«حالة خاصة»… التوحّد اختلاف وليس عيباً
لفت مسلسل «حالة خاصة»، الذي يتناول حالات التوحّد ودَمْجها في المجتمع، الانتباه في مصر، فتصدَّر البحث في «غوغل» منذ حلقاته الأولى. وعلى أثر مشاهدته، تساءل عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن القصة، وأعراض التوحّد، وما إذا كان ذكاء البطل حقيقياً في المسلسل؟
تدور الأحداث (منصة Watch It) حول «نديم»، المحامي الشاب المتوحِّد، الذي يتقدّم للعمل في مكتب محاماة تديره «أماني» التي توصف بأنها أكبر محامية في مصر، لكنها تقفل أمامه الأبواب في البداية.
يخبرها «نديم» أنه حصل على تقدير جعله الأول على دفعته، ولم يُعيَّن في الجامعة لوصفه بأنه شخص «غير عادي». ومع إصرارها على رفض توظيفه؛ يحلُّ لغزَ إحدى القضايا بعد فشل المحامين العاملين معها في ذلك، لتدرك ذكاءه الحاد وتقبل بمنحه الوظيفة.
مسلسل «حالة خاصة» من 10 حلقات، يُعرَض بواقع حلقتين كل أربعاء، وهو من تأليف مهاب طارق، وإخراج عبد العزيز النجار، من بطولة غادة عادل، وطه دسوقي، وحسن أبو الروس، وهاجر السراج، وأحمد الأزعر، وآخرين، مع ضيف الشرف أحمد أمين.
يرى مخرجه أنّ «المسلسل يتناول قضية صعبة بأسلوب شديد البساطة»، ويقول عبد العزيز النجار لـ«الشرق الوسط»: «رغم أنه يبدو دراما اجتماعية خفيفة، لكنه يحمل قضية مهمّة وحساسة بتناول فنّي مغاير عن السائد في الدراما المصرية؛ وهي قضية أصحاب الهمم».
وعن أبرز ملامح اختلافه عن الأعمال السابقة، يوضح: «الأحداث تتناول حياة (نديم) المُصاب بالتوحّد، بشكل مكثَّف وواقعي بلا مبالغة أو استعطاف، وذلك بإيقاع سريع وطابع مشوّق، يأخذ الجمهور إلى عالم تسوده الإنسانية والرومانسية. هذه بعض أسباب نجاحه منذ حلقاته الأولى».
ويشير إلى أنّ «المتوحّدين لا يختلفون عن البطل في شيء، فهم عاديون ويتحلّون بالذكاء والنظام والطموح والمشاعر المتدفّقة، وكل ما في الأمر أنهم يمثّلون (حالة خاصة) تستحق الاحترام والدعم».
عن انتقاد البعض لمَشاهد أثارت ضحك المحيطين بـ«نديم» بسبب طريقة كلامه أو تصرّفاته، يردّ: «كان ذلك جزءاً من واقعية المسلسل وصدقيته. فالعمل لا يطرح الكوميديا من أجل السخرية، بل هي نوع من الذهول لجهل بعض المجتمع بطبيعة التوحّد، وتميّز المصابين به، وذكائهم، وميلهم إلى الدقة، انطلاقاً من أنه اختلاف، وليس عيباً أو مرضاً».
«لم يأتِ الحديث المطوَّل عن (فرقة الأصدقاء) في المسلسل على لسان البطل مُقحَماً، أو لمجرّد إثبات دقة المعلومات التي لدى المتوحِّد؛ بل هو جزء من روح العمل»، وفق الموسيقار هاني شنودة الذي عاد إلى الموسيقى التصويرية من خلال «حالة خاصة». يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الإشارة إلى الفرقة كانت لإضفاء أجواء من النوستالجيا والعاطفة على الأحداث؛ عبر والدة (نديم) التي أحبّت الاستماع إلى أغنيات فرقة المصريين»، مضيفاً: «حرصتُ على أن تُحقّق الموسيقى التصويرية حالة خاصة من البهجة والحنين تتماشى مع الخطوط الدرامية للعمل».
من جهته، يرى الناقد محمود مطر أنّ «المسلسل يأتي ضمن اتجاه المنصّات الرقمية لتقديم أعمال مميّزة ومختلفة في قصتها عن المُقدَّم عادةً عبر التلفزيون»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا فضلاً عن تقديم جيل من الشباب الفنانين بجرأة، الأمر الذي حقّقته بعض المنصّات، فنجحت في جذب الجمهور وفئات جديدة من المشاهدين، ربما لم يهتمّوا بمتابعة الدراما العربية عبر الشاشة».