ما علاقة مستحضرات التجميل بتأخر الحمل؟
حذَرت دراسة أميركية من أن التعرض لمواد كيماوية موجودة في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية والمنظفات يمكن أن يؤخر احتمالات الحمل لدى النساء.
وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «إنفيرومينتال هيلث بريسبيكتيفز» أن التعرض لـ«الفثالات»، وهي مجموعة من المواد الكيماوية، موجودة في العديد من المنتجات المنزلية، مرتبط بتأخر الحمل، لأنها تؤثر على الهرمونات المسؤولة عن الإنجاب.
وحسب الدراسة تضاف «الفثالات» وهي مواد كيماوية اصطناعية إلى العطور والمنظفات لجعل رائحتها أقوى وأكثر ثباتاً ومقاومة للتبخر، كما تضاف للشامبو لجعله أكثر سهولة في الاستخدام، فيما تضاف إلى البلاستيك لجعله أكثر مرونة ومقاومة للكسر.
ويتعرض الأشخاص في المقام الأول لـ«الفثالات» عن طريق تناول الطعام والسوائل التي تتلامس مع منتجات تحتوي على هذه المواد الكيماوية، فيما يكسّر الجسم «الفثالات» إلى مستقلبات وإفرازها في البول.
وراقب الفريق البحثي خلال الدراسة 1228 سيدة خلال 6 دورات شهرية للحيض عندما حاولن الحمل، وقاسوا 20 مستقلباً من «الفثالات» في عينات البول، ووجدوا أن هناك 3 مركبات ترتبط بقوة باستغراق وقت أطول لحدوث الحمل. كما وجدوا أن النساء اللاتي تعرضن لمستويات مرتفعة من «الفثالات» كانت لديهن أيضاً مستويات أعلى من الالتهاب والإجهاد التأكسدي؛ ما قد يؤدي لتلف الأعضاء والأنسجة وفي النهاية إلى المرض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللاتي أظهرن مستويات أعلى من «الفثالات» كان لديهن انخفاض في هرمون الإستراديول، وارتفاع في الهرمون المنبه للجريب خلال الدورة الشهرية، ما يؤثر على الإباضة وحدوث الحمل.
من جانبها، قالت الدكتورة كاري نوبلز، الباحثة الرئيسية للدراسة، وأستاذة علوم الصحة البيئية في جامعة ماساتشوستس الأميركية إن «انخفاض مستويات الإستراديول وارتفاع الهرمون المنبه للجريب، أمر نراه عادة عند النساء اللاتي يعانين من قصور المبيض، الذي يمكن أن يحدث مع التقدم في السن وكذلك بسبب بعض العوامل الأخرى، وهو مؤشر على أن الإباضة لم تعد تحدث كما كانت في السابق». وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «بعد مراقبة التعرض للفثالات وارتباط ذلك بالمدة التي يستغرقها حدوث الحمل، وجدنا أنه كلما زاد التعرض لتلك المركبات استغرقت النساء وقتاً أطول للحمل».
وأشارت إلى أنه في حين يمكن للنساء التحقق من ملصقات المنتجات الاستهلاكية والبحث عن خيارات خالية من «الفثالات»، فإن طبيعة تلك المواد المنتشرة في كل مكان تجعل من الصعب على الفرد التحكم في ذلك.
وتحظر أوروبا استخدام بعض المنتجات التي تحتوي على «الفثالات» أو تقيد استخدامها بشدة، لكن الولايات المتحدة ليس لديها أي حظر رسمي.
ونبهت نوبلز أن نتائج الدراسة تضيف للأدلة التي تشير إلى أن التعرض لـ«الفثالات» يُحدث تأثيراً سلبياً على الصحة الإنجابية للمرأة، ولفتت إلى أنه يمكن استخدام نتائج الدراسة للمساعدة في صنع سياسات تحد من التعرض لهذه المركبات الكيماوية الضارة.