أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: ترجمة تصريحات ترامب عن لبنان تحتاج لتوافق داخلي؟

لقد عكست تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال جولته الخليجية حول لبنان، خاصةً تلك التي تتعلق بـ”الفرصة الأخيرة” للتخلص من حزب الله، تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأميركية تجاه لبنان والمنطقة، سيما وأن هذه التصريحات تزامنت مع تطورات ميدانية وسياسية هامة، بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، إذ كما هو معلوم، فإنه في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تكبّد الحزب خسائر جسيمة، بما في ذلك تدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية واغتيال عدد من قياداته البارزة، قبل أن يوافق على اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقد شمل هذا الاتفاق سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في منطقة عازلة في الجنوب.

وآنذاك، وضعت إدارة ترامب شروطًا صارمة لإنهاء الحرب في لبنان، أبرزها نزع سلاح حزب الله وتحجيم دوره السياسي، وفي مقابل تحقيق هذا الأمر، تعهّدت واشنطن بتقديم دعم عسكري واقتصادي للجيش اللبناني، بشرط أن يصبح القوة العسكرية الوحيدة في البلاد، مع استبعاد حزب الله من المشاركة في الحياة السياسية.

لكن، ورغم الضغوط الخارجية، يبقى حزب الله قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في لبنان، وأن تحويله إلى حزب سياسي ضمن النظام اللبناني، كما يقترح البعض، يتطلب توافقًا داخليًا واسعًا، وهو أمر قد يكون صعب التحقيق في ظل الانقسامات السياسية والطائفية القائمة.

انطلاقًا مما تقدّم، فإن تصريحات ترامب تبقى في إطار التعبير عن التحوّل في السياسة الأميركية تجاه لبنان، لكن ما يريده الرئيس الأميركي يصعب على لبنان تحقيقه، فمقاربة ملف السلاح، الذي طُرح في الحوار الأول عام 2006 تحت عنوان “الاستراتيجية الدفاعية للبنان”، تحتاج إلى إرادة سياسية قوية وتوافق داخلي بين مختلف الأطراف، وهذا الأمر غير متوافر الآن، ويعرف ترامب وغيره هذه الحقيقة. لذلك يُخشى أن يكون ترامب قد تقصّد من وراء تصريحاته توسيع الهوة الموجودة بين اللبنانيين، لغاية في نفسه وما يرسمه للمنطقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى