حركة شباب لبنان: ثقافة الحياة التي نتغنّى بها أقوى من ثقافة الموت التي يسعى البعض لفرضها
اعتبرت “حركة شباب لبنان” في بيان، انه “لم يكن ٤ آب ٢٠٢٠ يوما عاديا، بل تاريخا مشؤوما سجّل بالخط العريض كحلقة من مسلسل الاحداث اللبنانية المستمرة منذ نشأة هذا الكيان، فقد وقع في بيروت الحبيبة ثالث اكبر انفجار في تاريخ البشرية وأسقط ما يفوق ٢٠٠ شهيد واكثر من ٥٠٠٠ جريح من خيرة اللبنانيات واللبنانيين والمقيمين، دون ان يفرّق بين مسلمين ومسيحيين وملحدين، ودمّر العاصمة بيروت تدميرا فاق مخلّفات الحروب العالمية، وقضى على اقتصاد الوطن بضربة شبه قاضية، فأودى بلبنان الى أسوأ مرحلة يمرّ بها منذ تأسيس الكيان وقبل”.
واضافت: “لم تتأخّر حركتنا والمؤسسات الصديقة لها وابرزها “هيئة الطوارئ المدنية في لبنان” و “اتحاد رجال وسيدات الاعمال الشباب في لبنان” عن اداء الدور المنشود بها، وبالرغم من الصدمة الكبرى التي اصابتنا وكل اللبنانيين، والاذى الذي تعرض له جهازنا البشري من جراء الانفجار والخراب الذي لحق بمكاتب مؤسساتنا، كنا منذ اليوم الثاني للانفجار في شوارع واحياء العاصمة وازقّتها نلملم الجراح ونرفع الركام والزجاج ايمانا منّا بأن بيروت لا تموت وبأن شعبنا لا يمكن ان يستسلم وبأن ثقافة الحياة التي نتغنّى بها أقوى من ثقافة الموت التي يسعى البعض لفرضها علينا، فكنّا الى جانب أهلنا واخوتنا متطوعين في خدمتهم وكان تعاوننا الوثيق مع “غرفة الطوارئ المتقدمة في الجيش اللبناني” و “غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان” و “الهيئة العليا للاغاثة” فقمنا بما يمليه علينا واجبنا الوطني من ترميم ومساعدات تجاه عاصمتنا واهلنا”.
وتابعت: “واليوم بعد مرور ٤ سنوات على التفجير المشؤوم، نقف آسفين امام التسويف في كشف الحقيقة ومحاولة اختصار هذا الحدث الاجرامي الكبير بمسائل اهمال وتقصير، دون اظهار اي طرف خيط للرأي العام المحلّي والدولي حول من فجّر وبأي طريقة تم التفجير ومن هي الجهة او الجهات المشتبه بها، ولا بد لنا من ان نطالب بالاسراع بكشف الحقيقة ورفع الحصانات عن كل الناس دون استثناء كي تطبق العدالة على الجميع ويحقّ الحق دون استنسابية ولا تمييع”.
ولفتت الى “اننا في هذه المناسبة اذ نعزّي أهالي الشهداء، الذين نسأل لهم الرحمة من الله، تعزية حارة من القلب، ونسأل الشفاء وطول العمر للجرحى والمصابين، ندعو القضاء اللبناني الى كشف الحقيقة كل الحقيقة امام الناس، ونناشد المغتربين دعم المؤسسات العاملة في خدمة الناس في بيروت والمناطق، والمسؤولين الى الابتعاد عن الانانيات والحسابات الطائفية والمناطقية وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ومن ثم تشكيل حكومة لبنانية من اختصاصيين قادرين على انتشال لبنان من الهوة التي اوقعته هذه الطبقة السياسية فيها”.
وختمت: “النداء الاهم للبنانيين: ٤ آب ليس ذكرى فحسب، انه درس لنا جميعا علينا ان نتعلّم منه ان هذه الأمّة لا يمكن ان تحكم الا من شعبها، الواحد الموحّد بكل اطيافه والوانه ومعتقداته، والذي عليه ان ينتصر في الاستحقاقات المقبلة لدماء الشهداء ولكرامة اللبنانيين فينتخب من يستحق ان يتولى المسؤولية في لبنان لانه اهل لها كي لا تتكرر هذه الذكرى وتبقى عبرة ليس الا”.