إنتاج النفط في فنزويلا يقترب من مليون برميل يومياً رغم العقوبات الأميركية
أعلن وزير النفط الفنزويلي بيدرو تيليشيا أن إنتاج النفط في فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطي مؤكد من الخام في العالم، يقترب من مليون برميل يومياً لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، في الوقت الذي زادت توقعات ارتفاع الطلب على النفط الذي صعدت أسعاره خلال تعاملات الأسبوع الذي انتهت عمليات التداول فيه أمس الجمعة نحو 4%.
وبلغ إنتاج النفط في فنزويلا ذروته في 2008 مع 3.5 ملايين برميل، لكنه تراجع بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات الأميركية الصارمة. وأعادت واشنطن الشهر الماضي فرض عقوبات على كراكاس بعد ستة أشهر على تخفيفها، ما زاد من توقعات مواجهة فنزويلا صعوبات في زيادة إنتاج النفط وتصديره، حيث سيتعين على الشركات انتظار تراخيص أميركية تمنح فردياً للتعامل التجاري مع فنزويلا.
ومع ذلك حصلت شركة الطاقة الإسبانية العملاقة ريبسول على إذن من الولايات المتحدة لمواصلة العمل على إنتاج النفط في فنزويلا. كذلك تسعى شركات أخرى أيضاً للحصول على مثل هذه التصاريح. وقال وزير النفط بيدرو تيليشيا الشهر الماضي، إنه متفائل بأن إنتاج النفط الفنزويلي سيصل إلى مليون برميل يومياً قريباً، لأسباب منها الاتفاق مع ريبسول.
وأعلن تيليشيا الجمعة، خلال فعالية رسمية في العاصمة: “يمكننا القول رسمياً إننا تجاوزنا 950 ألف برميل يومياً… هذا الشهر”، مضيفاً وفقاً لوكالة “فرانس برس”: “نحن قريبون جداً من إنتاج مليون برميل”. وتيليشيا أيضاً رئيس شركة النفط الفنزويلية العملاقة “بتروليوس دي فنزويلا (بيديفيسا)”.
وبحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بلغ إنتاج النفط في فنزويلا 910 آلاف برميل يومياً بحلول نهاية أيار/ مايو. وانخفض إنتاج البلاد إلى أقل من مليون برميل يومياً في 2019 عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات إثر إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو قبل عام. وبحلول 2020 كان الرقم أقل من 400 ألف برميل. وسيسعى مادورو لولاية رئاسية ثالثة في انتخابات 28 تموز/ يوليو المقبل.
ارتفاع أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط نحو 4% على مدى الأسبوع، مع تقييم المستثمرين لتوقعات نمو الطلب على النفط الخام والوقود في العام الجاري، حيث سجل خام برنت أعلى ارتفاع أسبوعي له منذ الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أيضاً أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ الأسبوع المنتهي في الخامس من إبريل/ نيسان الماضي. وبلغ سعر خام برنت عند التسوية في نهاية تعاملات الأسبوع أمس الجمعة، عند 82.62 دولاراً للبرميل، كذلك بلغ سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 78.54 دولاراً.
ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لنمو الطلب على النفط بصورة طفيفة العام الجاري، بينما أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب نسبياً عند 2.2 مليون برميل يومياً. وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب إلى أقل من مليون برميل يومياً. لكنها توقعت أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2029، ويستقر عند حوالى 106 ملايين برميل يومياً قرب نهاية العقد، حسبما ذكرت في تقرير يوم الأربعاء الماضي.
وقال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أول من أمس الخميس، إن المنظمة لا تتوقع وصول حجم الطلب على النفط إلى الذروة في توقعاتها على المدى الطويل، بل تتوقع أن ينمو إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول 2045. وأضاف: “في أوبك، نتوقع نمو الطلب على النفط بواقع أربعة ملايين برميل يومياً على مدى العامين 2024 و2025، مع توقع جهات أخرى أيضاً نمواً يتجاوز ثلاثة ملايين برميل يومياً”.
وقال محللون في كومرتس بنك إن الجهات الثلاث توقعت عجزاً في المعروض حتى بداية فصل الشتاء على الأقل. فضلاً عن توقع غولدمان ساكس لطلب أميركي قوي على الوقود هذا الصيف. وتلقت الأسواق دعماً إضافياً من تأكيد روسيا التزام تعهداتها الإنتاجية في اتفاق أوبك+، بعد أن قالت إنها تجاوزت حصتها من إنتاج النفط في مايو.
ويجري تحالف أوبك+، ويتألف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا، سلسلة تخفيضات كبيرة في الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. وتخفض الدول الأعضاء في أوبك+ إنتاج النفط بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أو نحو 5.7 % من حجم الطلب العالمي. ويتضمن ذلك تخفيضات بواقع 3.66 ملايين برميل يومياً وافق التحالف في الثاني من يونيو/ حزيران على تمديدها لعام حتى نهاية 2025، بالإضافة إلى أخرى حجمها 2.2 مليون سيقلصها أوبك+ تدريجاً على مدى عام بدءاً من أكتوبر/ تشرين الأول. وينصبّ تركيز السوق أيضاً على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي قد تهدئ المخاوف إزاء احتمال انقطاع إمدادات النفط من المنطقة.