وزيرة المالية الفنلندية تعتذر: وصفت الأتراك ب”القرود”، و عباراتها تضجّ بالعنصريّة!
اعتذرت وزيرة المالية الفنلندية اليمينية المتطرفة، ريكا بورا، عن سلسلة من التعليقات العنصرية التي نشرتها قبل 15 عاما والتي ظهرت للتو.
ووصفت المنشورات بأنها “غبية”، وقالت إنها آسفة للأذى والاستياء اللذين تسببت فيهما.
وحصل حزب الفنلنديين الذي تتزعمه بورا على مناصب وزارية رفيعة المستوى في الحكومة الجديدة برئاسة السياسي المحافظ بيتيري أوربو.
لكن في غضون ثلاثة أسابيع فقط طُوّقت بورا بالاتهامات.
وبسبب ذلك، لا تبدو الحكومة، التي بالكاد تمكنت من تثبيت أقدامها، في وضع جيد، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الوزراء الذي من المقرر أن يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن في هلسنكي يوم الخميس.
وأشار الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، الذي كان يحضر قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في ليتوانيا، إلى أنه سيكون من الحكمة أن تتخذ الحكومة الجديدة “موقفا واضحا بعدم التسامح مطلقا مع العنصرية” وهو ما سيصدر قريب
وأوضح أوربو على وسائل التواصل الاجتماعي أنه “لا تسامح مع العنصرية” وأن كل وزير من وزراء الحكومة ملتزم بالعمل ضد العنصرية في الداخل والخارج.
وقالت بورا على تويتر “أنا لست شخصا مثاليا، لقد ارتكبت أخطاء”. كما شاركت الوزيرة في التوقيع على بيان حكومي مع أوربو واثنين آخرين من قادة أحزاب الائتلاف يؤكد للفنلنديين أن الحكومة بأكملها ملتزمة بالمساواة وعدم التمييز.
وفاز حزبها، المناهض للهجرة والمشكك في الاتحاد الأوروبي، بفارق ضئيل بالمركز الثاني في انتخابات أبريل/ نيسان، وهي أفضل نتيجة له على الإطلاق، حيث جاء بعد حزب الائتلاف الوطني بزعامة أوربو. وبالإضافة إلى منصب وزيرة المالية، تشغل بورا أيضا منصب نائبة رئيس وزراء فنلندا.
رئيس حزب الفنلنديين ريكا بورا، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي ساري إساياه، رئيس حزب الائتلاف الوطني رئيس الوزراء المعين بيتيري أوربو ورئيس حزب الشعب السويدي آنا ماجا هنريكسون يصلون إلى مؤتمر صحفي في هلسنكي، فنلندا، في 16 يونيو/ حزيران 2023
لكن سلسلة من التعليقات العنصرية التي نشرت على مدونة أحد زملائها في الحزب في عام 2008 هي التي أثارت الجدل. وكانت هذه التعليقات قد كُتبت باسم المستخدم “ريكا” وكشفت عنها وسائل الإعلام الفنلندية.
واشتكى أحد التعليقات المكتوبة في 25 سبتمبر/ أيلول 2008 من الشباب ذوي الأصول المهاجرة على متن قطار، قائلا: “إذا أعطوني مسدسا، فستكون هناك جثث في قطار ركاب، هل تفهمون هذا”.
وأشارت أيضا إلى “القرود التركية” ثم وجهت إهانة عنصرية إلى الباعة المتجولين السود الذين يبيعون “منتجات فويتون مزيفة” أثناء حضورها مؤتمرا في إسبانيا، قائلة : “تحية من برشلونة، لا يوجد ‘مشكلة هجرة مقلقة ‘ يمكن رؤيتها هنا”.
في البداية لم تؤكد بورا أنها صاحبة هذه التعليقات، لكنها أشارت إلى أن التعليقات كتبت قبل سنوات من دخولها السياسة.
وفيما اعترفت بأنها كتبت وقالت أشياء “غبية أو سخيفة”، كانت مصرة على أنه “وأنا في هذا المنصب، وفي مرحلة الحياة والعمر هذه، لن أكتب أي شيء من هذا القبيل”.
وبحلول بعد ظهر الثلاثاء، اعترفت بأنها صاحبة هذه التعليقات، لكنها أوضحت أنها كتبتها وهي في سن 15، قائلة: “أنا لا أقبل أي نوع من العنف أو العنصرية أو التمييز”.
وأصبحت بورا زعيمة حزب الفنلنديين، مما رفع نسبة التأييد الشعبي لها إلى 20.1٪ من الناخبين، بعد تنحي سلفها جوسي هالا-أهو.
ويشغل هالا-أهو الآن منصب رئيس البرلمان. وكانت مدونته الخاصة في عام 2008، بما في ذلك التصريحات العنصرية حول الإسلام والصوماليين، هي التي أدت إلى استقالته من لجنة برلمانية في عام 2012.
ويُعد ماضي بورا العنصري أخطر تهديد لحكومة فنلندا الفتية حتى الآن – على الرغم من أنها ليست الفضيحة الوحيدة.
وفي نهاية يونيو/ حزيران، أجبر زميلها في الحزب فيلهلم جونيلا على الاستقالة من منصب وزير الاقتصاد لإشارته إلى أدولف هتلر في مناسبة لليمين المتطرف في عام 2019 وللإشارة إلى عمليات الإجهاض في إفريقيا.
وفي الأسبوع الماضي، أوضحت وزيرة الداخلية ماري رانتانين التي تنتمي إلى حزب بيورا، أنها لا تؤيد نظريات المؤامرة، بعدما زعمت تقارير إعلامية أنها تعتقد أن الفنلنديين يُستبدلون بأعراق أخرى.
ويتكون الائتلاف الحاكم، الذي يقوده أوربو، من أربعة أحزاب. ووعدت هذه الأحزاب الفنلنديين بتخيفض ديون الحكومة وتشديد قواعد الهجرة التي تنظم إجراءات منح الجنسية وتصاريح الإقامة.