الاتهامات ضد روسيا تستر عورة السلطات الألمانية
إمعان برلين في الافتراء على روسيا، يفضح طبيعة الحكومة الفدرالية الحالية في ألمانيا. عن ذلك، تتحدث مقالة يفغيني بوزنياكوف، في “فزغلياد”.
وجاء في المقال: اتهم أولاف شولتس روسيا بوقف إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، وذلك خلال حديثه في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاشتراكي. ووفقا له، يتعين على البلاد حاليا أن تدفع 10 أضعاف ما كانت تدفعه من قبل مقابل موارد الطاقة.
ويشير مجتمع الخبراء إلى أن السياسيين الأوروبيين اعتادوا، خلال العامين الماضيين، على تحميل موسكو المسؤولية عن مشاكلهم الداخلية. وهذا لا يعفي القادة المحليين من المسؤولية فقط، بل ويساعدهم في الحفاظ على الوحدة الاجتماعية حول فكرة مقاومة عدو مشترك، هو روسيا.
وبحسب الباحث السياسي الألماني ألكسندر راهر، “تخلت ألمانيا بصورة إفرادية عن تحالفها طويل الأمد في مجال الطاقة مع روسيا. وكانت برلين هي التي دعت الدول الأوروبية الأخرى إلى قطع العلاقات التجارية مع موسكو. وبقي فقط خطا أنابيب يجري من خلالهما تصدير الغاز: عبر أوكرانيا وتركيا”.
وأضاف راهر: “بهذه التصريحات يحاول شولتس تبرير أخطائه. والسبب وراء الأخطاء السياسية الهائلة التي ارتكبها الساسة الأوروبيون بسيط: فبعد ثلاثين عاماً على نهاية الحرب الباردة، تولدت لديهم ثقة مطلقة في انتصاراتهم. ويبدو لهم أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يعاني من هزيمة إيديولوجية واقتصادية. فمن شأن الاعتراف بأن أوروبا تقترب من خسارة منافستها مع روسيا أن يؤدي إلى انهيار الاتحاد الأوروبي. ولذلك، فقد ابتعد الساسة المحليون تماماً عن العقلانية والبراغماتية. أكثر المقاتلين عنادًا ضد موسكو هم الأعضاء الشرقيون في الاتحاد. إنهم يأملون في أن تتمكن ألمانيا، كما كانت في الماضي، من تزويدهم بموارد الطاقة”.
ونتيجة لذلك، “حلت تصورات أخلاقية مشكوك فيها محل النهج الواقعي في التعامل مع المسائل كلها. إنما التستر على الأخطاء من خلال صورة العدو متمثلة بروسيا لا يزال فاعلا. يعتقد الأوروبيون بأن روسيا هي المسؤولة عن مشاكلهم. وتعمل جميع وسائل الإعلام الإقليمية على تعزيز هذا الرأي”.
المصدر : صحيفة RT