الهند تؤكد «صمود النمو» أمام التحديات العالمية

أكدت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان يوم الجمعة التزام الحكومة بزيادة الإنفاق الرأسمالي الحكومي لدعم النمو الاقتصادي، قائلة إن الاقتصاد حافظ على صموده رغم التحديات العالمية.
وقالت سيتارامان خلال كلمتها في الملتقى الاقتصادي الذي نظمته وزارة المالية: «مع ثبات حصة الاستهلاك والاستثمار في الناتج المحلي الإجمالي على مر السنين، فإن نمو الهند يرتكز بقوة على عوامله المحلية، مما يقلل من تأثير الصدمات الخارجية على النمو الإجمالي». ومع ذلك، حذرت الوزيرة من التهاون، وحثت على «الثقة الهادئة» في اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذها.
وضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى ما يصل إلى 50 في المائة اعتباراً من 27 أغسطس (آب)، وذلك بسبب استمرار واردات نيودلهي من النفط الروسي. وتُعد هذه الرسوم من بين أعلى الرسوم المفروضة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى جانب البرازيل، ويقول خبراء اقتصاديون إن هذه الخطوة قد تضر بالصادرات، بما في ذلك المنسوجات والسلع الجلدية والمواد الكيميائية. وكجزء من الميزانية الفيدرالية، أعلنت الهند عن خطط لإنفاق مبلغ قياسي قدره 11.21 تريليون روبية (126.3 مليار دولار) على البنية التحتية للسنة المالية المنتهية في مارس (آذار) 2026، وهو أعلى بقليل من العام السابق. ونما الاقتصاد الهندي بنسبة 7.8 في المائة على أساس سنوي خلال الربع المالي الممتد من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وهو الأسرع في خمسة أرباع، مقارنة بـ 7.4 في المائة في فترة الأشهر الثلاثة السابقة. ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 6.8 في المائة خلال السنة المالية وسط مخاوف متزايدة بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية. وأبقى بنك الاحتياطي الهندي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 5.5 في المائة يوم الأربعاء، مشيراً إلى إمكانية خفضه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في ظل تقييمه لتأثير التعريفات الجمركية وتخفيضات ضريبة الاستهلاك الأخيرة على الاقتصاد.
• استئناف الرحلات مع الصين
وفي سياق منفصل، أعلنت السلطات الهندية يوم الخميس أن الهند والصين تخططان لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين بعض مدنهما بعد تعليق دام خمس سنوات مع بدء ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وتم تعليق الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020، ولم تستأنف بسبب انخراط بكين ونيودلهي في توترات حدودية مطولة.
وقالت السفارة الهندية لدى الصين في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «وي تشات» إن الرحلات الجوية بين مدن محددة ستستأنف بحلول أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، رهناً بقرارات شركات الطيران التجارية.
وأضافت السفارة أن هذا الاستئناف هو جزء من «نهج الحكومة الهندية نحو التطبيع التدريجي للعلاقات بين الهند والصين».
ويأتي الاستئناف بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للصين الشهر الماضي للمرة الأولى منذ سبع سنوات لحضور منتدى أمني إقليمي، والذي كان جزءاً من جهود البلدين لتطبيع العلاقات.
وتدهورت العلاقات بين الصين والهند في عام 2020 بعد اشتباك قوات الأمن على طول حدود متنازع عليها في جبال الهيمالايا. وقتل أربعة جنود صينيين و20 جندياً هندياً في أسوأ أعمال عنف منذ عقود، مما أدى إلى تجميد الارتباطات السياسية رفيعة المستوى.