أبرزشؤون لبنانية

إفتتاحية اليوم: إفشال مخطط ترامب بشأن فلسطين يحتاج لموقف عربي موحّد

لم يكن ما ورد على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمره الصحافي مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول امكانية ترحيل الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية، الى كل من مصر والأردن زلة لسان أو مجرد كلام لجس النبض لمعرفة حجم ردود الفعل، بل ان كلامه كان أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى هذه اللحظة، مرورا باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979 واتفاقية أوسلو بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الإسرائيلي عام 1993.
يبدو بعد عودة ترامب الى البيت الابيض مجدداً قد اكتملت حلقات المؤامرات المتشعبة للتصفية النهائية للقضية الفلسطينية. فوعد بلفور شرعن قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، رغم أن نسبتهم لم تكن تزيد عن 10% في ذاك الحين، واتفاقية كامب ديفيد منحت الشرعية العربية لأول مرة لاسرائيل، واختصرت الحقوق الفلسطينية على حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واتفاقيات أوسلو منحت الشرعية للكيان الصهيوني على 78% من فلسطين التاريخية، واختصر الأرض الفلسطينية على الضفة وغزة والشعب الفلسطيني حصره في هاتين المنطقتين، وحول هدف المشروع الوطني الفلسطيني لقيام دولة غير منصوص عليها في الاتفاقيات، وبذلك فقد تم التفريط في الحقوق ووحدة الأرض وشطب نصف الشعب الفلسطيني المشرد في دول اللجوء والشتات.
لا شك أن إعلان ترامب بخصوص غزة كشف بشكل واضح المخططات الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهو حظي بقدر غير مسبوق من الاهتمام والترحيب داخل إسرائيل، حيث استقبلت معظم الأحزاب الإسرائيلية “وعد ترامب” بارتياح كبير، وفي المقابل فان ردود الفعل العربية ما تزال خجولة قياسا لحجم القضية التي تعمل اميركا واسرائيل على تصفيتها، بغض النظر عن موقف دول المجموعة السداسية العربية، عندما أعلنت خلال 48 ساعة من إعلان ترامب رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين وتقسيم القطاع، خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد بالقاهرة، وضم وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وهنا لا بد من التذكير أنه منذ عام 1948، وعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية، لم تتوقف المحاولات المتكررة لتهجير الفلسطينيين، ولكن جميع هذه المحاولات كان مصيرها الفشل، بفضل الرفض الحاسم من قبل الفلسطينيين، إضافة إلى رفض الدول العربية تصفية القضية الفلسطينية.
إن ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل ليس قدرا مكتوبا، ويسهل على العرب مواجهته في حال توفرت الإرادة، فهناك أوراق قوة لدى العرب تمكنهم من وقف ما يخطط له ترامب أو غيره، ولكنها لا تحتاج سوى الى إرادة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى