقعة تحت السيطرة الروسية، بعد فشل الهجوم المضاد الرئيسى لأوكرانيا، ورهن معظم الخبراء حسم الحرب إلى أى من الطرفين بدخول نوعيات معينة من الأسلحة والتكنولوجيا إلى مسارح العمليات وهو الخط الأحمر الذى تتجنب روسيا والغرب معا تجاوزه، لأن ذلك سيعنى انتقال الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية ثالثة فورا.
من جانبى لا أستبعد صفقة بين الغرب وروسيا لإنهاء الحرب، ببعض التنازلات المؤلمة لأوكرانيا عن بعض أراضيها التى احتلتها روسيا، على أن يجرى حفظ ماء وجه كييف بإعادة محطة زابوروجيا النووية الأكبر فى أوروبا إلى حيازتها بعد أن احتلتها روسيا.. مع التعويض بالتسريع فى اجراءات ضمها إلى الاتحاد الأوروبى الذى يحتاج سنوات.. أقول ذلك لأن شهية الغرب لا على مستوى الشارع أو الحكومات صارت مفتوحة للمزيد من ضخ الأموال والسلاح لدعم أوكرانيا.
***
إعادة انتخاب بايدن وبوتين
على صعيد الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، تذهب معظم التنبؤات إلى فوز الرئيس جو بايدن بولاية جديدة، خصوصا أن منافسه المحتمل دونالد ترامب لن يستطيع تجاوز كل الدعاوى القضائية المرفوعة ضده فى العديد من الولايات الأمريكية.
أما مسألة حصول الرئيس فلاديمير بوتين على ولاية رئاسية جديدة فى روسيا فهو أمر يكاد يكون محسوما سلفا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى