محفوظ: الرئاسة اللبنانية ترتبط بخيارين أولوية الأمن أو أولوية الإقتصاد
رأى رئيس “المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع” عبدالهادي محفوظ في تصريح أن “الرئاسة اللبنانية ورؤية الأطراف المختلفة لها، ترتبط الى حدود بعيدة بالمتغيرات السريعة المفاجئة في المنطقة”.
وقال:”البعض يجد صلة بين الرئاسة وسقوط النظام السوري، فيرى نفسه منتصرا ويطالب بانسحاب هذا الأمر على نوعية الرئيس الآتي الذي يجب أن يكون منحازا الى فريق المعارضة وملتزما توجهاتها لجهة تجريد حزب الله من سلاحه. والبعض الآخر لا يتجاهل المتغير السوري، غير أنه يغلب الوفاق والتفاهم على شخص الرئيس الذي يجب أن يكون حياديا في الداخل اللبناني ويحمي لبنان من إمكان امتداد التوترات السورية الى المحيط اللبناني، وما يعنيه ذلك من أوضاع سلبية في علاقة المكونات”.
أضاف:”الدكتور سمير جعجع يعتبر نفسه اللاعب الأساسي في فريق المعارضة، لذلك يجد نفسه في الموقع الحقيقي ليكون رئيسا يؤسس على غلبة المعارضة السورية وانحسار الدور الإيراني وانسحاب حزب الله من سوريا. لذلك هو يريد نفسه للرئاسة أو شخصا يلتزم خريطة طريقه الرئاسية، وهو يدرك سلفا ضرورة فتح كوة العلاقة مع التيار العوني أو مع الرئيس نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وللجهتين استعصاءات صعبة التذليل، ومع ذلك ثمة رهانات لدى (الحكيم) على أن تواصل الانهيارات في الإقليم سيكون في صالح حساباته، او ستعيد طرح اسم جهاد أزعور للواجهة من ضمن أجندة تعطي الأولوية لإحياء الإقتصاد واستعادة حيوية البنوك اللبنانية وموقع لبنان المالي في المنطقة”.
تابع:”مثل الدكتور سمير جعجع، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل له حساباته الخاصة. لذلك يترك نوافذه مفتوحة على الموالاة والمعارضة في آن معا، من ضمن سياسة حذف أسماء مرشحين أساسيين. إن هذه السياسة استتبعت حذف فاعلين في تياره، وخصوصا ناخبين في البرلمان. ومن هنا يعرف جبران باسيل أن طريقه إلى الرئاسة مستبعد، ولكن هذا الطريق يعطيه حظوظا للإحتفاظ بحصة وازنة في أي حكومة إن أدار مناوراته الرئاسية بحسابات ذكية. بدوره، الثنائي الشيعي يقرأ ببراغماتية المتغيرات ويترك للرئيس نبيه بري المضي بالخيارات التي يراها مناسبة للمرحلة الحالية والمستقبل. وهذه البراغماتية الشيعية، تضع الرئيس بري في موقع الوصل والفصل، وتجعله موضع حاجة كل اللاعبين إليه من محليين ودوليين، ذلك انه يعرف تماما أن الفاعل الدولي الأساسي في المنطقة هو الأميركي الذي نجح في إضعاف كل القوى الإقليمية على السواء، ويريد أن تهدأ الأوضاع في لبنان عبر البوابة الرئاسية. وبالتالي ليس من مصلحته أن يكون هناك رئيس متطرف بهذا الإتجاه أو ذاك. وهكذا، ينبغي أن ننتظر دورا ما من المستشار الرئاسي الأميركي مسعد بولس في الشأن الرئاسي اللبناني، الذي لم تقتصر حساباته على عدد النواب المسيحيين، وإنما على استقراء المزاج المسيحي المدني، وهذا ما تفعله واشنطن”.
وقال: ” أما بالنسبة إلى المكوّن السني اللبناني، فمرجعيته متنوعة والبعض منها يتأثر بغلبة الاتجاه (الإخواني) السوري. إنما المملكة العربية السعودية، وهي الفاعل العربي الإقليمي الأساسي سنيا، فإنها تؤثر الإعتدال السني، ولذلك تربط الرئاسة اللبنانية برئيس حكومة معتدل، وهذا الأمر قد يفتح الباب على سعد الحريري أو من يشبهه أو على رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي وأيضا على المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت”.
ختم:”في نهاية الأمر، الرئاسة اللبنانية ترتبط بخيارين: أولوية الأمن أو أولوية الإقتصاد. الأولوية الأولى يمثلها قائد الجيش العماد جوزاف عون وأولوية الإقتصاد يمثلها جهاد أزعور. إنما لا مانع أميركيا من المزاوجة بين الخيارين: جوزاف عون رئيسا وجهاد أزعور حاكمًا لمصرف لبنان، أو أزعور رئيسا وعون قائدا للجيش لوأد أي فتنة داخلية. باختصار شديد، المزاج النيابي المعارض ميال لجهاد أزعور، فيما المزاج الشعبي المدني المسيحي والعام ميال لجوزاف عون وهذا ما قد تأخذه واشنطن في الحسبان”.