رأي

الكويت للكويتيين

كتب عدنان عبدالله العثمان في صحيفة القبس.

مرة أُخرى تفاجئ حكومتنا الرشيدة المواطنين بقوانين من النوع الثقيل جداً، فقبل كم يوم كان إيقاف كرت «عافية»، والآن تعديل على قانون الجنسية، وهذا التعديل أسعد البعض وزعل البعض الآخر، والبعض من الطرفين ما فهموه عدل لأن صياغة بعض أجزائه جاءت مبهمة، وشخصياً وصلتني عدة رسائل من بعض زملاء الكتابة وكان بها انفعالٌ كبيرٌ تجاه بند جواز سحب الجناسي، والصراحة ما علقت ولا أبديت رأيا حتى تتضح الرؤية ونفهم السالفة، وخلونا نمسك من السالفة جزأها الأول وهي عدم منح زوجة الكويتي الأجنبية الجنسية لأي سببٍ من الأسباب، وطبعاً هذا أسعد الكثير من المواطنين لأن فعلاً هذا السماح في القانون السابق كان مدخلاً لكثيرٍ من التلاعب والكل عارفه، فزوجة الكويتي الأجنبية مُعززة ومُكرمة بهذا الوطن بجنسيتها الأصلية ولا ينقص من قدرها شيء، فهي زوجة وأم، وإن أرادت الدولة إعطاء تميز لها فليكن بإقامة دائمة وجواز سفر تُذكر فيه جنسيتها الأصلية، وتستطيع التنقل من خلاله مع أسرتها، أما الجنسية فهي خطٌ أحمر، فشكراً مجلس الوزراء على هذا التعديل؛ أما الجزء الآخر من السالفة، فكنت أتمنى على من أعد صياغة القانون أن يكون أكثر وضوحاً وشفافية لأن الصياغة أحدثت ردة فعل ما لها داعي، فالكثير فهم أن السحب ومسبباته تشمل الكويتي بالتأسيس، بينما بقراءةٍ دقيقة نرى ذكر «الجنسية المكتسبة» بمعنى أن من مُنح الجنسية الكويتية لأي سببٍ من الأسباب التي يقرها القانون ووقع بأي من المحاذير التي حددها التعديل، فيجوز للحكومة سحب الجنسية، طبعاً هذا التفسير ذُكر لاحقاً من خلال الصحف، وكما أسلفت أتمنى عند صياغة القانون والمذكرة التفسيرية إزالة أي لبس بهذا الخصوص لما لهذا القانون من حساسية وأهمية، تمام، ودي أرد على بعض الأقلام وبعض الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي عارضت ذلك الإجراء واعتبرته عملاً غير منصفٍ وغير إنسانيّ، وأقول دعونا نقارن ما قام به مجلس الوزراء الموقر مع ما هو معمول به في العالم المتحضر وبعدين نتكلم، وببحثٍ بسيطٍ بتطبيق غوغل نجد ما يلي: «لا يمكن إسقاط الجنسية الأمريكية عن المولودين في الولايات المتحدة لأنها حقٌ مكتسب بسبب محل الميلاد، وفقاً للدستور الأمريكي، لكن يجوز سحب الجنسية من الأمريكيين المجنسين – الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من دول أخرى – لعدة أسباب، من بينها الانضمام إلى جماعات محظورة، والحصول على الجنسية الأمريكية بطريق الاحتيال، وفي أستراليا، قد تُنزع الجنسية من المواطنين لأسبابٍ تتعلق بالأمن الوطني، أو بسبب ازدواجية الجنسية، وتُسحب الجنسية أيضاً في حالة ثبوت الخيانة، أو عدم الولاء، أو لأسبابٍ أخرى ذات صلة بالأمن الوطني وكذلك في 14 من دول الاتحاد الأوروبي من بينها اليونان وفرنسا ورومانيا، كما يمكن سحب الجنسية دون إخطارٍ مُسبق في هولندا، وفي السنوات القليلة الماضية، سحبت المملكة المتحدة جنسيات عدد من المواطنين يفوق عدد من سُحبت جنسيتهم في أي دولة أخرى»؛ إذن، إذا أمريكا والدول الأوروبية والديموقراطيات حول العالم ميزت بين من هو مواطن أصيل ومواطن مجنس وحددت ضوابط يُسمح بها لوزراء الداخلية أو المحاكم في بعض الدول بسحب الجناسي، فشنو مزعل بعض الناس عندنا؟ وللعلم بان هذا التعديل ماهو الا رجوع الى قانون الجنسية القديم رقم ١٩ لسنه ١٩٥٩، فأهلاً وسهلاً بكل إنسان تقرر دولتنا منحه الجنسية ولكن عليه أن يكون إضافة للوطن وليس أداة هدم، وأيضاً مرة اخرى شكراً لمجلسنا الموقر. ولا حد يزعل فالكويت للكويتيين.
وتسلمون.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى